"ليبانون ديبايت"
يُعاني البيارتة من مظلومية بالغة في الوظائف الحكومية منذ عهد ليس بقريب، وعلى الرغم من أن غالبية الحكومات المتعاقبة كان رؤساؤها من أبناء بيروت أو المحسوبين عليها نظرياً، لم يتمكّن هؤلاء من تصحيح تمثيل أبناء العاصمة في وظائف الدولة، بل زادت سياساتهم، ليس فقط بتهميش هؤلاء عن وظائف الدولة، بل دفعهم نحو الإرتحال السكني بنسب كبيرة عن بيروت.
الغبن الحاصل، لا تتحمل مسؤوليته الدولة كدولة، بل الرعاة السياسيين ككل واستراتيجياتهم الخاطئة، الذين ربما، عن قصد أو غير قصد، غيّبوا البيارتة عن الوظائف بذرائع مختلفة، إما لأسباب مصلحية نسبة إلى غيرهم من المواطنين، أو بسبب قلّة الإهتمام؛ أما الملفت في الأمر، أن هؤلاء عادوا إلى رشدهم وانكبّوا في الفترة الماضية يدعون إلى تعزيز توظيف البيارتة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، فأين كانت تلك الأصوات قبل ذلك؟ ومن الذي أسسّس لاطلاقها ورفع الصّوت في هذا الوقت تحديداً؟
لا شك بأن إفطار جمعية خريجي المقاصد الأخير، كان له أثرًا بالغًا في رفع منسوب الدعوة الى استعادة الوظائف لصالح البيارتة، من خلال المداخلات التي استُهلت أولاً بكلمة رئيس منتدى الحوار الوطني، الأستاذ فؤاد مخزومي، الذي دعا إلى "تصحيح توظيف البيارتة والعمل على استقطابهم نحو الوظائف وتوفير متطلباتهم بهذا الخصوص". وعلى الرغم من الردود التي تضمنت أسباب قلة وجود البيارتة في وظائف الدولة، التي عاد أصحابها لتصحيحها لاحقاً، لكن المفيد، كان في تراكم الأحاديث الداعية إلى المساهمة في عملية توظيف أبناء العاصمة الذين لا يقلّون عن غيرهم في حمل الشهادات والإجازات التي تخوّلهم دخول معترك الوظائف العامة وتحقيق النجاحات.
ومن الحسن لفت الأنظار، إلى أن مخزومي، هو اول من طرح هذا العنوان ودفع نحو الحديث عن تأمين توظيف البيارتة، ولاقاه الخيّرون على الطرف الثاني من الطريق، على أساس المصلحة المشتركة في إعادة البيارتة إلى كنف وظيفة الدولة واستغلال القدرات البشرية والسياسية من أجل تأمين هذا المطلب. ومن مدعاة سرور أبناء بيروت، لفت النظر إلى هذه الخطوة، التي أتت بعد أن فقدها ولاة أمر السياسية وأدخلوها في غياهب النسيان، فهي دعوة مكان شكر وثناء ويقدر عليها، أملاً في أن تجد الأذن الصاغية واليد المتعاونة الممدودة لإيصالها إلى غايتها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News