"ليبانون ديبايت"
يوم قرّر الرئيس سعد الحريري استعادة أمجاد التيّار شمالاً والتجوال في مناطقها لتثبيت وجوده بعد تراجعه لفترة، نُقل عتب أبناء القلمون له وسُئل عن أسباب استثنائهم من زيارته الشماليّة، فكان ردُه كالمُتوقع، "أبناء القلمون معزّتهم خاصّة، وزيارتهم كذلك".
صدّق الحريري بكلامه، فيوم الخميس أعلن عن توجّهه لزيارة القلمون قبل ساعة تقريباً، في زيارةٍ مفاجئة لم يجرِ التحضير لها مسبقاً، ليُلاقي فور وصوله حشوداً مُستنفرة لاستقباله. ترجّل من موكبه وسط تدابير أمنيّة مكثّفة وسار مشياً على الأقدام بين الحشود المُهلّلة له والتي استقبلته بنثرِ الأرز، حتّى أتباع خصومه السياسيين كانوا بانتظاره وشاركوا الناس الاستقبال.
لم يسر على الأقدام صُدفًة؛ فنيّته كانت واضحة، إذ أصرّ على زيارة منزل الجندي المخطوف إبراهيم مغيط والوقوف على خاطرهم.
الخبر كان عاديّاً لو أنّه لم يأتِ في ذروة دخول البلاد في فترة الانتخابات النيابيّة، إذ يُقرأ من الزيارة نوايا لدى الحريري في التأكيد على إثبات وجوده وفعاليته في القلمون التي لها حيثيّة خاصّة لدى آل الحريري وتيّار المُستقبل، فأنصاره لم يخيّبوا آماله المعقودة عليهم.
مصادر مُواكبة لزيارة الحريري، وصفتها بالخطوة الذكيّة والبارزة جدّاً كونها أتت في وقتها لجسّ نبض الشارع القلموني الذي تلقّى الزيارة برسائل مُتعددة، يتسيدها استعادة أمجاد التيّار في الشمال وإعادة المياه إلى مجاريها بعد جفاءٍ دام سنوات.
لكنّ الرسالة الأبرز جاءت لامتصاص عَتب الـ5000 صوت انتخابيّ على الحريري الذين كانوا يشكّلون في الفترة التي تتراوح ما بين أعوام 2005 والـ2009 "بلوك حريري كامل" يصل إلى استهلاك 80% من الأصوات وصبّها لمصلحته.
وإذ أشارت مصادر "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ فترة غياب الرئيس الحريري استغلتها تيّارات سياسيّة أخرى لتعزيز قوّتهم قبل الانتخابات النيابيّة المُرتقبة. ويُحكى أنّ أحاديّة المُستقبل سقطت هناك وبالتالي لم يعد يملك الحريري البلدة انتخابيّاً.
إلّا أنّ الوقائع الميدانية التي ترافقه مع زيارة الحريري أسقطت هذه الأقاويل، تقول المصادر وتؤكّد، إنّ الشيخ سعد "بكاريزمته" وشخصيته وقربه من أنصاره أثبت أنّه بساعةٍ ونصف تمكّن من استرجاع الشارع القلموني إلى كنفه ومحو 5 سنوات من البُعد والعتب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News