كعادتها كلّ عام، نظّمت جمعيّة لوغوس نشاطها الطّبي السنوي ضمن حملة ASAP (Awareness, Screening & Prevention) في مدرسة السان - شارل في الأشرفيّة وقد تميّز نشاط هذا العام بتركيزه على أمراض الرئة مع ما يرافق وطننا من أزمات بيئية خطرة، وامتداده على مدى يومين متتاليين حيث لم يقتصر فقط على الفحوصات والعلاج، انّما تعدّاه ليترافق مع حملة توعية للأسباب المؤدّية الى المرض وكيفية الوقاية منها بمشاركة عضو نقابة أطبّاء لبنان الدّكتور مروان الزّغبي وطاقمٍ طبّي متخصّص من مستشفى أوتيل ديو الجامعي.
وصل "أبو أديب" باكرا ً جدّا ً صباح السّبت قادماً من كرم الزّيتون متعكّزا ً على عصاه الخشبي من أجل القيام بفحص الرّئة لمعاناته من "ضيقة نفس متقطّعة"، حسب قوله. أربع مراحل ممتالية مرّ بها المرضى خلال اليوم الطّبي، حيث كان في استقبالهم أخصائيين شرحوا لهم بداية ماهية مرض الانسداد الرئوي وأعراضه البارزة، ثم انتقلوا الى المرحلة الثانية حيث تعبئة الاستمارات والاجابة عن الأسئلة الخاصّة بكلّ شخص. بعد دراسة الاجابات من قبل الأطبّاء وتقييم الحالة، يتقرّر ما اذا كان يتوجّب على صاحب العلاقة الانتقال الى المرحلة الثالثة حيث الفحص الخاص بحركة ونشاط الرّئتين، أم الى المرحلة الرّابعة حيث التّوعية وسبل الوقاية. "كنتُ أدخّن علبة سجائر في الماضي"، يؤردف أبو أديب، "الّا أنّني امتنعتُ منذ بضع سنوات وما زلت أعاني من مشاكل في النّفس. انّ هكذا فحوصات مكلفة جدّاً في المستشفيات ولا نستطيع تحمّل أعباءها في ظلّ غياب التّغطية الصحّية الشاّملة وعدم تغطية الوزارة لها، لذا نلجأ الى المستوصفات القريبة أو ننتظر مبادرات مشكورة كهذه".
أمّا أمال، القادمة من منطقة الجعيتاوي في الرّميل، فهي شاركت في النّشاط أوّلاً لمؤازرة سيّدات الجمعية في التّنظيم، وثانيا ً للقيام بالفحص الرّئوي. "صحيح أنّني أدخّن السجائر وأُكثرُ من الأرغيلة، الّا أن أزمة النّفايات التي عانينا منها في السنتين الأخيرتين في منطقتنا، اضافة الى الهواء الملوّث قد فاقم الوضع وزاد من حالات الرّبو والتحسّس وضيق النّفس، لذا قرّرت الوقاية اليوم ومتابعة العلاج مع فريق طبّ العائلة الموجود معنا اليوم". يجدر الاشارة أيضاً أن النّشاط شهد مشاركة العديد من الأشخاص الذين يمتهنون أعمالاً وحرفا ً تعرّضهم لتنشّق موادّ مضرة لصحتهم وتحديداً لرئتيهم، كالدّهانين، مصفّقي الشّعر، عمّال محطات الوقود، عمّال الأرغيلة وطبّاخي المطاعم والفنادق.
ما هي الّا لحظات حتّى وصل مؤسّس الجمعية المهندس زياد عبس ملقيا ً التحيّة على فريق العمل والمرضى فرداً فرداً. "المبادرات الوقائية لتوعية المواطنين من مخاطر التّلوث بمختلف أشكاله أصبحت ضرورة، وهي ذات أهمية قصوى" يقول عبس، " لأنها تساهم في خفض الفاتورة الصحية التي تتكبدها الدولة بأجهزتها الصحية كافة، وتؤمن للمواطن امكانية العيش بطريقة أفضل قبل فوات الآوان وقبل وصوله الى حالة المرض المزمن التي تؤثر على نمط حياته بشكل عام". يضيف عبس "لقد أً ُضيف في السنتين الأخيرتين عاملٌ داهمٌ ومهم يفرض علينا التحرّك بشكلٍ جدي، ألا وهو أزمة النّفايات وحرقها في شوارع العاصمة، مع ما يرتّب ذلك من تداعيات صحيّة خطرة على سكّان المنطقة".
وكان قد سبق هذا اليوم الطويل ندوة تثقيفيّة ألقاها الزغبي في حرم المدرسة للطلاب وأهاليهم اضافة الى الجسم التعليمي شكّلت مناسبة للنّقاش والتوعية حول سبل الأسباب المؤدية الى المرض وسبل الوقاية منها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News