"ليبانون ديبايت":
عادت قضيّة النازحين السّوريين في لبنان إلى الواجهة من جديد، بعد عمليّة الجيش اللّبنانيّ الأخيرة في عرسال، حيث ثَبُتَ المُؤكّد سابقاً أنّ معظم المخيّمات باتت بمثابة ملاذاتٍ آمنةٍ للإرهابيين والانتحاريين يحتمون بها ويجعلون منها مكاناً لوضع ودرس خططهم وكيفيّة تنفيذها.
عمليّة التفتيش هذه، دفعت الكثيرين إلى رفع الصوت مجدّداً، بضرورة عودة النّازحين السّوريين إلى سوريا خصوصاً بعدما بات هناك مناطق آمنة فيها يمكنهم اللّجوء إليها، وذلك لمصلحتهم، فحياتهم باتت بخطرٍ حتّى في المخيّمات داخل لبنان نتيجة انغماس الجماعات الإرهابيّة فيها، كما أنّها تصبّ أيضاً في مصلحة لبنان واللّبنانييّن، مع ارتفاع عددِ النّازحين السوريين إلى أكثر من مليون ونصف، الأمر الذي يفوق قدرة لبنان على التحمّل. كما أنّ أحداثاً كثيرةً حصلت وتحصل مع ارتفاع منسوب الجرائم، ومستوى الفقر والبطالة وما إلى هنالك من أسبابٍ تدفع اللّبنانيّ إلى طلب حلّ مشكلة أزمة السّورييّن خوفاً من أن تتحوّل المخيّمات هذه إلى أخرى شبيهة بمخيّم عين الحلوة. ومن هذه الحلول ما صدر بشأن ضرورة التنسيق السّوري اللّبناني السياسيّ حول مسألة النّازحين السّوريين.
وفي هذا السّياق، أكّد مصدر خاصّ في "تيّار المستقبل" لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "التنسيق السّياسي مع الحكومة السّورية، أمر مرفوض ولن نقبل به، لأنَّ في مثل هذه الخطوة تشريع للسلطة السّوريّة، وإعطاء كافة المجازر التي ارتكبتها الشرعيّة، وهذا بالضبط ما يسعى إليه المطالبين بالتنسيق السّياسي السّوري اللّبنانيّ ولن نسمح بحصوله".
واعتبر المصدر أنّ "بداية الحلّ يجب أن يكون من خلال عودة النّازحين إلى المناطق الآمنة في سوريا، وهذا الأمر يجب أن تتولّاه الأمم المتّحدة وتشرف عليه، لتأمين عودة هؤلاء سالمين إلى أراضيهم ومناطقهم، وبالتالي، فإنّ هذا الأمر لا يستلزم تنسيق سياسيّ بين البلدين، مع العلم أنّ التنسيق الأمنيّ حدث ويحدث ويُمكن أن يكون من خلال تولّي الجيشان السّوري واللّبنانيّ الإشراف على عمليّة نقل النازحين إلى سوريا والمناطق الآمنة فيها، وما عدا ذلك فهو مرفوض".
ولفت المصدر إلى أنّ "كلّ ما يحصل من كلام حول ملفّ النازحين، والتنسيق مع الحكومة السّورية، هو محاولة من محاولاتٍ كثيرة لإعطاء بشار الأسد شرعيّةً رئاسيّةً سياسيّة وطنيّة، فيما غالبيّة دول العالم وحتّى الشعب السّوري يدعو إلى رحيله وإلى إيجاد حلٍّ سياسيٍّ في سوريا لا يكون الأسد موجوداً فيه، من هنا فإنّ موقف "المستقبل" لن يتغيّر في هذا الخصوص ولن يضع يده بيد مُرتكبِ المجازر بحقّ السّورييّن".
اشارة إلى أن البلد مقسوم إلى قسمين في هذا الملفّ، قسم يرفض رفضاً تاماً وقاطعاً التنسيق مع الحكومة السّوريّة، وقسم آخر يعتبر في هذا التنسيق ضرورة، خصوصاً ان هناك علاقات دبلوماسيّة، أمنيّة، ماليّة، سوريّة مع لبنان، وان التفاهم المباشر من شأنه تسريع الخطوات وحماية النازحين الابرياء، ولا سيّما بعد الحديث عن قرب معركة الحسم في عرسال والجرود، ومع استغلال الارهابيين المخيمات لجعلها ملاذات آمنة لهم، ما يعرّض حياة النّازحين إلى الخطر لِذا يجب حمايتهم وتأمين عودتهم سالمين إلى وطنهم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News