المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 04 تموز 2017 - 02:30 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

"الانقلاب" الذي يُحضّر له وهّاب

"الانقلاب" الذي يُحضّر له وهّاب

"ليبانون ديبايت"

يَجلس الوزير السابق ورئيس تيّار التوحيد العربي، وئام وهّاب، في منزله في الجاهليّة الشوفيّة مرتاحاً، يراقب أفق الانتخابات بهدوء، فالقانون النسبيّ وإن لم يعطه علامة 10 من 10، لكنّه أفضل من سلفه الأكثريّ الذي قيّد "الأستاذ" بأوزان الجبل المحدّدة.

لا يخفي ابن البيت الشوفيّ الخدماتيّ أمام زوّاره أنّه "مرتاح" لما آلت إليه الأمور، كذلك لا يخفي تحضيره لـ"دويٍّ قويّ" الذي يريد تعميده في قضاء الشوف، ليدخل باب الزعامات الدرزيّة من بابها الواسع. يستطيع الجالس بضيافة "المشاكس" أنّ يتحسّس نوايا "الانقلاب" الذي يحضّر له وهّاب. ليس انقلاباً عاديّاً أو مألوفاً يتمّ من داخل السلطة عليها، بل المقصود انقلاباً في المفاهيم والتوازنات التي نشأت عليها الحالة الزعماتيّة الدرزيّة في الجبل. هو يريد إسقاط الثنائيّة المتحكّمة في المفاصل، لصالح تعدّديّةٍ لا بدَّ لها أن تطغى في وقتٍ ما.

"هذا صعب" يردّد أحد الجالسين في المضافة، ليأتيه الجواب سريعاً، والجواب يأتي مثقلاً باليقين وليس الأمل، فوفق رادارات الاستشعار "الوهابيّة" (نسبة إلى وهّاب)، لدى "الأستاذ" ما يلزم ليدخل معترك الأقوياء بتخطي نسبة التأهيل إلى مصاف المنافسة الشديدة، وهنا يكون وهّاب قد نال مراده في الخطوة الأولى، حتّى وإنْ لم يسعفه الصوت التفضيلي في بلوغ المأمول، يكون قد حقّق المرجو، وهو اختراق الجدار.

الرقم الذي يتجاوز الـ12% يعتبره وهّاب انتصاراً له، ويكون قد حقّق ما عجز عنه أسلافه من السياسيين المعاندين للحالة. لا يخفي وهّاب أنّ في هذا الرقم (الذي لديه حسابات أنّه سيصل إليه)، لم يصله في الماضي القريب حتّى أبناء البيوت التاريخيّة من المعارضين أو الموالين للحالة القائمة في الجبل، لذلك يعتبره "انتصاراً" لأنّه استطاع بالقوّة الذاتيّة أن يصل إليه.

ماذا عن ترشيحه؟ يُعدّل في جلسته. لا يقدم جواباً شافيّاً، هو يترك الأمور لوقتها، ولا مشكلة لديه بالأمس إن كان هو أو غيره، بل إنّ المطلوب الوصول إلى الرقم الذي يضعنا في "حرش" السياسيين ونصبح رقماً أساسيّاً في المعادلة، نفرضه نحن على الجميع، ونضيف إلى موقفنا قاعدة التمثيل في الندوة السياسيّة.

تستشفّ من حديث وهّاب أنّه غير آبهٍ لنيل المقعد النيابي له، لا يهم، المهم أن يصل أحد أعضاء تيّارنا إلى المرجو - المأمول - الذي نعمل عليه.

ماذا عن التحالفات؟ هي شبكة "بدا شغل". تعويل وهّاب في الصفِّ الدرزيّ ليس على التحالفات الداخليّة، بل على القوّة الذاتيّة التي تأتي من خارج الاصطفافات الطبيعيّة السائدة تاريخيّاً، أمّا من خارج الطائفة، فيتواتر إليه أنّ كُثر من غير الدروز يرون به مخرجاً من "هيمنة القطب الأوحد" كونه متمايز في السياسة والتصرفات.

يكشف أحد المقرّبين من وهاب، أنّ "الشمعونيون القدامى" الذين ما زالوا يتمتّعون بثقلٍ في الشوف، هؤلاء من المُتعارف عليهم أنّهم يُعطون أصواتهم من خارج التوازنات القائمة، وأجوائِهم تفيد أنّهم يرون في وهاب "أفضل المُمكن" حالياً والثابت القوي في مقارعة الكبار. من هنا، قد تتقاطع المصالح بين الجهتين لتصبّ في بوتقةٍ واحدة.

عموماً، ما زال وهاب يرسم خططه في دائرة الشوف - عاليه التي ستكون هذه الدورة الانتخابيّة، مختلفة عن سابقاتها، ليس وفق شكلِ القانون فقط، بل في سخونة المعركة التي قد تفرز في نهايتها واقعاً جديداً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة