"ليبانون ديبايت":
تتّجه الأنظار في الأيّام المُقبلة إلى معركتين أساسيّتين، معركة عسكريّة في مواجهة التنظيمات والجماعات الإرهابيّة في عرسال وجرودها، ومعركة إنقاذ العلاقة الأميركيّة اللّبنانيّة من الطلاق السياسيّ والأمنيّ والاستراتيجيّ والاجتماعيّ. والمعركتان تصبّان تحت عناوين عدّة أبرزها قضيّة النّازحين السّوريين، معركة الحسم التي تحدّث عنها الأمين العامّ لحزب اللّه السيّد حسن نصراللّه، العمليّات الأخيرة للجيش اللّبنانيّ في عرسال، والعقوبات الأميركيّة على حزب اللّه. وهذه الملفّات مجتمعةً سيحملها معه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن في الثاني والعشرين من الشّهر الجاري.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر خاصّة لموقع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "زيارة الحريري إلى واشنطن صعبة جدّاً، والمهمّة التي يذهب لأجلها ليس من السّهل تحقيقها خصوصاً أنّ الإدارة الأميركيّة الجديدة غير راضيةٍ عن سياسة لبنان الداخليّة وتحديداً فيما خصّ النأي بالنفس عن تصرّفات حزب اللّه الذي تدرجه الولايات المتّحدة الأميركيّة على لائحة المنظّمات الإرهابيّة".
ولفتت المصادر إلى أنّ "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن أعدّت في مشروع الميزانيّة الأميركيّة لعام 2018 مواداً تنصّ على تخفيض المساعدات والإنفاق على المنظّمات الدوليّة والإنسانيّة والاجتماعيّة مثل الأمم المتّحدة، والمفوضيّة الساميّة للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين، وكذلك تقليص المساعدات العسكريّة للجيش اللّبنانيّ، وغيرها الكثير من الهِبات، هذا قبل الأحداث والتطوّرات الأخيرة، ما يشير إلى أنّ "الآتي أعظم" بدءاً من القانون الأميركيّ المُنتظَر صدوره والذي سيُتَّخَذ فيه إجراءات قاسية ضدّ "حزب اللّه"، وصولاً إلى ارتفاع حدّة الصراع الأميركيّ الإيراني الذي سينعكس حتماً على العلاقة الأميركيّة اللّبنانيّة خصوصاً أنّ أميركا تَعتَبِرُ "حزب الله" شريكاً أساسيّاً لإيران، فيما الدولة اللّبنانيّة ما تزال تُعطي الشرعية لحزبٍ تعتبره أميركا إرهابي. الأمر الذي سيدفع بأميركا إلى إقصاء لبنان بعض الشيء عن المساعدات التي تقدّمها فهي لم تساعد دولة تعترف بخصمٍ لها".
وأكّدت المصادر أنّ "الحريري سيعمل جاهداً على حماية القطاع المصرفيّ الذي بات خشبة الخلاص الوحيدة لاستقرار لبنان الاقتصاديّ والماليّ، وذلك من العقوبات الأميركيّة الماليّة على حزب اللّه، كما سيحاول إقناع الإدارة الأميركيّة بأهميّة العمليّات الأمنيّة التي يقوم بها الجيش اللّبنانيّ والأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة وضرورة مساعدتهم خصوصاً في هذه المرحلة المصيريّة في حربهم على الإرهاب وهذا هو الوقت المناسب لدعم الجيش بدلاً من التخلّي عنه، مع ضرورة فصله عن حزب اللّه لأنّ المؤسّسة العسكريّة اللّبنانيّة تقوم بواجبها العسكريّ والوطنيّ وتلقى الدعم الرسميّ من الحكومة".
وختمت المصادر بالتشديد على أنّ "ملفّ النازحين السّوريين له أيضاً حصّة كبيرة في جدول الزيارة، نظراً لأنّ الحريري أكبر المتمسكين بالدعم الدوليّ لهذا الملفّ الذي وحده قادر على حلّه، في ظلّ المواقف الرافضة لحصول تنسيقٍ سياسيٍّ لبنانيّ سوريّ رسمي في هذا الخصوص، من هنا سيحرص الحريري على حصول هذا الاتّفاق الدولي منعاً للوصول إلى احتمال التعاون مع الدولة السّورية"، مشيرة في المُقابل، إلى أنّ "الطرف الوحيد الذي قد ينقذ الحريري في واشنطن ويسهّل من تحقيق مطالبه هو العلاقة الجيّدة التي تربط المملكة العربيّة السعوديّة بالولايات المتّحدة الأميركيّة وتحديداً بالرئيس دونالد ترامب، التي قد يستفيد منها الحريري بسبب علاقاته الجيّدة هو الآخر مع السّعودية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News