بدأت رياح الأزمة القطرية تلفح لبنان رغم محاولاته الحياد والسير أو الهروب عكس رياح العواصف العربية. فبعد ساعات على موقف وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل إعلان "النأي بالنفس"، وردت برقيات عالية النبرة من عواصم خليجية وعربية معنية الى سفاراتها في لبنان، تعبّر عن استيائها من "حياد بلدٍ يدفع ضريبة الإرهاب".
وأفاد مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى "أنّ سياسة النأي بالنفس التي يُعلنها لبنان في مواقفه السياسية تجاه ملفات عدة، هي شأن داخلي، ولا يحق لأي دولة أن تتدخّل في الشأن الداخلي لدولة آخرى، وهذا ما تفرضة الاتفاقات الدولية، كما أنّ من حق لبنان أن يقرّر مصالحه الوطنية من خلال تركيبته السياسية في إطار تعاملِه مع الأزمات... ولكن عندما يكون الهاجس واحداً والهمّ واحداً والخطر يحيط بجميع الدول يجب أن يدرك المسؤولون أنّ سياسة "النأي بالنفس" في موقف يتطلّب وحدةَ الصفّ العربي المعتدل ضدّ دولة تحتضن وتموّل وتدعم الإرهاب ومنفّذيه، ودولة لديها تنظيمات إرهابية على أراضيها تستخدمها ضدّ دول عربية شقيقة، ودولة لديها أجندة سياسية معادية وتسيء لوحدة الموقف العربي وتساعد على تشرذمِه وتشتُتِه، لا ترضي ولا تفيد".
أضاف المصدر إنّنا نتساءل جميعاً، هل من المعقول أن ينأى لبنان بنفسه عن اتّخاذ موقف واضح وصريح ممّا يحصل؟ وهل يُعقل أنّ هناك دولة تنأى بنفسها عن الإرهاب وهي دولة تعاني من الخلايا المتطرّفة وتقدّم كافّة أجهزتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية التضحيات للقضاء على الإرهاب ومصادرِه؟
وخَتم المصدر: "كيف يقف لبنان المعنيّ الأساس من آفة الإرهاب في موقف المحايد والمتفرّج في موضوع يتعلق بأمنه وأمنِ دولِ الجوار؟ وهل مقبول هذا الموقف في الشارع العربي مستقبَلاً، وأن يستمر لبنان بغَضّ البصر عن سياسات معادية لدول الثِقل السياسي والاقتصادي عربياً ودولياً، ويَعتبر موقفَه من الدولة الإرهابية شأناً لا علاقة له بها؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News