"ليبانون ديبايت"
من المعروف، أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري دائماً ما يسرق الأنظار، سواء أكانت لناحية خطواته السياسيّة، أم لناحية حركته الماليّة والاقتصاديّة، ويتصدّر الحريري في غالبيّة الوقت، عناوين الصحف ونشرات الأخبار التي تعنون بالخطّ العريض عن مساره الحزبيّ السياسيّ والعراقيل التي يواجهها، إضافة إلى الأزمات الماليّة التي يعاني منها، على صعيد مؤسّساته، ولعلّ أبرزها يتمثّل في المشاكل المرتبطة بشركة "سعودي أوجيه"، وعدم دفع رواتب ومستحقّات الموظّفين والإعلاميين والصحفيين سواء أكانت في التلفزيون أم الراديو أو الصحيفة أو غيرها من المؤسسّات التي يملكها الحريري.
قبل فترة ليست بطويلة، بدأ الحريري يستعيد عافيته الماليّة، بعدما عاد إلى رئاسة الحكومة في العهد الجديد، وأعاد العلاقات مع دول الخليج ولا سيّما مع المملكة العربيّة السعوديّة إلى سابق عهدها، الأمر الذي ظهرت معالمه من خلال تسديد قسمٍ من رواتب الموظفين المتأخّرة، وخصوصاً العاملين داخل "تيّار المستقبل" الذين استفادوا من حقّ الأفضليّة التي منحهم إيّاها الرئيس الحريري على باقي العاملين والصحفيين سواء أكانت في تلفزيون المستقبل أم الصحيفة العائدة للتيّار، أو الراديو، وما تبعه من ورشة عمل داخل التلفزيون لناحية الاستديوهات والإعداد والمكاتب. بيد أنّ الانفراجات الماليّة الأبرز، وجدت طريقها فقط إلى أروقة المستقبل الحزبيّة والسياسيّة من دون غيرها من الدوائر، وذلك بحسب ما أفادت به أوساط خاصّة لموقع "ليبانون ديبايت".
وفي هذا الإطار، كشفت الأوساط أنّ "الرئيس الحريري عاد ليقف من جديد على المستوى الماليّ، بعدما تمّت الصلحة مع السعوديّة ومع رئاسة الحكومة اللّبنانيّة، وبعدما استعاد دوره القويّ المؤثّر على السّاحة السياسيّة التي سبق أن فقدها في فترةٍ سابقة بينما كان يعيش خارج لبنان، لكن هذه "البحبوحة" الماليّة التي ينعم بها الحريري، لم تمتدّ سوى على "تيّار المستقبل" وبعض مؤسّساته بغية سدّ العجز المتراكم والكبير، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز أكثر موقعه ويستعيد شعبيّته وثقة النّاس به، لما لذلك من تأثيرٍ كبير على موقع الحريري ووصفه بأنّه "يحرم الموظّفين من حقوقهم"، بيد أنّها في المقابل، مرّت مرور الكرام ومن دون أن تدخل عتبة بيت 14 آذار وتدفع مخصّصات العاملين فيه سواء أكانت من صحافيّين أم إعلاميّين وغيرهم من الأشخاص".
ولفتت الأوساط إلى أنّ "هناك شخصيّات سياسيّة وإعلاميّة كثيرة في 14 آذار، كانت تقبض مخصّصاتها من "تيّار المستقبل" بصورةٍ شهريّة، بيد أنّ هذه المُخصّصات خفّضت كثيراً إلى ما دون النصف، في وقتٍ سابق، وستتعرّض إلى مزيد من التخفيض في الأيّام المقبلة، علماً أنّ هذه التدابير لم تَطَل شخصيّات أساسيّة في 14 آذار نظراً للدور الذي كانوا يلعبونه".
وأشارت الأوساط إلى أنّ "هذه الخطوة أثارت استغراب المعنيّين الذين فوجئوا بها، فيما كانوا يتأمّلون خيراً من عودة الزخم السعودي إلى مؤسسّات الحريري، خصوصاً أنّ إعادة تفعيل النشاط السعوديّ والخليجي إلى لبنان، من شأنه أن يفتح الاستثمار من جديد، ويُعيد تعزيز الأوراق الماليّة للحريري وبالتالي للموظّفين، إلى أن تفاجئ هؤلاء بحصول العكس، مع تخفيض مصاريف الحركة السياسيّة مرّة جديدة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة".
هذا وعلم "ليبانون ديبايت"، أنّ "الفترة المقبلة ستشهد أيضاً مزيداً من إجراءات تقليص المصاريف عن أولئك السّابق ذكرهم، وسط إمكانيّة إلغائها بالكامل، خصوصاً بعد الحالة السياسيّة التي وصلت إليها 14 آذار وإفلاسها سياسيّاً، فلم يعد هناك من جدوى أو منفعة من الإبقاء على هذه المصاريف".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News