المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الأربعاء 19 تموز 2017 - 02:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

مدير مكتب النائب.. "الرئيس الله"

مستشار النائب.. "الرئيس الله"

"ليبانون ديبايت"

غريب أمر اللّبنانيّ عندما يقدّس زعمائه، ورؤساء الأحزاب وكأنّ أموره المعيشيّة في أفضل حال وكأنّ الكهرباء والماء تصله دون فواتير عالية وكأنّ الاستشفاء مؤمّن، وكأنّ التعليم لديه مجانيّ وكأنّ هؤلاء المسؤولين يمنّون بأفضالهم عليه كيفما أدار وجهه. واللّافت كان مؤخّراً، قيام مستشار أحد النوّاب بنشر صورةٍ لرئيس الجمهوريّة ميشال عون، على "فيسبوك"، ومعلّقاً عليها "فخامة الرئيس بيّ الكلّ وعفكرة الله بيّ الكلّ يعني فخامة الرئيس الله".

ويصبح الأمر أفظع عندما يقدّس أحد النوّاب رؤساء الكُتل النيابيّة التي ينتمون إليها، إذ قام مؤخّراً عضو تكتّل التغيير والإصلاح، النائب نبيل نقولا، بنشر صورة على صفحته "فيسبوك"، استبدل فيها صورة يسوع المسيح بصورة رئيس الجمهوريّة، المُشعّة من قلب مريم العذراء".

وفي دراسةٍ لهذه الظاهرة التي تتكرّر في كلّ مدينة وقرية، وفي كلّ شارعٍ وحيّ من الأحياء اللّبنانيّة، قال الاختصاصي في علم النفس والتحليل النفسيّ، الدكتور "انطوان الشرتوني"، :"كلّ إنسانٍ يخلق لديه شخصية مُعيّنة، فالشخصيّة هي مجموعة من العوامل التي تجعل هذا الإنسان لديه هذه الشخصية فهناك عوامل وراثية، وتربويّة، والأصحاب وكيفيّة تعاطي الأهل مع الولد، هناك الكثير من الأسباب التي تُساهم في تكوين الشخصيّة فالولد يكون صفحةً بيضاء، والأهل والأصحاب هم يقومون بتعبئة هذه الورقة".

وأضاف الشرتوني، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ هناك شخصيّات متعدّدة التصرف، وإحداها يتصرّف بطريقةٍ غريبة من خلال إعطاء الكثير من الأهمّية لبعض الشخصيّات سواء أكانوا شخصيّاتٍ سياسيّةٍ أم فنيّةٍ، فهم يصبحون يعظمونهم وأغلب الشخصيّات التي تُعظَّم تكون معروفة اجتماعياً، وهؤلاء الأشخاص يشعرون بأنّهم مرتاحون نفسيّاً كلّما قاموا بتعظيمِ هذه الشخصيّات ويشعرون عند تعظميهم لها وكأنّهم يُعظّمون أنفسهم".

وتابع، "لذا نرى بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، يقومون بنشرِ بعض الصور للفنانين والسياسيّين ويعظّمونهم فيها، عندها يشعرون وكأنّهم يُعظمون أنفسهم من خلالهم والدراسات تُشير إلى أنّ هؤلاء الأشخاص بحاجةٍ إلى تمجيد أحدهم لهم، لذا يلعبون الدور بالمقلوب فهم يقومون بالحديث عن الآخر من أجل الحديث فقط، ويشعرون وكأنّهم عظماء، وهم دائما يرون الأشياء الإيجابيّة بتلك الشخصيّة ولو مهما فعل، وهذا تصرّف ليس صحيحاً فكلّ شخصٍ معرّض للخطأ، والمشكل الكبير لا يجعلهم موضوعيين مما يدفع بعض الأشخاص بالابتعاد عنه، فلا يمكن فرض كلّ الآراء على كلّ الأشخاص، فالإنسان انتقائي يختار ما يريد".

وفي هذا الإطار قال رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم: "نحن ضد فكرة تأليه الإنسان، فجميعنا كأشخاصٍ متساوون في الكرامة الإنسانيّة، وبالتالي نحن نطمح أن نعيش على خُطى القديّسين والله، ولكن لا يمكننا تشبيه أنفسنا بالذات الإلهيّة".

وحول كيفية معالجة هذه الظاهرة، قال الأب أبو كسم لـ "ليبانون ديابايت": "يجب أن يكون هناك توعية فالإنسان ليس إله ونحن متساوون في الكرامة ولا أحد يمكنه تأليه أحد، هناك نوعٌ من عبوديّة الشخص تجاه الشخص الآخر مما يخلق طبقيّة بين الإنسان والإنسان وهذا يضرّ بالكرامة الإنسانيّة"، متابعاً، "نحن أبناء الله ونعيش بحمايته والإنسان المؤمن لا يضع نفسه بموازاة الله، المطلوب هو توعية الناس فلا يمكننا لا محاسبتهم ولا محاكمتهم".

وأضاف، "ليس من العيب أن يكون الإنسان مُحازب وتابع لزعيم، بل عليه أن يعي أنّه إنسان وعليه المحافظة على كرامته، ويجب أن تكون التبعيّة مبنيّة على فكرٍ وعلى منطق وعلى محاسبة، وألّا نكون كالغنم مهما كنّا نحب الزعيم، فهو إنسان عادي ويخطئ وليس هناك إنسان معصوم عن الخطأ، بل ومن الممكن أن يُخطئ أكثر من أيّ شخصٍ عادي، لذا يحقّ لنا محاورته ومحاسبته، مؤكّداً أنّه "ليس لنا حقّ التشبه بالله، ومهما كانت هذه الشخصيّة فهي ستصل إلى يوم، وتنتهي فلا أحد يدوم إلّا الله".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة