المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الأربعاء 13 أيلول 2017 - 11:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

مجلس النوّاب يحتلّ وسط بيروت.. إلى متى؟

مجلس النوّاب يحتلّ وسط بيروت.. إلى متى؟

"ليبانون ديبايت"

تظنّ لوهلةٍ أنّك في مدينةٍ هجرها أهلها بعد مرضٍ عُضال ضرب سكانها، أو إنّ ما يجري حولك هو مشاهد مسروقة من فيلم هوليوودي يحكي قصةً محزنة عن مدينة تحوّلت بعد أن كانت شاهدةً على أيّام العزّ الاقتصادي إلى مدينة أشباحٍ زارها في يومٍ من الأيّام زائرٌ ثقيل أرخى بثقل الحديد والباطون على حيويّة شوارعها، فاحتلّ قلبها النابض، عطّل حركتها، واستباح هويتها، وجعلها حِكراً على مواكب أمنيّة تزوره من جلسةٍ لأخرى.

إهمال، ركود تجاري، حركة معدومة، مطاعم فارغة، محلّات مقفلة، وأخرى معروضة للبيع، للاستئجار أو للاستثمار، كلّ هذا ليس في زاويةٍ منسيّةٍ في أحد ضواحي العاصمة بيروت، بل في وسط بيروت التجاري، تحديداً في شارع المعرض ومحيط ساحة النجمة، أي في المكان الذي يتوجّب أن يكون قلب بيروت النابض اقتصاديّاً وتجاريّاً، وحدها الإجراءات الأمنية تخيّم على المكان كاسرةً الفراغ البشريّ في تلك الجزيرة الأمنيّة.

كلّ ذلك حمايةً لمجلس نوّابٍ أكبر إنجازاته التمديد لثلاث مرّات خِلافاً للقانون وإرادة الشعب، وقانون ضرائب يصيب بسهامه المباشرة لقمة عيش المواطن اللّبنانيّ. وكأنّه لا يكفي على هذا المجلس المهترئ تعطيل أوضاع البلد وربطها بأجنداتِ الخلاف السياسيّ، بل يعطّل ما يُفترض أن يكون مركزاً تجاريّاً وقبلةً للزوّار المحلّيين منهم والوافدين.

فهل من خطّةٍ لإعادة الحياة لوسط بيروت؟
يؤكّد رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شمّاس، في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أنّ هذا همّ الجمعيّة الدائم، والتواصل مع الوزارات والإدارات المعنيّة مستمرّ، لإعادة تفعيل دور وسط بيروت التجاري، الذي يقع في أولويّات الجمعية، انطلاقاً من رمزيّة وأهمّية الوسط. فـ"إنعاش الوسط التجاري يعني إنعاش الاقتصاد اللّبنانيّ ككل".

ولكن كما يقول المثل الشعبيّ (العين بصيرة واليد قصير)، فأفراد الجمعية كما يقول شمّاس هم "حرّاس الهيكل" ولكن القرار ليس لديهم "بل لدى السياسيّين".

ويصف شمّاس الوضع في وسط بيروت التجاري، بـ"الحالة المرضيّة التي يجب معالجتها بأسرعِ وقت، لأنّ تراجع النشاط الاقتصادي في الوسط التجاريّ مُقلق ومستمرّ، فإقفالات عديدة حصلت في آخر سبع سنوات وصلت إلى المئات، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة".

يقول شمّاس مستذكراً أيام العزّ الاقتصادي في الوسط، يوم كانت المعادلة عكس اليوم تماماً: "قبل عشر سنوات كان التجار يقفون بالصف ينتظرون أن ترسو عليهم فرصة استئجار أو شراء محلّ في وسط بيروت"، أمّا اليوم فـ"أبنية بأكملها تراها خالية، وترى صاحب المُلك يقدّم تنازلات كبيرة بهدف البيع أو التأجير أو الاستثمار، فالعرض موجود بكثرة ولكن الطلب نادر وقليل".

عاملان رئيسان يُطيلان حالة الموت السريريّ الذي يعاني منه الوسط، وهما كما يحدّدهما شمّاس "الإجراءات الأمنيّة المكثّفة، والوضع الاقتصاديّ العام". أمّا مسؤوليّة النهوض فيلفت إلى أنّها مشتركة، فـ"يجب على البلديّة والمُحافظة التعاون مع غرفة التجارة وجمعيّة تجّار بيروت لمعالجة الوضع في الوسط التجاريّ والذي يحتاج لمجهودٍ استثنائيّ لإخراجه من غرفة الإنعاش". وبالتأكيد وقبل هذا الجهد الاستثنائي يجب تحرير الوسط من حمل ذنوب العوائق الحديديّة والإسمنتية لإفساح المجال له بالتنفّس كوسط أيّ عاصمة في أي بلدٍ كان.
"ليبانون ديبايت"

تظنّ لوهلةٍ أنّك في مدينةٍ هجرها أهلها بعد مرضٍ عُضال ضرب سكانها، أو إنّ ما يجري حولك هو مشاهد مسروقة من فيلم هوليوودي يحكي قصةً محزنة عن مدينة تحوّلت بعد أن كانت شاهدةً على أيّام العزّ الاقتصادي إلى مدينة أشباحٍ زارها في يومٍ من الأيّام زائرٌ ثقيل أرخى بثقل الحديد والباطون على حيويّة شوارعها، فاحتلّ قلبها النابض، عطّل حركتها، واستباح هويتها، وجعلها حِكراً على مواكب أمنيّة تزوره من جلسةٍ لأخرى.

إهمال، ركود تجاري، حركة معدومة، مطاعم فارغة، محلّات مقفلة، وأخرى معروضة للبيع، للاستئجار أو للاستثمار، كلّ هذا ليس في زاويةٍ منسيّةٍ في أحد ضواحي العاصمة بيروت، بل في وسط بيروت التجاري، تحديداً في شارع المعرض ومحيط ساحة النجمة، أي في المكان الذي يتوجّب أن يكون قلب بيروت النابض اقتصاديّاً وتجاريّاً، وحدها الإجراءات الأمنية تخيّم على المكان كاسرةً الفراغ البشريّ في تلك الجزيرة الأمنيّة.

كلّ ذلك حمايةً لمجلس نوّابٍ أكبر إنجازاته التمديد لثلاث مرّات خِلافاً للقانون وإرادة الشعب، وقانون ضرائب يصيب بسهامه المباشرة لقمة عيش المواطن اللّبنانيّ. وكأنّه لا يكفي على هذا المجلس المهترئ تعطيل أوضاع البلد وربطها بأجنداتِ الخلاف السياسيّ، بل يعطّل ما يُفترض أن يكون مركزاً تجاريّاً وقبلةً للزوّار المحلّيين منهم والوافدين.

فهل من خطّةٍ لإعادة الحياة لوسط بيروت؟
يؤكّد رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شمّاس، في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أنّ هذا همّ الجمعيّة الدائم، والتواصل مع الوزارات والإدارات المعنيّة مستمرّ، لإعادة تفعيل دور وسط بيروت التجاري، الذي يقع في أولويّات الجمعية، انطلاقاً من رمزيّة وأهمّية الوسط. فـ"إنعاش الوسط التجاري يعني إنعاش الاقتصاد اللّبنانيّ ككل".

ولكن كما يقول المثل الشعبيّ (العين بصيرة واليد قصير)، فأفراد الجمعية كما يقول شمّاس هم "حرّاس الهيكل" ولكن القرار ليس لديهم "بل لدى السياسيّين".

ويصف شمّاس الوضع في وسط بيروت التجاري، بـ"الحالة المرضيّة التي يجب معالجتها بأسرعِ وقت، لأنّ تراجع النشاط الاقتصادي في الوسط التجاريّ مُقلق ومستمرّ، فإقفالات عديدة حصلت في آخر سبع سنوات وصلت إلى المئات، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة".

يقول شمّاس مستذكراً أيام العزّ الاقتصادي في الوسط، يوم كانت المعادلة عكس اليوم تماماً: "قبل عشر سنوات كان التجار يقفون بالصف ينتظرون أن ترسو عليهم فرصة استئجار أو شراء محلّ في وسط بيروت"، أمّا اليوم فـ"أبنية بأكملها تراها خالية، وترى صاحب المُلك يقدّم تنازلات كبيرة بهدف البيع أو التأجير أو الاستثمار، فالعرض موجود بكثرة ولكن الطلب نادر وقليل".

عاملان رئيسان يُطيلان حالة الموت السريريّ الذي يعاني منه الوسط، وهما كما يحدّدهما شمّاس "الإجراءات الأمنيّة المكثّفة، والوضع الاقتصاديّ العام". أمّا مسؤوليّة النهوض فيلفت إلى أنّها مشتركة، فـ"يجب على البلديّة والمُحافظة التعاون مع غرفة التجارة وجمعيّة تجّار بيروت لمعالجة الوضع في الوسط التجاريّ والذي يحتاج لمجهودٍ استثنائيّ لإخراجه من غرفة الإنعاش". وبالتأكيد وقبل هذا الجهد الاستثنائي يجب تحرير الوسط من حمل ذنوب العوائق الحديديّة والإسمنتية لإفساح المجال له بالتنفّس كوسط أيّ عاصمة في أي بلدٍ كان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة