"ليبانون ديبايت" - المُحرّر الأمنيّ
أما وقد غادر جزءٌ يسيرٌ من النازحين السوريين مخيّمات عرسال، فقد بات من السهل الآن تقديم القرائن التي تُبدّد الاتّهامات التي كِيلت ضد الجيش اللّبنانيّ وتفضح حقيقة الاتّهامات التي تعرّض لها من فئةٍ ظهرت مغشيّاً عليها بعد أن بانت حقيقة مخيّمات النزوح "السلميّة" التي هُلِّلَ وطُبِّلَ لها.
ما ظهر بعد مغادرة النازحين صادم. عبوات وموادّ متفجّرة ومسلّح يرتدي حزاماً ناسفاً، وملثّمون ومقنّعون ومنقّبات وعبارات التكبير والجهاد، كلّها صدرت من سكّان مخيّم "وادي حميد" الذي صُوِّرَ بالأمسِ القريب على أنّه نموذج راقٍ لمهجّرين فرّوا بعد أن غدرت بهم الدنيا.
وكشفت مصادر عسكريّة يوم أمس، عن العثور قرب بلديّة عرسال على أربع عبواتٍ غير مجهّزةٍ للتفجير مُموّهةً بالطين داخل كيسٍ وقد أُجري اللّازم بشأنِها. وأبدت مصادر لـ"ليبانون ديبايت" اعتقادها أنّ العبوات جرى رميها والتخلّص منها قُبَيلَ مغادرة النازحين.
إلى ذلك اتّضحَ يوم أمس أنّ الـ7777 نازحاً الذين غادروا واختاروا الذهاب مع مُسلّحي النصرة إلى إدلب عِوضاً عن العودة إلى قراهم في القلمون والقصير وغيرها، كان لهم مهمّةً وظيفيّةً أُوكِلَت إليهم طيلة 4 أعوام، كانت تُغطّية وجود الإرهابيين، وثَبُتَ أنّهم ليسوا إلّا بيئةً حاضنةً للإرهاب وليست بيئة جرى استغلالها.
ونستذكرُ هنا يومَ باغت الجيش إحدى المجموعات في المُخيّم، إذْ تبيّنَ أنّها كانت عبارة عن مجموعةٍ انتحاريّةٍ فجّرَ أفرادها أنفسهم بالعسكريّين. صوّرَ البعض يومها الجيش على أنّه مُعتدٍ، وأنّ المُخيّم خالٍ من أيّ دخلاء، لكن اتّضحَ بين الأمسِ واليوم أن احتواءه على ألف مسلّح يُعرّي تلك الدعاية، ورمي موادّ متفجّرة وعبوات ناسفة داخل عرسال قُبيل رحيل قاطنيه، يُزيلُ ورقة التوت، فأين المُنظّرين ممّا شاهدنا ورأينا، وما هي حجّتهم في الدفاع عن آرائهم؟
وعلى أمل أن تجري محاسبة من ساق الاتّهامات وتطاول على المؤسّسة العسكريّة، بدأت ترتيبات إزالة مخيّمي وادي حميد والملاهي في وقتٍ يتحضّر الجيش اللّبنانيّ للانتشار في المناطق المُخلاة تمهيداً للانتشار على طول النقاط في جرود عرسال. وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ الجيش اللّبنانيّ بدأ يتسلّم المواقع المُحرّرة الواقعة في محيط وادي حميد، على أن تنتشرَ هناك سرايا من اللّواء التاسع، ولاحقاً سيصحبها انتشار لسرايا من "فوج الحدود" التي تتحضّر لتسلمِ المواقع التي استعادها حزب الله.
وتُشيرُ معلوماتُ موقعنا، إلى أنّ البدء بعمليةِ الانتشار ستحصلُ في الأيّامِ القليلةِ القادمة، وما يُؤخّرها هو استكمال إنجاز الترتيبات اللّوجستيّة لإخراج عناصر "سرايا أهل الشام" الباقين وعددهم يقارب الـ200 مسلحاً ونحو 1300 شخصاً من عائلاتهم. وبحسب المعلومات، سيغادر هؤلاء إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي بآلياتِهم، وما يُؤخّر التفاوض هو القبول باصطحابِ سلاحِهم الفرديّ معهم أم لا.
لكن استعداد الجيش للانتشار في المناطق المُطهّرة من عرسال، لم يغفله عن الترتيبات الخاصّة بالمعركة في الجزء الباقي من الجرود (شمال عرسال، رأس بعلبك والقاع)، إذ دَكّت مدفعيّة الجيش يوم أمس مواقع "داعش" في جرود رأس بعلبك، ما اعتبر أنّه استكمال للتمهيد الناريّ.
وإذ أكّدت مصادر عسكريّة "تدمير خنادق وأنفاق ومراكز قيادة نتيجة القصف"، أشارت أخرى لـ"ليبانون ديبايت" أنّ المعركة يجري التحضير لها بهدوءٍ، وغير مرتبطةٍ بزمان وتوقيتٍ مُحدّدين والجيش "غير مُقيّدٍ بزيارةٍ أو غيرها كي يُطلقُ صفّارة المعركة، بل في استكمالِ قراءة الواقع الميداني وتحليله" مُشدّدةً على أنّ "المجال مفتوحاً للجيشِ للانتهاء من ترتيباته في وقتها".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News