قالت صحيفة"الراي الكويتية"، عيْناً على الميْدان، وعيْناً أخرى على السياسة. هكذا كانت بيروت أمس مع إطلاق الجيش اللبناني معركة "فَجْر الجرود" ضدّ تنظيم "داعش" (على الحدود الشرقية مع سورية) التي يَتشابك فيها العسكري بالسياسي والتي تجري بالتزامن مع عملية "وإن عُدْتُم عدنا" التي أعلنها جيش النظام السوري و"حزب الله" من المقلب السوري لتحرير ما تبقى من جرود القلمون الغربي.
واضافت، "لم يكد الجيش اللبناني يبدأ معركته فجر أمس في مسرح عملياتٍ يتركّز في جرود رأس بعلبك والقاع ويمتدّ على نحو 120 كيلومتراً مربّعاً بمواجهة نحو 600 من عناصر "داعش"، حتى انطلقتْ القراءات السياسية لهذه المواجهة التي تأتي في ظل الاستقطاب الحادّ في البلاد بشأن محاولاتِ جرّ لبنان الرسمي الى تطبيعٍ بقوّة الأمر الواقع مع نظام الرئيس بشار الأسد من ضمن مسارٍ كان بدأ بالترويج عن "تعاون وتنسيقٍ لا مفرّ منه" مع الجيش السوري و"حزب الله" في معركةٍ تجري "في ميدانٍ مُتداخِل وتوقيت واحد"، وتُوِّج بزياراتٍ علنية لوزراء من الحزب وحلفائه لدمشق.
ولفتت إلى أن الجيش اللبناني، بدا مدركاً تماماً لحساسية "المسرح السياسي" الذي تجري عليه عمليته ضدّ "داعش" والمضاعفات الداخلية والخارجية لأيّ محاولةِ توظيفٍ لهذه المعركة خارج سياقها في مكافحة الإرهاب. ومن هنا كانت الأهمية الكبرى لحرْصه السريع على إعلان عدم وجود أيّ تنسيق مباشر أو غير مباشر بين المؤسسة العسكرية اللبنانية وبين الجيش السوري و"حزب الله"، نافياً بلسان مدير التوجيه العميد علي قانصوه وجود أي تزامُن بين "فجر الجرود" وبين المعركة في المقلب السوري.
اعتبرتْ أوساط مطلعة، أن هذا "التصويب السياسي" لمعركة الجيش يأتي ترجمةً للسقف الذي كان وضعه المجلس الأعلى للدفاع حين جَعلَ العملية من ضمن التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، كان بارزاً الالتفاف اللبناني الجامِع حول الجيش في المواجهة التي يخوضها، على عكس ما كان عليه المشهد إبان العملية التي شنّها "حزب الله" قبل نحو 3 أسابيع ضدّ "جبهة النصرة" في جرود عرسال.
ورغم هذا الالتفاف، فإن سباقاً جرى حول دلالات "النصر الآتي" للجيش وترْجماته السياسية، بين "حزب الله" وخصومه، إذ اعتبر الأول مع حلفائه أن ما يحصل على المقلبيْن اللبناني والسوري يعزّز معادلة "شعب وجيش ومقاوم" وذلك ترجمةً لمحاولات جعل الحزب كياناً رديفاً للجيش، فيما تعاطى مناهضو"حزب الله" مع معركة الجيش على أنها إثبات لقدرة المؤسسة العسكرية وحدها على حماية لبنان وتحرير أراضيه وبسْط سلطته على كامل التراب الوطني مؤكدين على معادلة "شعب دولة وجيش".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News