"ليبانون ديبايت":
"أهلاً بِكُم في لبنان.. الروائح وازدحام السّير يُرحّبان بِكُم وتذلّكم.. شكراً على زيارتكم؟!".. إنّ هذه العبارة وإن لم تكن مكتوبةً خطّياً على لافتةٍ كبيرةٍ موضوعةٍ على جانب الطريق من وإلى مطار رفيق الحريري الدولّي للمسافرين والزائرين والسيّاح العرب والأجانب، إلّا أنّها واقعةٌ حقيقيّة مُطبّقة حرفيّاً في العاصمة بيروت.
من المُتعارفِ عليه لبنانيّاً وعالميّاً، أنّ المطار هو بمثابةِ واجهةِ البلد الأساسيّة والمدخل الأهمّ الذي يُعرّف الزائر على الدولة التي قرّر زيارتها، الأمر الذي يدفع بالدولِ الراقيةِ والحضاريّة إلى تركيز نشاطاتها ومشاريعها الإنمائيّة وتحسين البُنى التحتيّة والطرقات، وحركة السّير والنظافة وحلّ غيرها من المشاكل في المطار والمنطقة وبعض البلدات المُحيطة به والتي تُعتبر ممرّاً إلزاميّاً ومسلكاً أساسيّاً أو فرعيّاً من وإلى المطار، بهدف التسويقِ للبلدِ وإظهارهِ بأجملِ حلّةٍ وترسيخ هذه الصورة الرائعة عن البلد التي تنعكس على الانطباعِ الأوّل الذي يأخذهُ السّائح والذي يُعتبرُ الأهمّ. بيد أنّ الوضع في لبنان مُختلف تماماً، وبعيد كلّ البعد عن تطبيقِ هذه الخطّة، لا بل إنّ الأفرقاء السياسييّن والمعنيّين لا يأبهون للفكرةِ التي سيُكوّنها السّائح أو الزائر عن هذا البلد.
وفي هذا الإطار، عبّر المراقبون، عن استيائهم الشّديد من الحالة التي وصلت إليها الطرقات التي تؤدّي إلى المطار وكذلك نقاط الخروج منه، وذلك على مختلفِ الأصعدة، فمن ناحيةٍ أولى، تنتشرُ على هذه الطرقات روائح مجاريرٍ ونفاياتٍ كريهةٍ جدّاً وخانقة، يتنشّقها السّائح أو المواطن اللّبنانيّ لساعاتٍ وهو داخل السيّارة لا حولَ له ولا قوّة بفعلِ أيّ شيء؛ نظراً لزحمةِ السّير الخانقة التي تُلزِمهُ البقاء مكانه، وتنشّق هذه الروائح المُزعجة ليس فقط لناحية "الشمّ" لا بل المضرّة أيضاً صحيّاً وجسديّاً وبيئيّاً، وبهكذا يكون لبنان قد استقبل النّاس وودّعهم بالروائح!.
وأضاف المراقبون: "إنّ المُشكلة لا تقتصر فقط على الروائح التي تنتشرُ في المكان منذ فترةٍ من الزمن، بل ترتبط كذلك بأزمةٍ كبيرةٍ، مُتجدّدةٍ، ارتفع منسوبها بشكلٍ لافت في الآونة الأخيرة وباتت لا تُطاق، ألا وهي أزمة السّير".
وفي التفاصيل، لفت المراقبون إلى أنّ "حركة السّير، وإن كانت أزمة قديمة، إلّا أنّها ازدادت كثيراً في الفترة الماضية، وصلت إلى حدِّ إذلال المُسافرين؛ إذ إنّ السّير يتوقّف كلّياً على الطرقات المُؤدّية إلى المطار، أو إلى العاصمة، ولا سيّما في ساعاتِ اللّيل، الأمر الذي يدفع ببعض المسافرين إلى اتّخاذِ إجراءاتٍ بديلةٍ لضمانِ عدمِ التّأخّر على موعدِ الطائرة، فمنهم من يُكمل طريقه سيراً على الأقدام حاملاً حقائبه الكبيرة والصغيرة في ظلّ الحرّ الشديد، فيَصِلُ مُتعباً جدّاً بدل أن يكون مُرتاحاً قُبَيل إقلاع طائرته، وهناك من يتّفق مع سائقي الدراجات الناريّة لإيصالهم إلى المطار لقاء مبلغٍ من المال قد يصلُ إلى مئة دولار أميركيّ؛ الأمر الذي يُشكّل إذلالاً بكلِّ ما للكلمةِ من معنى".
واستغرب المُراقبون هذه الزحمة التي باتت يوميّة، وكل ليلة، من دون انقطاع بشكلٍ يدعو إلى طرحِ علامات استفهامٍ كثيرةٍ، مُرتبطة بالأسباب التي تؤدّي إلى حصول حركة سيرٍ خانقة، فهل هذا الأمر يتعلّق بالإجراءات العسكريّة على الحواجز المُحيطة بالمطار، أم هناك عوامل أخرى؟ وفي حال أتى الجواب باتّجاهِ الإجراءات، فعندها لِمَ لا يُصار إلى إصدار بيانات وتقارير وتعاميم واضحة وعلنيّة وعبر الإعلام لتنبيهِ المواطنين من هذه الزحمة التي قد تؤدّي إلى تأخيرِ الشخص عن رحلته وإلغائها حكماً، تكون شبيهة بتلك الإجراءات التي اعتُمِدَت داخل المطار عند مناداةِ المسافرين طالبين منهم القُدوم إلى المطار قبل الموعد بساعاتِ نظراً لتكثيفِ إجراءات التفتيش والرقابة؟! هذا الأمر يمكن أيضاً اعتماده لناحيةِ ازدحام السير وأسبابه التي من حقّ المواطن أو المسافر أن يكون على علمٍ به مُسبقاً لينظّم وقته على هذا الأساس.
وختم المراقبون، بدعوة الجهّات المختصّة والوزارات المعنيّة، وضع هذا الملف على رأس اولويّاتهم، حيث أن استمرار الوضع على ما هو عليه بسبب الروائح وزحمة السّير من شأنه ان "يُهرّب" أو "يطفش" الزائر، ويضرب الحركة السياحيّة في البلد، التي تعيش من دون هذه الازمات حتّى أزمة حقيقيّة ومرحلة دقيقة يجب مراعاتها وحلّ كل المشاكل المرتبطة بها، وهذا أبسط ما يمكن فعله في "مدخل لبنان وواجهته الأساسيّة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News