"ليبانون ديبايت"
حّلت بركة ليلة القدر الأولى على السياسيّين الذين ركنوا أخيراً إلى الاتّفاق حول مسودةٍ "كاملة الدسم" وجاهزة للعرض على طاولة مجلس الوزراء في قصر بعبدا اليوم. وبعد 96 شهراً من الصيام على قانون، حلّ الافطار ضيفاُ على مائدة الشهر الفضيل واخرجت المسودة عنق الزجاجة باجتماعات مكوكيّة وضعت على سلّم الأولويّات في الأيّام الماضية.
وعلم "ليبانون ديبايت"، انّ عامود الاتفاق كان جلسات السهر الطويلة التي خصصت لبحث النقاط العالقة، والتي امتازت بإنفتاح و "كلمات سر" غيّرت من الخطاب الذي كان سائداً، وجنح الى التفاهم على تمرير القانون على بلاطة تحفظات وملاحظات واتفاق على التخلي عن الفقرات الجدالية ووضعها في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليصار الى مناقشتها بعد انتاج المبادئ العامة، اي القانون.
أمّا الاتفاق على اخراج المسودة، فأُنجز متسلّحاً بالروحانيّة التي تحملها هذه اللّيال وكلام النائب وليد جنبلاط الذي بشّر بالخير، وعلى وقع الأدعية والصلوات التي رفعها الرئيس نبيه برّي، التأمت أمس "لجان الإنقاذ الانتخابيّة" ثلاثيّاً، إذ بدأ أوّلاً اجتماع للجنةِ الصياغة، تلاها اللّجنة الوزاريّة المكلّفة دارسة مشروع قانون الانتخاب.
وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ الاجتماع الأوّل خُصّص لمناقشة القضايا التقنية المرتبطة بالعمليّة الانتخابيّة، ومن ثمّ أُحيلت نتائجه إلى "اللّجنة الوزاريّة" التي استقبلت على طاولتها في بيت الوسط خلاصات المسودات مع اقتراحاتها التي وردت من أركان التفاوض، وبعد أن أغرقت نقاشات وتحليل وزيادات وتداولات في جوٍّ مليء بالإيجابية، جرى التفاهم على مسودةٍ، ومن ثمّ أُخلي سبيلها إلى اللّجنة الخماسيّة، فعمدت الاتّفاق وعبّدت الطريق أمام مجلس الوزراء لإرسال المُقترح إلى مجلس النوّاب لإقراره يوم الجمعة، فارتفع الدخان الأبيض من بيت الوسط منذراً باستواء طبخة القانون.
واللّافت، أن اجتماع لجنة الصياغة، حضره للمرّة الأولى ممثلين عن وزارة الداخلية هما العميد إلياس خوري والدكتور خليل جبارة، ما دلّ على أنّ التفاهم بلغ مستوى مرتفع.
وعلم "ليبانون ديبايت"، انه جرى الاتفاق على موعد الانتخابات، وركن إلى تاريخ نيسان 2018 كأفضل موعدٍ، وهو يسبق بداية شهر رمضان المبارك في منتصف أيّار، على أن تجري العملية ضمن ضوابط تقنيّةٍ حديثة محدّدة في نظام فرزٍ إلكتروني، مع إبقاء بحث إمكانيّة اعتماد لائحة ممغنطة. ونظر إلى هذا التاريخ على أنّه متوسّط بين ما يطالب به التّيّار الوطنيّ الحرّ، أي إجراء الانتخابات في الشتاء، وما يطالبه به الآخرون حول إجرائها في الصيف، ليتمّ الاتّفاق على الربيع كحلٍّ وسطي.
مصادر مواكبة للاتّصالات الانتخابيّة، أبلغت "ليبانون ديبايت"، أنّ العُقَد الثلاث التي كانت تُعيق التقدّم، وهي الصّوت التفضيليّ، ودرجة وقاعدة الاحتساب، ومقاعد المنتشرين، قد جرى تذليلها على نحوٍ هادئ، وهو ما مهّد لإخراج المسودة النهائيّة من لجنة الصياغة وتحويلها إلى اللّجنة الوزارية لبّت الوضع النهائيّ فيها قبل أن تنقل إلى لجنة الأحزاب لمباركتها".
وأشارت المصادر، أنّ "الصوت التفضيليّ اتّفق عليه بأن يكون في القضاء على قاعدةٍ وطنيّة، أمّا مقاعد المنتشرين فجرت الموافقة المبدئية على أن تكون 6 مضافةً إلى 128 مقعداً وأن يجري اعتمادها في الدورة المقبلة، اما طريقة الاحتساب فإعتمدت قاعدة الكسر الأكبر بالاضافة الى التوافق على قبول اللائحة غير المكتملة شرط ان تحتوي على مقعد واحد من كل قضاء، وفي الفرز تعتمد طريقة دمج اللوائح وترتيب المرشيحن في الدائرة على أساس نسبة الصوت التفضيلي في القضاء، ولكي تبقى الأمور مرهونة بالاتّفاق، ركن إلى حلبة رئيس الجمهوريّة في تبنّي الاتّفاق، ووضع ما جرى التوصّل إليه في عهدته، مضاف إليه تسفير بعض القضايا الخلافيّة أيضاً، وإزالتها مرحليّاً من أمام القانون كي يجري إنتاجه، على أن يعود لبحثها بضمانة الرئيس لاحقاً.
وخصّص الرئيس عون يوم ظهر أمس لمواكبة الاتّصالات الجارية للاتّفاق على قانونٍ جديدٍ للانتخابات النيابيّة، واطّلع على المداولات الجارية في هذا الصدد مع الجهات السياسيّة المعنيّة، مع الاطّلاع على النقاط التي تمّ الاتّفاق عليها وتلك التي ما تزال قيد البحث تمهيداً للتوافق في شأنها ولعرض مشروع القانون المُقترح على جلسة مجلس الوزراء المقرّرة الأربعاء في قصر بعبدا.
وبينما الرئيس نبيه برّي كان يدعو عبر "فايسبوك" المواطنين أن "ادعو، لم يعد يفيد إلّا الدعاء"، أخرج النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" أرنبه معلناً الاتّفاق على قانون مغرداً بالقول: "في اليونان تشرق الشمس على صفاءٍ وجمال. في لبنان يولد قانون انتخابيّ معقّد مشربك كصانعيه ومبتدعيه ذي أبعادٍ غامضة".
ويبقى على مجلس الوزراء أن يعلن التوافق الشكليّ على القانون كي يمر إلى ساحة النجمة. وبهذا الخيار، أي الاتّفاق على القانون قبل الجلسة، قد أبعد شبح التصويت وبالتالي تطيير النصاب والدخول في المجهول.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News