"ليبانون ديبايت"
بلغت القوى السياسية مستوى الاتّفاق على قانون انتخاب بعد جهدٍ جهيد. نتائج المرحلة الأخيرة عمّدها نائب رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة النائب جورج عدوان ووضعها على طريق التفاوض النهائي الذي لم يعد يغدو، وفق قراءة أكثر من مصدر، أبعد من سبيل تحسين الشروط في ربع الساعة الأخيرة، وحتى ذلك التاريخ لا زال الاتفاق الشامل والنهائي هو الضائع الابرز في تضارب مصالح السياسيين، ما قد يقلب الإيجابيات راساً على عقب.
أعدّ النائب عدوان عدّته ولم يوفّر أحداً من المطلعين أو "المشتغلين" على خطّ قانون الانتخاب إلّا واستشاره، حتّى رشّحت مساعيه زيتاً، منتجاً ركوناً إلى صيغة 15 دائرة نسبيّة مع صوت تفضيلي في القضاء غير مضبوط بالإطار الطائفي. حقيقةً، لا يخفي مطلعون على الاتّصالات الانتخابيّة أنّ الورشات التي اوصلت الى هذا المستوى من الايجابيات، هي تلك التي نشطت في الأسبوع الماضي في عين التينة بغية الوصول إلى حلّ. وضع الرئيس برّي كلّ إمكاناته في عهدة عدوان، وعلى ذمّة القائل، قدّم تسهيلات لم يقدّمها حتّى لوزير الخارجية جبران باسيل خلال فترة اشتغال الأخير بالخلطات الانتخابيّة، ما حلّل على أنه نيّة متقدّمة من بري، وأحد أسباب الوصول إلى نضوج الطبخة الحاليّة، كذلك لا يمكن استثناء القوى الأخرى من عملية توفير الأجواء والشروط المناسبة.
استدعى الرئيس برّي الكثير من العاملين على خطّ الانتخابات الذين وضعوا أفكارهم لديه وترجمها هو في الاقتراح الجديد، توازياً كان عدوان يجول بالأفكار ويجتمع حيناً مع السيّد نادر الحريري وأحياناً مع الوزير جبران باسيل بحضور النائب آلان عون، فيجري وضع التعديلات ومناقشة أفكار مغايرة للسائدة، ما يلبث أن يحملها بيده إلى الوزير علي حسن خليل، فيجري عصف أفكار بين الموجودة والجديدة. بلوغ العصف مراحل متقدّمة حتّم توسيع الاجتماعات الى ثلاثية (بين خليل، عدوان ونادر) الذي كان يعود ويفترق عن عدوان مجتمعاً مع خليل بحضور الحاج وفيق صفا الذي بدوره كان يتفرّع عن الاجتماع الثلاثي بثنائي عند اللّحظات المصيرية التي تبحث التفاصيل الدقيقة، فيقوم بإطلاع الوزير باسيل على ما ركن إليه الحاضرون ويأخذ منه ما يطلبه التّيّار ناقلاً الملاحظات والمطالب إلى الوزير الخليل الذي يعمّمها بدوره على الآخرين.. وهكذا.
إذاً عمل الجميع قبل إنتاج هذه النسخة من الصيغة كخليّة نحل، طرحت وناقشت الأفكار كلّها، من شكل النظام النسبيّ حتّى حياكه الدوائر التي شارك في قصقصتها الجميع، ومن ثمّ بلغ المأمول غرفة الاجتماع بين برّي وعدوان يوم الجمعة التي أنتجت شكل المسودة الحاليّة.
في عين التينة كانت طاولة الورشة قائمة. تشريح للأفكار وطرح لثانية وتقطير وبرمجة وترويض لأخرى.. الدمج هذا أنتج فهماً عامّاً للشكل الذي سيكون عليه القانون، وما إنْ خمرت الأفكار، ركن عدوان إلى برّي يوم الجمعة الماضي لإنجاز الوضع النهائي، فجرى وللمرة الأولى الحديث عن تقسيم الدوائر وشكلها بين الرجلين في اجتماع دام 3 ساعات، استحصل في نهائية عدوان على موافقة برّي على الاقتراح، وضمّها إلى موافقة المستقبل وتالياً الاشتراكيّ الذي راعاه بأخذ مطلب النائب وليد جنبلاط بعين الاعتبار.
حمل عدوان النتيجة وعمّمها على التّيّار الذي لم يبدِ اعتراضاً إلّا على المعترض عليه فيما خصّ نقل المقاعد المرفوضة من قبل برّي بكلِّ الأشكال، فكان رأي عدوان أن "يستمر البحث حولها" أمر لم يعارضه باسيل الذي طلب الاستمهال في إعلان الموافقة الكاملة حتّى الحصول على جواب نهائي حول نقل المقاعد، ولغاية ساعة كتابة هذا التقرير لم يصل من عدوان إلى باسيل أي جواب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News