"ليبانون ديبايت"
بينما يتواجدُ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ويجري لقاءاتٍ في نيويورك على هامشِ ترؤُّسه وفد لبنان إلى الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة في دورتها الثانية والسبعين، يقوم الداخل اللّبنانيّ بمراقبةٍ دقيقةٍ لخطوات الرئيس وأقواله، وتحليل كلّ كلمةٍ أو تصرّفٍ يصدرُ عنه، لتتوالى بعدها الأخبار، وردود الفعل السلبيّة وكذلك الإيجابيّة، ومن بين المواضيع التي تصدّرت عناوين الصحف، وسارعت الأقلام إلى كتابتها والإعلام إلى تلاوتِها، تغيّب الرئيس عون عن حفلِ الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، على شرفِ رؤساء الدول المُشاركة في الجمعيّة العامّة للأممِ المتّحدة، وكلمة رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة بشأنِ مسألةِ التّوطين.
وفي هذا السّياق، رأى الصحافيّ والمحلّل السياسيّ غسان جواد، أنّ "الزيارة التي قام بها الرئيس عون، أتت بعد انقطاعِ لبنان لحوالي أربع سنواتٍ عن حضورِ الدورات العامّة للأمم المتّحدة، وتمكّنت من إعادةِ هذا البلد بقوّةٍ إلى المنابر الدوليّة، ومن خلالِ رئيس جمهوريّة يوازن بشكلٍ دقيقٍ بين مصالح لبنان وتلك المُتعلّقة بالخارج وحاجات الدول"، مُعتبراً أنّه "بناءً على هذهِ المعادلة، وعلى الفهم العميقِ لمصالح لبنان، وعلى طبيعة وجودهِ في المجتمع الدوليّ كعنصرٍ فاعل، كان مضمون الرئيس عون قويّ جدّاً، ردّ فيه على كلام الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب بشأن التوطين".
وأشار جواد في اتّصالٍ مع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "هذه الزيارة، واللّقاءات التي أجراها الرئيس عون، وعدم حماسته للقاء ترامب، وتغيّبه عن الحفل، هي أمور تُؤكّد، بأنّ قدمي رئيس الجمهوريّة ميشال عون في الشرق وداخل لبنان، وعقله منفتح على العالم كلّه، انطلاقاً من مصالح لبنان القويّ والموحّد، والقادر على معالجة المواضيع الشائكة". معلّقاً على أسبابِ عدم حضورِ الرئيس عون حفل الاستقبال الذي أقامه ترامب بأنّ "الكيمياء مفقودة بين الرئيسين، وعون ليس الشخص الذي يسمعُ هراءات ترامب.
وقد يكون صحيحاً أنّ لبنان دولة صغيرة، بيد أنّ الرئيس الأميركيّ يعلم تماماً أهميّة لبنان، ووجود رئيس مسيحيّ عربيّ مشرقيّ هو الوحيد من الطائفة المسيحيّة، كما أن الرئيس عون هو واضح في خياراتِهِ السياسيّة ويرى حماية لبنان انطلاقاً من معادلة الجيش الشعب والمقاومة، في حين يعتمدُ ترامب أسلوب الاستعلاءِ وفرض المشاريع مثل ما يحصل في موضوع التوطين. من دون أن ننسى، أنّ اللّبنانييّن والموارنة بشكلٍ خاصّ يُدركونَ تماماً نتيجة التجارب السّابقة أنّ الأميركييّن لا يُريدون إلّا مصالحهم ولا يهتمّون بمصالح الدول أو المجتمعات".
واعتبر جواد أنّ "الرئيس عون لا يدعو إلى قطعِ العلاقات مع أميركا، أو وقف التعامل معها في موضوعِ مكافحةِ الإرهاب، ومواقفه سواء بشأنِ التوطين أو المُعادلة الذهبيّة، لا تُلغي المصالح المشتركة والتفاهمات في مسائل أخرى، وبالتالي، فإنّ تطابق وُجُهاتِ النظرِ لا يُحتّم التوافق حول كلِّ الملفّات، والرئيس عون واضح في مسألةِ التوطين، والملفّات الحيويّة الأخرى".
في المُقابل، شدّد خبير الشؤون السياسيّة والقانونيّة الدكتور انطوان سعد، في اتّصالٍ مع "ليبانون ديبايت"، على أنّ "كلمة الرئيس عون، تأتي لتُكمّل كلام الرئيس ترامب فيما خصّ التوطين، إذ إنّ الرئيس الأميركيّ لم يتحدّث عن أيّ توطينٍ، انّما أشار إلى المُعاملة الحسنة التي يجب تقديمها للاجئين والنّازحين إلى حين عودتهم إلى سوريا، لكنّه استعمل المصطلح الخاطئ للتعبيرِ عن موقفه، وبالتالي، فإنّ الحملة التي تعرّض لها، هي في غيرِ محلّها، وخطوط الولايات المتّحدة الأميركيّة واضحة جدّاً، بعكسِ الوضعِ القائمِ في لبنان، حيث هناك تناقض واضح في المواقف، فمن جهّة نطالب بدعمٍ أميركيٍّ للجيش اللّبنانيّ، في حين نتحدّث عن المعادلة الثلاثيّة، مع العلم أنّ الرئيس ترامب يعتبرُ "حزب اللّه" منظّمةً إرهابيّةً ويقوم بملاحقةِ ومراقبةِ حركته الماليّة".
أمّا بشأنِ عودة النازحين السّوريّين إلى أراضيهم، فقد اعتبر سعد أنّ "النظام السّوري غير قادرٍ على تأمينِ عودةِ هؤلاء، في ظلِّ غياب الضمانات الإنسانيّة والحياتيّة والنفسيّة وكذلك القضائيّة والقانونيّة، وهذه الأمور تتابعها الولايات المتّحدة الأميركيّة مثل ملفّاتٍ كثيرةٍ شبيهةٍ في دولٍ ومناطق أخرى من بينها الموصل، كما أنّ الأرقام التي تُنشرُ عن الأراضي المُحرّرة غير صحيحةٍ". مضيفاً: "إنّ لبنان يتحدّث إلى المجتمع الدوليّ، في حين أنّه يُعاني من مشاكل فيما خصّ الإصلاح الإداريّ والقضائيّ والماليّ، أبرزها ملفّات سلسلةِ الرّتب والرواتب وقانون الضرائب الذي أبطله المجلس الدستوريّ يوم أمس، وغيرها الكثير من الأزماتِ التي تُدخِلُ البلد في معمعةٍ كبيرةٍ، ما يضعنا أمام واقع يثبت أنّ الحكم لا يملك أيّ رؤية". مُشيراً فيما خصّ تغيّب عون عن الحفل، أنّ "هذا الموضوع غير مرتبطٍ بأمورٍ شخصيّة،
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News