المحلية

ليبانون ديبايت
الخميس 06 تموز 2017 - 20:17 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

خلايا "داعش" في لبنان تستيقظ..

خلايا "داعش" في لبنان تستيقظ..

"ليبانون ديبايت":

في الفترة الماضية، هدّد تنظيم الدولة الاسلاميّة بالتمدّد في عدد من الدول والبلدان العربيّة منها والاقليميّة والدوليّة، محّذراً أماكن التجمّعات والمصالح الحكوميّة والرسميّة والاقتصاديّة والسياحيّة ودور العبادة في مختلف المناطق سواء في العراق أو سوريا أو مصر أو باريس أو بريطانيا وروما وغيرها الكثير من الدول، واضعاً أمامه لائحة طويلة بالاهداف القادمة. بيد أن الواقع يظهر عكس ذلك، حيث أن التطوّرات الاخيرة، بدأت تشير الى تراجع "داعش" والتنظيمات الارهابيّة وانحسار أماكن سيطرتهم.

في تشرين الاوّل من العام 2016، بدأت القوّات العراقيّة عمليّة عسكريّة واسعة لدحر "داعش" من الموصل الذي يعتبر آخر معاقل التنظيم في العراق، وها هي اليوم تتحضّر للاعلان نهائيّاً عن استعادة كامل الموصل وهي ثاني أكبر المدن العراقيّة، بعد الانتهاء من المعارك الدائرة مع التنظيم في الموصل القديمة. أما في سوريا، فقد كشف المرصد السّوري لحقوق الانسان أن "داعش انسحب من آخر منطقة في محافظة حلب، الامر الذي شكّل ضربة جديدة للتنظيم بعد خسارته معقله في الموصل، وبات مُحاصراً في مدينة الرقّة السوريّة. كما انسحب التنظيم من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة اعوام على تواجده فيها".

في المقابل، تحدّثت معلومات عن أن "تنظيم داعش بدأ ينقل كل قواه العسكريّة وقوّته الى دير الزور، خصوصاً ان الرقّة باتت بمثابة الهدف الثّاني بعد سقوط الموصل، في الوقت الذي بدأ فيه النظام السّوري و"حزب اللّه" يتعمّقان أكثر فأكثر داخل البادية السّورية مع تحرير ثلاثين الف كيلومتراً منها. في حين يقوم الاكراد والقوّات الاميركيّة وحلفائهم، بالتضييق على الرقّة السّوريّة، تماماً كالحشد الشعبي الذي يقترب من الحدود السّوريّة ككلّ".

وتوقّفت مصادر خاصّة عند هذه التطوّرات، مشيرةً الى أن "الوقائع الاخيرة تدلّ على أنّ نهاية "داعش" اقتربت، وأن التنظيم الى تراجع وانحسار بعكس ما كان قد هدّد بحصوله، والموصل هي أكبر إثبات على هذه النتيجة".

وتطرّقت المصادر الى إنعكاس هذه الاحداث التي تدور في المنطقة على الوضع في لبنان، اذ يُلاحظ بأن داعش سيعوّض هذه الخسائر في لبنان، وقد يلجأ عناصر هذا التنظيم الى الدّاخل اللّبناني هرباً من الهجوم الذي يتعرّض له سواء في العراق او سوريا، وتنفيذ نوعاً من الانتقام في لبنان لضرب البلد و"حزب اللّه" الذي يُعتبر حليفاً للنظام السّوري وشريكاً أساسيّاً في ضرب الجماعات الارهابيّة وبالاخصّ "داعش".

