خاص التحري/ باخوس عبدو
في طرابلس وتحديداً في منطقة "الضم والفرز" الراقية، حيث تتكاثر المطاعم والمقاهي، يرفع مطعم "شاي وعسل" شعاره ب"شموخ"؛ كيف لا وهو أقدم على خطوة "إنسانية" بامتياز جعلت منه "راقيا شامخا"!
موقع "التحري"، قرر اليوم أن يروي لكم قصة عاشها مراسله، لعل الأخلاق التي يظهرها مطعم "شاي وعسل" تكون عبرة لمن اعتبر!
لحظة وصولنا الى المطعم لفتنا مشهد مثير للاهتمام. "زهرة" (اسم مستعار) كانت تساعد الزبائن ومنهمكة في عملها كفراشةٍ تنتقل من طاولةٍ الى أخرى، الابتسامة لا تفارق وجهها، تعمل بشغف وحب، حتى انها تنشر حولها ما في داخلها من فرح.
"زهرة" صبية من ذوي الاحتياجات الخاصة، موظفة محبوبة في "شاي وعسل". براءتها الطاغية على ملامحها كانت تدفع كل من في المطعم للتفاعل معها بشكل عفوي، وتدفع الحاضرين للغوص في التفاصيل، فيحدثونها وتجيبهم بطيبة خاطر... شعور لا يوصف؛ فنحن لم نعتد على هذا المشهد الراقي كثيرا في لبنان!
بعد هذا المشهد، خرجنا متأكدين ان "شاي وعسل" يحقّ له أن يفرد أشرعته وأن يتباهى مزهواً بكونه المطعم الأول في طرابلس الذي أعطى فرصة لأجمل الأشخاص على هذه الأرض أن يكون لهم مكان لائق ضمن فريق عمله، وداخل مطعمه الراقي والجميل. هو يحصَّن كل من في داخله بالمحبة ولا شيء غير المحبة، وينقي أفكارهم من تشوّهات الغرائز التي تدنّس العقل البشري.
هنا يعود ذوو الاحتياجات الخاصة للانخراط في الحياة من جديد بفضل هذا الانجاز العظيم الذي يحققه هذا المطعم في المنطقة.
ونحن بدورنا، ندعو للتمثل بتجربة "شاي وعسل" اذ يجب أن يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة برعايةٍ واهتمامٍ، لدمجهم في المجتمع والحياة العامة بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، وجعلهم فئة منتجة تساهم بعملية تنمية المجتمع والتنمية الشاملة في الدولة.
وعلى المؤسسات والهيئات أن تعزز أكثر جهودها من أجل تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لهم ليجعلوا منهم أشخاصاً فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم، وخوض معترك الحياة، وتوفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل.
وعلى الدولة أيضاً ان تصب اهتماماً كبيرا على ذوي الاحتياجات الخاصة من منطلق إنساني وتربوي واجتماعي وثقافي.
دعونا نخرج من اظهار الاهتمام تحت مظلة الرحمة والشفقة والعطف، فكل انسان قادر ولديه إمكانيات، ويحتاج للحصول على فرصته لينجح ويثبت هذه القدرات.
هدفنا ليس الدعاية التجارية، بل دعاية إنسانية بإمتياز، لعل "شاي وعسل" يكون قدوة أمام الشركات والمؤسسات لتوظيف أكبر عدد ممكن من ذوي الإحتياجات الخاصة "لأنن متلن متلنا.. وبالأحرى أذكى منّا".
الجدير بالذكر اننا امتنعنا عن نشر صورة واسم "زهرة" الحقيقي بناء على رغبة صاحب المطعم الذي اكد انه لا فرق بينها وبين زملائها وانها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مطعمه... فهيئا له بلوغه قمم الانسانية!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News