إطباق الجيش اللبناني على معظم الخلايا الإرهابية النائمة، يكرّس مع عمليات استباقية منسّقة تنفذها الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش إلى الأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الأراضي كافة مفهوم الأمن الاستباقي للحفاظ على الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان في مواجهة الإرهاب التكفيري في ظل الحروب المشتعلة حوله. ويبدو من خلال التوقيفات واعترافات الإرهابيين الأخيرة أن الساحة اللبنانية ما زالت هدفاً تسعى إليه المنظمات الإرهابية من خلال الاعتماد على «الذئاب المنفردة» لتنفيذ مهمات وتعليمات تتلقاها من الرقة.
تربط مصادر أمنية متابعة للوضع الميداني في عرسال وجرودها، اتّباع «داعش» تلك الترتيبات بوضعه «الضعيف» في الجرود، حيث يحاول توسيع رقعة انتشاره في البقعة الجغرافية المتداخلة مع الأراضي اللبنانية التي يتواجد فيها، نتيجة الحصار المفروض عليه في الرقة من التحالف الدولي وقوات سورية الديموقراطية من جهة ومن النظام السوري وحلفائه من جهة أخرى، لذلك يحاول من حين إلى آخر بقيادة «أبو الصوص» الاشتباك مع «جبهة النصرة» التي تتقاسم مع «سرايا أهل الشام» قسماً من هذه البقعة في مراكز مقابلة لـ «داعش»، ليسهل عليه الحركة في اتجاه مخيم النازحين في منطقة الملاهي.
حيث يخطط لاستخدامه رهينة والتزود بالمؤن نتيجة للحصار المفروض عليه وسد الجيش كل طرق التموين. وهو يحاول من حين إلى آخر غزو المحال التجارية في وادي حميد للسيطرة على المحروقات والمواد الأولية والكسارات. ويبلغ عدد عناصر «داعش» في هذه البقعة نحو 750 مسلّحاً (معظمهم من السوريين وبينهم لبنانيون) مقابل 600 مسلّح لـ «جبهة النصرة» و «سرايا أهل الشام». والسؤال المتكرر في لبنان هو: هل من معركة محتملة في الجرود الشرقية لعرسال بين الجيش و «داعش»، بعد التوقّعات الأخيرة من أنّ أولى تحركاته ستنطلق من هناك بعد محاصرته من الجبهات كافة؟
تؤكد المصادر الأمنية أن «وضع الجيش اللبناني قوي في المنطقة وهو على أهبة الاستعداد لصدّ أي اعتداء وهو في موقع قوّة»، واصفة حال «داعش» اليوم بـ«المشرذم، الضعيف، والمشتت ولا قدرة له لا لوجستياً ولا عسكرياً على التسلل والقيام بهجوم كبير مسلّح على مواقع الجيش أو إدخال سيارات ودراجات نارية مفخخة، فالجيش يقفل كل الثُّغَر والبؤر الأمنية على كامل المنطقة الجبلية في الجرود والمنطقة المحيطة». ويسيطر على كامل المناطق المكشوفة على المسلحين ويستخدم القصف المدفعي ضد تحركاتهم إضافة إلى استخدامه أجهزة مراقبة ورصد واستطلاع ذات تقنية عالية ما يؤدي إلى استهدافهم في مواقعهم.
وتبدي المصادر ارتياحها إلى أن «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية لم تعد تجد بيئة حاضنة لها لا في عرسال ولا في غيرها من المناطق وهو ما يُعقّد عمل المجموعات الإرهابية ويُسهل عملية رصدها وتفكيكها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News