ولفتت في هذا الاطار أوساط مُراقبة، لموقع "ليبانون ديبايت"، الى أنّ "داعش يعمل بشكل مكثّف على تنشيط خلاياه النّائمة في الدّاخل اللّبنانيّ، وقد اتخذ القرار بهذا الشّأن، بيد أن إنجازات الجيش اللّبناني وعمليّاته الاستباقيّة والوقائيّة، التي نفّذها وتقوم بها أيضاً كافة الاجهزة الامنيّة في مختلف المناطق، حمت لبنان ولا تزال تحميه من المخطّط الاجرامي الارهابي الكبير. حيث أنّه وبنتيجة التوقيفات والتحقيقات واعترافات الموقوفين، كان التنظيم يسعى لاستهداف أماكن ومناطق ومراكز كثيرة ومؤثّرة في لبنان، ويتحضّر جيّداً لتنفيذ عمليّات إرهابيّة، بالاضافة الى توقيف رؤوس وقيادات كبيرة في "داعش"، كما حصل مع توقيف منفّذ عمليّة تفجير رأس بعلبك الذي ينتمي الى تنظيم داعش، وما رافق ذلك من توقيف مطلوبين كثر ومجموعات كانت تعتبر من أخطر الخلايا والتي كانت تخطّط لاستهداف الضاحية والبقاع وغيرها من المناطق والاماكن والمراكز".

وأضافت:"هذه الاحداث إستُكملت في الايام المقبلة مع تنفيذ قوّة من الجيش اللّبناني عمليّات دهم وتفتيش واسعة في مخيّمي النور والقارية العائدين للنازحين السّوريين في عرسال، وما تبعها من اقدام انتحاريين على تفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة، والتوقيفات التي نفّذها الجيش اللبناني، لينكشف بعدها سيناريو ارهابي في زحلة شبيه لما حصل في القاع. الامر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة حول تزايد خطورة الاحداث يوماً بعد يوم وتصاعد وتيرة المخطط الارهابي الذي سيضرب لبنان. فهل إتّخذ القرار بإيقاظ "داعش" في لبنان؟".

ورأت المصادر في ردّها على السّؤال، أنّ "الواقع الاستراتيجي في المنطقة وتطوّر الاحداث، وخروج "داعش" من معاقله ونقاط سيطرته، يدفع بالتنظيم الى الاستعاضة مثلاً عن خسارة الموصل بمناطق أخرى أو دول ومنها لبنان، وذلك ردّاً على الضربات التي يتلقّاها في العراق وسوريا، ولا سيّما أنّ الداخل اللبناني يعتبر نقطة جذب لداعش، بسبب الاستقرار الذي ينعم به، ومع وجود محور أساسيّ الا وهو "حزب اللّه" الذي يُحارب الارهاب والدولة الاسلاميّة في سوريا أو غيرها، اضافة الى ان داعش يجد في لبنان ملذّات آمنة كثيرة يمكنه استغلالها للاختباء والتحضير والتخطيط لتنفيذ ضربات في مناطق وقرى ومراكز لبنانيّة، أهمّها المخيّمات حيث يستغلّ التنظيم وضع هؤلاء فينخرط بهم كي لا ينكشف لانه يعرف مسبقاً بأنّ الجيش لا ينفّذ مداهمات عشوائيّة في المخيّمات بل يجريها بدقّة تامّة لحماية المدنييّن".

وختمت المصادر، بالتحذير من أنّ "الفترة المُقبلة ستشهد حراكاً مرتفعاً بعكس ما كان عليه الوضع سابقاً، الامر الذي يذهب ايضاً باتجاهين الاوّل، يتمثّل في إبطال الجيش اللبناني وضرب مشروع الارهابييّن قبل تنفيذه من خلال العمليّات الاستباقيّة، وتفكيك شبكات ارهابيّة جديدة وسحب الاعترافات منها، أما الاتجاه الثاني الذي يخشى منه الجميع ويفضّل عدم الوصول اليه فيتمثّل في نجاح الجماعات الارهابيّة من تنفيذ عمليّات ارهابيّة في الدّاخل اللّبناني، الامر الذي يرتبط حصوله في الواقع الاقليمي والتطوّرات على صعيد المنطقة أهمّها خروج قطر من دائرة التأثير".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة