المدارسُ والطّلابُ وجهاً لوجهٍ

"ليبانون ديبايت"

يترافق أيلول من كلِّ عام مع صرخةِ الأهالي الذينَ أنعمَ الله عليهم بالأطفال، ولكن لِسُخريّةِ القدر كانت هذهِ النّعمة في البلد الخطأ، فتحوّلت نِعمتهم تلك إلى نقمةٍ سنويّةٍ ومأساةٍ مُستنسخةٍ تُعاني منها الأُسر اللّبنانيّة مع بدايةِ كلِّ عامٍ دراسيّ.

أَجمعَ الخُبراءُ على أنَّ ارتفاعَ الأقساط في المدارسِ الخاصّة سيكونُ بمعدلٍ أقلّهُ 30 في المئة، وهو الارتفاعُ الذي بدأت العائلاتُ تلتمسهُ حتّى قبل انطلاقِ العام الدّراسيّ.

وعليه، يُواجهُ قِطاعُ التّعليم الخاصّ صعوباتٍ قد تُؤثّرُ على انطلاقِ العام الدّراسيّ بشكلٍ سليم، بحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، وذلك على خلفيّةِ زيادةِ الأقساطِ وسلسلةِ الرُّتبِ والرّواتب، وامتعاض معلميّ المدارسِ الخاصّة لعدمِ مُساواتِهِم بزملائِهِم من القِطاعِ العام.

ومن هذه الصّعوبات أيضاً ما له علاقة بالأهالي الذين التمسوا ارتفاعاً عنيفاً بأقساطِ المدارس، ما سيؤثّر سلباً إمّا على لُقمةِ عيشهِم، وإمّا على خياراتِهم التّعليميّة. فسيكونُ العجزُ الاقتصاديّ حاصلاً لا محال لدى العائلات التي لم يشملها تصحيح الأجور، الأمرُ الذي سيكونُ له انعكاساتِهِ على المدارس الخاصّة والإقبال عليها.

فهذه العائلات وبحسب استطلاعٍ ميدانيٍّ لبعضِ آرائِها، فستلجأ لمفاوضةِ المدارس الخاصّة لعدمِ حصولِ زياداتٍ لا طاقة لهم على احتمالها، وفي حالِ الفشل فسيلجأون لتسجيلِ أولادِهِم في مدارس خاصّة أقل سعراً من تلكَ التي اعتادوا تسجيل أبناءهم فيها، وإمّا سيتّجهون نحو المدارس الحكوميّة الرسميّة.

بينما تُشيرُ أوساط المدرّسين إلى أنّ هناك اتجاهاً نحو إضرابٍ، بدأت تلوحُ مُؤشِّراته في الأفق، حتّى قبل انطلاقِ العام الدّراسيّ.