المرحلة دقيقة.. والخطر يبقى حتّى لو انتهت الحرب السّورية!

"ليبانون ديبايت":

يبدو أنّ الحلّ في سوريا بات قريباً، بعد التطوّرات الدوليّة الإقليميّة الأخيرة، والأجواء التي تشير إلى حصول تسويةٍ تُنهي الحرب السّورية، يكون عرّابَيها الرئيسين الأميركي والرّوسي، وذلك بحسب أوساط ديبلوماسيّة، أكّدت أنّ "العلاقة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في تحسّنٍ لافت خصوصاً بعد اللّقاء الذي جمع الرئيسين على هامش قمّةِ العشرين في هامبورغ".

وأشارت الأوساط لموقع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "الحلّ قد يبدأ بالدرجة الأولى مع إقامة مناطق آمنة في سوريا، للسّوريين في الداخل السّوري، ولعودة النّازحين السّوريين، الذين باتوا يشكّلون عبئاً ليس فقط على الدول التي تستضيف النّازحين، بل أيضاً على الدول المانحة التي لم تعد تملك القدرة على تقديم المساعدات في الملف السّوري، وباتت تتعرّض لضغوطٍ من دولٍ أخرى تُعتبر أكثر فقراً أو مأساةً من الدولة السّورية، وهذا ما سيشكّل ضغطاً على الدول الكبرى والمؤثّرة في الإسراع بإيجاد حلٍّ للوضع في سوريا".

وكشفت الأوساط أنّ "المرحلة المقبلة صعبة ودقيقة حتّى لو انتهت الحرب السّورية، خصوصاً بالنسبة إلى أطراف النزاع ولا سيّما "حزب الله"، والأنظار ستتوجّه عندها إلى خطوات الحزب عندها وأين سيكون موقع عناصره المقبل، فهل ستكون الوُجهة إلى إيران؟ أو إلى لبنان؟ فالحرب ستنتهي في سوريا، لكنّ المواجهة الأميركية الإيرانيّة باتت قريبة جدّاً مع ارتفاع منسوب توتّر العلاقة بين البلدين، واعتبار الإدارة الأميركيّة أنّ إيران هي الخطر الأكبر على المصلحة القوميّة الأميركيّة وحتماً "حزب الله" الذي يُعتبر الذراع الأيمن للجمهورية الإسلاميّة في إيران".

وانطلاقاً من هذه الأسباب، لفتت الأوساط إلى أنّ "الدولة اللّبنانيّة حكومةً ومؤسّسات، عليها أن تُدرِك دقّة المرحلة وتنأى بنفسِها عن الصراع الإيرانيّ الأميركيّ ومعه "حزب الله"، وتجنيب لبنان الدخول في حرب النفوذ وخسارة علاقته مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، الذي من الصعب تعويض خسائره الاقتصاديّة والماليّة وحتّى العسكريّة، فالإدارة الأميركيّة لن تتهاون أبداً مع كلّ التجاوزات والمواقف والتصرّفات ولن تسكت بعد اليوم على الانتهاكات التي تحصل خصوصاً أنّها اتّخذت قرارها بمحاربة الإرهاب وتنظيم "داعش"، الأمر الذي يظهر من خلال طريقة تعاملها مع حزب الله والعقوبات التي فرضتها والمُنتظر فرضها بقوّة قريباً".