"ليبانون ديبايت"
إنّه زمن الاستحقاقات بامتياز، بهذا العنوان يمكن تعريف المرحلة التي يمُرّ بها لبنان والتي تُعتبر من أصعب الفترات نسبةً إلى أهميّة كلّ استحقاق وانعكاساته على الحياة السياسيّة والاقتصاديّة في لبنان.
وبينما يستقبل اللبنانيّون مولودهم "الانتخابيّ" الجديد، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع مرض التمديد وخطر الإصابة بالفراغ أو الانتكاسة مع "السّتين"، هناك استحقاقٌ لا يقلُّ أهميّةً عن ذاك النيابيّ، على اعتباره عصب الحياة الماليّة والاقتصاديّة والسّبب الأساس في بقاء لبنان مستقرّاً نسبيّاً، هو انتخابات جمعيّة المصارف، بعدما أعلنت تاريخ 30 حزيران الجاري موعداً لانعقاد الجمعيّة العموميّة لإجراء انتخابات مجلس إدارة الجمعيّة المؤلّف من 12 عضواً ورئيس.
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مصرفيّة بعدما أُعلن عن افتتاح باب الترشيح ابتداءً من يوم أمس الأربعاء، أنّ "هذا الاستحقاق مهمّ جدّاً، خصوصاً أن مجلس الإدارة لم يتجدّد منذ ثلاثة وعشرين عاماً، والرئاسة تناوب عليها رئيسين فقط طِوال الفترة المُشار إليها، وبالتالي، فإنّ التغيير والتجديد أمر مطلوب وأساس لضخّ دمٍ جديد في المجلس والجمعيّة بشكل عام، علماً أنّ الرئيس يُنتخب دوريّاً، أي كلّ سنتين، وله حقّ التجديد مرّة واحدة فقط، بعكس الأعضاء الذين لهم أن يبقوا في مناصبهم إلى أجلٍ غير مسمّى".
وأشارت المصادر لموقع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "مجلس الإدارة الحاليّ لم يفسح المجال أمام المصارف الصغرى، أو المتوسّطة أو العربيّة للمشاركة، إذ سيطرت عليه المصارف الكبرى وعددها عشرة، الأمر الذي يجب أن يتغيّر في هذا الاستحقاق، لإعطاء الفرصة للجميع من دون استثناء، إذ إنّ مجلس الإدارة مؤلّف من 12 عضواً ومن الضروري أن تكون المصارف المستثناة ممثّلة فيه عملاً بمبدأ المداورة، فيدخل إليه أربعة مصارف كلّ سنتين تماماً كما هو حال رئاسة المجلس".
ولفتت المصادر إلى أنّ "رئيس مجلس إدارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير يُعتبر من أبرز المرشّحين لخلافة رئيس جمعيّة المصارف جوزيف طربيه، وهو بصدد الإعلان عن ترشّحه يوم الاثنين المُقبل مع لائحةٍ غير مُكتملة مُؤلّفة من ثمانية أعضاء، تاركاً أربعة مقاعد شاغرة إفساحاً في المجال أمام المصارف الأربعة حتّى تنضمّ إليه، وسيطرح برنامجه الذي سيعمل على تنفيذه". كاشفةً عن برنامج صفير الذي "يرتكز على طلب المداورة المُشار إليه، وتحديث النظام الدّاخلي، بالإضافة إلى مكننة الجمعيّة، وغيرها من الأفكار الجديدة التي تصبّ كلّها في خانة تقوية دور الجمعيّة والدفاع عنها في الدّاخل والخارج".
وإذ شدّدت المصادر على أنّ "الرئيس الحاليّ الدكتور طربيه، لعب دوراً إيجابيّاً جدّاً في الجمعيّة خلال السنوات العشر التي تولّى فيها الرئاسة، ويملك خبرةً طويلة في هذا المجال"، رأت أنّ "الوقت قد حان لإعطاء الفرصة لأشخاصٍ آخرين، وإيقاف عمليّة الوراثة في مجلس الإدارة، من خلال تطبيق مبدأ "مداورة الأعضاء"، الأمر الذي من شأنه أن يدخل دماً جديداً وعناصر جديدة إلى المجلس تمثّل القطاعات كافةّ سواء أكانت الكبيرة منها، أم المتوسّطة، أو الصغيرة والعربيّة".
في المُقابل، اعتبرت المصادر أنّ "طربيه يتمسّك بحصول صفير أو غيره من المرشّحين على الاجماع كشرطٍ لتولّي رئاسة الجمعيّة، بهدف التمديد له، خصوصاً أنّ نيل الإجماع أمر صعب لأنّ صفير مرشّح مع لائحة من 8 أعضاء و4 مراكز شاغرة"، سائلةً في الوقت نفسه "هل سيخوض طربيه الانتخابات على الرغم من عدم الإجماع عليه؟!". مشيرةً إلى أنّه "في هذه الحالة، قد يُصار إلى استبدال طربيه برئيس مجلس إدارة البنك اللّبنانيّ الفرنسي الدكتور وليد روفائيل، أو المدير العام لبنك بيبلوس سمعان باسيل، خصوصاً أنّ هناك عرفاً ينصّ على أن الرئاسة من حصّة الموارنة".
انطلاقاً من هذه الأسباب، أشارت المصادر إلى أنّ "غياب الاتّفاق، دفع بطربيه إلى طلب استمهال أعضاء مجلس الإدارة إلى يوم الجمعة الواقع في 16 حزيران، لعقد اجتماعٍ تشاوري، والبحث بالموضوع، ولا سيّما أنّ هناك إصراراً على رفض التمديد للمجلس الحاليّ، وصفير يُعدّ من أبرز المعترضين على هذا الإجراء". مؤكّدة أنّه "نزولاً عند رغبة طربيه بعقد هذا الاجتماع، فضّل صفير تأجيل موعد الإعلان عن لائحته وترشّحه حتّى يوم الاثنين المُقبل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News