"ليبانون ديبايت":
بعد مسيرة عملٍ استمرّت تسعة وثلاثين عاماً، أعلنت شركة "سعودي أوجيه" في تعميمٍ على موظّفيها خروجها من السّوق السّعودي بشكلٍ نهائيٍّ وكامل، وأوردت في بيانٍ وزّعته أنّ يوم 31 تمّوز هو آخر يوم عمل للشركة، متضمّناً مدّة الأخطار المنصوص عليها في نظام العمل. ويأتي هذا الإعلان بعد فترةٍ صعبةٍ جدّاً عاشتها الشركة من تدهورٍ اقتصاديٍّ فظيع أطاح بآمالِ ما يُقارب الـ58 ألف موظف.
هذا الخبر الذي كان متوقّعا، إلّا أنّه شكّل بلبلةً كبيرةً في الأوساط السعوديّة واللّبنانيّة، الأمر الذي انعكس بشكلٍ خاصّ على مواقع التّواصل الاجتماعي وفي عناوين الصحف التي نقلت الخبر ونشرته انطلاقاً من رؤيتها لمسار الأمور ووقائعها. أمّا اللاّفت في هذه التغريدات والمقالات، والقاسم المشترك بينها، فكان رئيس الحكومة اللّبنانيّة سعد الحريري وعلاقته مع المملكة العربيّة السّعودية، إذ اعتبر البعض أنّ ما حصل لن يؤثّر على العلاقة السياسيّة بين الحريري والعاهل السّعودي.
وحول مستحقات العاملين السعودييّن والأجانب في "سعودي أوجيه"، قال مصدر سعودي لإحدى الصحف المحلّية هناك، إنّ "وزارة العمل والتنمية الاجتماعيّة، أكّدت للموظّفين أنّ صرف المُستحقات غير مؤكّد حتّى الآن، لعدم وجود أصولٍ للشركة حاليّاً، على الرغم من أنّ موجوداتها وأصولها كانت تُقدّر بعشراتِ المليارات من الدولارات قبل بضع سنوات".
هذا ودَعت الهيئة السّعودية المقاولين إلى "سرعة تطبيق مشروع نظام الإفلاس في ظلّ توقّف عددٍ من شركات المقاولات الكبرى كشركة سعودي أوجيه، إضافةً إلى تمكين الهيئة للقيام بدورها المأمول منها في تنظيم قطاع المقاولات بالمملكة والذي يعد ثاني أكبر القطاعات غير النفطيّة بالمملكة، وأكثرها ارتباطاً بمشروعات وبرامج رؤية المملكة 2030".
أمّا اللّافت في ردّات الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، هو ما تقاطع لدى بعض المغرّدين السعوديّين المعروفين، من أنّ خلف إعلان الإفلاس وإغلاق الشركة نوايا لإعادة إدخالها من الشباك بعد أن خرجت من الباب.
وغاص هاتشتاغ (#سعودي_أوجيه) بالتغريدات المُهاجمة للشركة والإعلان، والتي وصلت حدّ اتّهام سلطات المملكة بـ"التواطؤ مع الحريري" إذ تناول أبرز النّاشطين خبر نهاية الشركة، من أبوابٍ كثيرةٍ أهمّها، الطريقة التي تمّت بها تصفية جميع العاملين، وحرمانهم من حقوقهم ومستحقّاتهم، في الوقت الذي غرّد فيه البعض متوجّهين إلى المملكة العربيّة السّعوديّة والحريري معاً، معتبرين أنّ العلاقة الجيّدة بين العاهل السعوديّ والحريري تؤثّر على القضاء، فغرّد أحد الناشطين كاتباً: "سعد الحريري عليه حكم من محكمة التنفيذ ولم ينفّذ إلى الآن وهذا يدلّ على أنّ لدينا قضاء عادل لا يُفرّق بين أمير ومن يعزّ عليه ومواطن ضعيف".
وكون "سعودي أوجيه" اشتهرت بالأعمال العقاريّة، ربط البعض بين تاريخ إعلان إغلاقها ودخول استثمارات عقاريّة جديدة إلى البلاد لها صلة بالأعمال التي كانت الشركة تقوم بها سابقاً، إذ كشف أحد النشطاء السعوديين بسلسلةِ تغريداتٍ أنّ "سعودي أوجيه تمّ تغيير اسمها إلى العمران الحديثة ليتهرّب اللّبنانيّ من الالتزامات".
وبعيداً عن غوص بعض النشطاء بكلامٍ عنصريٍّ بحقِّ لبنان عبر إطلاق أوصاف "اللّبنانيّ" بشكلٍ ساخر على الحريري، تحدّث مُغرّد ثانٍ عن مشروع اسمه "مشروع البحر الأحمر" الذي تزامن دخوله القطاع الاستثماريّ مع إعلان نهاية سعودي أوجيه ليعلنَ "السعوديّ الغاضب" (اسم الحساب) أنّ "التوقيت السحريّ في الخروج من باب والدخول من آخر جميل جداً".
وبعيداً عن مناقشة تلك المعلومات التي تبقى معلومات حتّى يُثبَت العكس، تؤكّد الوقائع الحاليّة مما لا لبثَ فيه أنّ "انهيار سعودي أوجيه" عاد بالضرر ليس فقط على العمال السعوديّين أو اللّبنانيين، بل على سُمعَة لبنان، وفي قراءةٍ بسيطةٍ لغالبيّة التغريدات، يظهر مدى الغضب الشعبيّ السعوديّ الكبير من هذه الخطوة التي ظلمت الآلاف ومن المملكة".
وفي مُتابعةٍ لردودِ الفعل حول نهاية إحدى أكبر وأهمّ شركات المقاولات في العالم العربيّ وحتّى الغربيّ، فقد ركّزت غالبيّة الصحف والمواقع الإخباريّة على "الإرث الذي لم يُحافظ عليه آل الحريري"، العنوان الذي اعتمدته صحيفة "NewsWeek الشرق الأوسط" لمقالها، كما عنونت "روسيا اليوم" مقالها بـ"رئيس الوزراء اللّبنانيّ يدفن شركته في السّعودية نهائيّاً!.. وهي الشركة التي وَرِثَها الحريري عن والده الشهيد رفيف الحريري.
في المُقابل، وعلى الصعيد اللّبنانيّ، هناك توجهٌ لتنفيذِ اعتصامٍ أمام السراي من قِبَلِ أهالي الموظّفين اللّبنانيين للمطالبة بحقوق أبنائِهم، فيما ناشد آخرون وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل التدخّل لإنصاف اللّبنانيّين كما تفعل باقي الدول في هذه القضية والوقوف إلى جانبهم لاستعادة حقوقهم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News