تعرض حزب الكتائب لانتكاسة سياسية مزدوجة في غضون أشھر:
1 ـ الانتكاسة الأولى حصلت في معركة رئاسة الجمهورية عندما أظهر النائب سامي الجميل انحيازا ضمنيا إلى فرنجية بعدما أصبح الخيار محصورا لأشهر بينه وبين العماد ميشال عون. ولكن موقف الكتائب ظل مكتوما ولم يخرج الى العلن، وعندما تعثرت حظوظ فرنجية وبدا أن وصوله الى قصر بعبدا «شبه مستحيل»، تحول النائب الجميل في اتجاه موقف رسمي ومعلن هو رفض خيار انتخاب عون لأنه حليف حزب الله وتوجيه النقد واللوم إلى جعجع والحريري على سلوك هذا الطريق غير المتناسب مع قضية ومبادئ ١٤ آذار.
وترجم الجميل موقفه في عدم تصويت نواب الكتائب للعماد عون. فكانت النتيجة أن الكتائب عزلت نفسها عن الجو المسيحي «التصالحي» الذي تمثل في اتفاق معراب وانتخاب عون.
2 ـ الانتكاسة الثانية حصلت مباشرة بعد خسارة الاستحقاق الرئاسي في الاستحقاق الحكومي، عندما خرجت الكتائب من حكومة العهد الأولى لتصبح وحدها خارج الحكم في صف المعارضة وسائر الكتل النيابية الحزبية. ولم يكن هذا عقابا سياسيا للكتائب بسبب موقفها من عدم التصويت للرئيس عون، لأن كل القوى الأخرى التي لم تصوت له شاركت في الحكومة، ولكن هذا «الخروج الاضطراري» من الحكومة، عكس تقاطعا عونيا ـ قواتيا على عدم الاكتراث لأمر الكتائب وعدم خوض جدال سياسي من أجل تمثيلها في الحكومة.
مما لا شك فيه أن خروج الكتائب من الحكومة أضعفها ووضعها خارج مركز القرار الوطني واللعبة السياسية، بدليل أنه لم يكن لها أي دور في معركة قانون الانتخاب وفي صياغته.
ولكن سامي الجميل لم يستسلم وأخذ خيار الانتقال إلى صف المعارضة، ما أدى به إلى الاصطدام بثلاث قوى أساسية: الرئيس ميشال عون و«عهده»، الرئيس سعد الحريري وحكومته، ود.سمير جعجع و«قواته».
وإزاء هذا الوضع الضاغط الذي يضعه في مأزق ويحاصره سياسيا ويحرمه من تحالفات سياسية وأساسية في انتخابات يحتاج فيها الى حلفاء اختار سامي الجميل مواصلة سياسة التحدي وان تكون الانتخابات النيابية المقبلة هي الفرصة والمحطة لإثبات وجوده ورد اعتباره، واختار ان يتحالف وينسق مع قوى «المجتمع المدني» والمستقلين مراهنا على مناخ شعبي عام ساخط على الطبقة السياسية ويريد وجوها جديدة، وينتظر الانتخابات النيابية لمحاسبة هذه الطبقة الحاكمة التي وضع الجميل لنفسه خارجها وليس له فيها حلفاء.
هل يصح رهان سامي الجميل على انتفاضة شعبية ضد الطبقة السياسية الحاكمة ويعود الى الحكم من الباب النيابي الواسع بعدما غادره من النافذة الحكومية الضيقة، ام يفشل في هذا الرهان ويقع في خطأ حساب وتقدير، وفي مرحلة لا تحتمل الأخطاء الكبيرة والمخاطرة السياسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News