"ليبانون ديبايت" - المحرر الأمني
لا يمكن فكّ ارتباط عمليّة توقيف الانتحاريّ المُفترض ابن الـ14 ربيعاً في طرابلس عن السياق العسكريّ العامّ وتجليات معركة الجيش اللّبنانيّ المُوجّهة نحو معاقل "داعش" في لبنان، جرود رأس بعلبك - القاع - الفاكهة وشمال عرسال.
وكانت الخطّة تقضي أن يحملَ حقيبةً تحتوي قُنبلتين ثمّ يتوجّه إلى المسجد ليفجّرهما فيه، غير أنّ المُخطّط جرى إحباطه بخطوةٍ دقيقةٍ من مُخابراتِ الجيش التي كانت تعملُ على تتبّعِ خيوط ما كان يجري منذ الربع الأوّل من الشهر الجاري، ومع تبيان ما يجري التحضير له، جرى تعميم التفاصيل على الأجهزة الأمنيّة لمتابعتها وإجراء المُقتَضى وهو ما أدّى في النهاية إلى توقيف الانتحاريّ.
الانتحاري اليافع لم يُخْفِ ارتباطهُ بتنظيمِ "داعش" الإرهابيّ، إذ أقرّ في التحقيقات الأوّليّة ببيعته له وتجنيدهِ لتنفيذِ المهمّة من قبل قيادةِ عمليات التنظيم في الرقة. تزامن استدعاء الانتحاريّ في هذا الوقت الذي يتحضّر فيه الجيش لخوضِ غِمار المعركة في الجرود، يؤشّرُ إلى المنحى الذي سيتّبع التنظيم خلال سريان مفعول العمليات، إذ لم يكتفِ بخوضِ النِّزال في الجرود أو محاولة تسريب الانتحاريين منها نحو المناطق البقاعية المُلاصقة، بل يبدو أنّه أعطى "أمر عمليات" قضى بـ"تنشيط خلاياه النائمة" في المناطق اللّبنانيّة، والتي خرج أعضاؤها للبحث عن أهدافٍ "مُوجِعة".
مصادر متابعة تقرأ في خطوة داعش على أنها مُحاولة لـ"إرباك الداخل اللّبنانيّ على أبواب تحضيرات الجيش، واستثمار في الدم يعتقد التنظيم أنّه وخلاله يستطيع فرض واقع يريدهُ على الجيش، لكن الواقع يختلف كثيراً عمّا يُراهن عليه التنظيم، خاصّةً وأنّ الجيش ماضٍ ومُصمّم على إزالة الغدّة السّرطانيّة من جسمِ الجرود".
وتقارنُ المصادر لـ"ليبانون ديبايت" بين أسلوب "داعش" المُستخدم أو الذي قد يُستخدَم لاحقا مع ذلك الذي اتُّبِعَ من قبل "جبهة النصرة" خلال معارك عرسال التي خاضها حزب الله ونجحَ بانتزاعه الجماعة منها، لتستخلصَ أنّ نمط عمل "داعش" يبدو أنّه يختلفُ جذريّاً عن أسلوب النصرة، وما جرى توزيعه إعلاميّاً من قِبَلِ البعض عن أنّ معركة الجيش مع "داعش" أسهل، ثَبُتت زيفها، إذ تبيّن أنّ "داعش" يُخفيِ في جُعبته الكثير، ولا يبدو أنّه سيحصر عمله في جهةٍ مُحدّدة.
وتقول إنّه كما عثر على قنبلتين يدويتين داخل حقيبةِ الفتى، تقول المصادر إنّ "جعبة داعش وصندوقه الأسود" يُخفي الكثير، والتنظيم يحرصُ على "العمل بصمتٍ وتحت طبقة من الضجيج"، لكن دقّة التتبّع لدى استخبارات الجيش، ما زالت تنغّصُ عليه حياته وتُحبط خطّطه الواحدة تلو الأخرى.
وعلمَ "ليبانون ديبايت" أنّ الجهات الأمنيّة حصلت على معلوماتٍ مُتقاطعة تُوحي بأنّ ثمّة نشاطاتٌ إرهابيّة يجري التحضير أو الإعداد لتنفيذِها، وربّما يجري تفعيل محرّكات بعضها انتظاراً للتنفيذ، لكن المصادر تعتبرُ ذلك "طبيعيّاً" نظراً للخطرِ الداهم على معاقل التنظيم الذي ثَبُتَ أنّه يحمل عقيدة قتاليّة مُختلفة جذريّاً عن تلك التي تجهلها الجماعات الأخرى.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News