"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
يخوض "حزب الكتائب" تحدّياً جديداً في وجه السّلطة السياسيّة، هو بمثابة استكمالٍ للتحرّك الشّعبي السّابق والضغط الذي حال دون إقرار المزيد من الضرائب لتمويل سلسلة الرتب والرواتب. فبعد الانتفاضة التي حصلت في شهر آذار، يجري التنسيق والتحضير لوقفةٍ شبيهةٍ تحمل شعار "تحدّى الظلم" تزامناً مع الجلسة التشريعيّة المُقرّر عقدها يومي الثلاثاء والأربعاء في 18 و19 تمّوز من الشّهر الحاليّ عند السّاعة الحاديّة عشرة قبل الظهر.
وفي هذا الإطار، أشار رئيس مصلحة الطّلاب في حزب الكتائب اللّبنانيّة أنطوني لبكي لموقع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "التحرّك الشّعبي الذي يجري التحضير له، جاء على خلفيّة بعض البنود التي وردت في جدول أعمال الجلسة التشريعيّة التي دعا إليها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وأبرزها ما ورد في البند الأوّل الذي نصّ على "رفع الحدّ الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء معيشةٍ للموظّفين والمتعاقدين والإجراء في الإدارات العامّة وفي الجامعة اللّبنانيّة والبلديات والمؤسّسات العامّة غير الخاضعة لقانون العمل وتحويل رواتب الملاك الإداري العامّ وأفراد الهيئة التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي والأسلاك العسكرية، بالإضافة إلى ما جاء في البند الثّاني الذي نصّ بدوره، على تعديل واستحداث بعض المواد القانونيّة الضريبيّة لغايات تمويل رفع الحدّ الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء المعيشة".
واعتبر لبكي أنّ "هذه الخطوة تأتي في سياق محاولة تمرير الضرائب في الجلسة، لتحقيق ما عجزوا عن فعله في شهر آذار يوم أُبطل هذا المشروع بإرادةٍ وضغطٍ شعبيّ، فنحن كنّا وسنبقى ضدّ تمويل السّلسلة عبر فرض ضرائب جديدة على الشّعب اللّبنانيّ، في حين هناك مصادر كثيرة يمكن اللّجوء إليها من دون تحميل المواطن أعباءً إضافيّة لن يقوى عليها، مثل الحدّ من الفساد المستشري وتوقيف الصفقات".
ولفت إلى أنه "في اليوم الذي توقف فيه مشروع فرض الضرائب، خرج الكثير من الأفرقاء داخل الحكومة والسّلطة، بالقول أنّ هناك مصادر أخرى يمكن الاستفادة منها لتمويل السّلسلة، وها هم اليوم يصوّتون على تمرير هذا المشروع، تحت حججٍ غير صحيحة وغير منطقيّة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة، فهم يقولون إنّ الضرائب لن تطال كلّ الطبقات وستنحصر فقط في الطبقة الغنيّة والأملاك العقاريّة إلى ما هنالك، لكنّها في الحقيقة ستشمل الجميع وتصل إلى الطبقة المتوسّطة وأصحاب الدّخل المحدود، وهذه واقعة ثابتة لا يمكن تحريفها والتخفي وراء الأصبع".
وقال لبكي: "نأمل أن ينجح هذا التحرّك، كما حصل في شهر آذار، ونحن ندعو الشّعب اللّبنانيّ إلى تحمّل المسؤوليّة، فالضريبة ستشمل كلّ المواطنين سواء الموالين للسلطة أم المُعارضين لها، وبإمكان اللّبنانيّ أن يصنع التغيير، خصوصاً أنّ التحرّكات الشعبيّة لم تتمكّن في فتراتٍ سابقة من تحقيق المطالب التي رفعتها، إلّا أنّ هذا الأمر تمّ خرقه، من خلال التحرّك الشّعبي الأخير الذي نجح في إيقاف مشروع الضرائب".
إذ أكّد لبكي لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "الكتائب تقف إلى جانب إقرار السّلسلة وتعتبر هذه الخطوة ضروريّة ومُحقّة إلّا أنّها لا تقبل أن يتمّ تمويلها من "رصيد" المواطن اللّبنانيّ وعلى حسابه، فيما شأن السّلطة أن تلجأ إلى بدائل أخرى"، استغرب ما حصل في انتخابات نقابة معلّمي المدارس الخاصّة، التي وإن كانت ديمقراطيّة من ناحية الإجراء والعمليّة إلّا أنّه من المُؤسف أن تطغى المصالح الحزبيّة على تلك النقابيّة، لتصبح النقابة بهذه الطريقة نسخة عن الأحزاب الموجودة داخل السّلطة، فكيف ستتمكّن في هذه الحالة من تحقيق مطالبها!".
وختم لبكي بالتأكيد أنّ "التنسيق والتواصل جاري مع المجتمع المدني، والأحزاب المُعارضة، والأطراف المعنيّة، والدعوة مفتوحة إلى الشّعب اللّبنانيّ المُتضرّر الأوّل من هذا المشروع، حتّى يُشارك في التحرّك يومي الثلاثاء والأربعاء، ويوقف هذه الخطوة التي جرى التعتيم عليها طِوال هذه الفترة، لتمريرها اليوم بضغطٍ سياسيّ. وهنا دورنا كمعارضة لمنع فرض ضرائب جديدة على المواطنين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News