"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
حدثان بارزان ترأسّا القضايا الطلابيّة مع بدء العام الجامعيّ، وقبيل انطلاق الانتخابات الطلابيّة المُنتظرة. الأوّل تمثّل في الدعوة التي وجّهها قطاع الشباب في "التيّار الوطنيّ الحرّ" الى المُنظّمات الشبابيّة في الأحزاب والتيّارات لتوقيعِ وثيقة تفاهمٍ قُبيل انطلاقِ المعارك الانتخابيّة الطلّابيّة في الجامعات. والثاني، مُرتبط بالإشكالِ الذي وقعَ في الجامعة اليسوعيّة بين عددٍ من طلّاب "حزب اللّه" و"القوّات اللّبنانيّة". فكيف سيُصار إلى مُعالجة هذه المشاكل، لمنعِ تكرار الإشكالات فالسنة ما تزال في بدايتها، والانتخابات الطلّابيّة على الأبواب؟!
المُشرف العامّ في قطاع الشّباب في "الوطنيّ الحرّ" جهاد سلامة، أشارَ في اتّصالٍ مع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "25 مُنظّمة لبّت دعوة "التيّار"، باستثناءِ "حزب اللّه" الذي غابَ لأسبابٍ وظروفٍ خاصّة حالت دون حضوره، والذي أكّد في الوقتِ نفسه تأييده لمضمونِ الاجتماع ومُندرجات الوثيقة، والفكرة الأساسيّة التي تتمثّل في تقريبِ المسافات بين الأحزاب والتيّارات وتعزيز التعارف بين المنظّمات الشبابيّة إلى جانب توقيعِ وثيقةِ التفاهم قُبيل الانتخابات الطلّابيّة"، كاشفاً عن أنّ "أجواء الاجتماع كانت إيجابيّة، وجميع الحاضرين وقّعوا على الوثيقة باستثناءِ "القوّات" التي اعترضت فقط على الشّكل والآليّة لأسبابٍ لها علاقة بتغيّب "حزب اللّه" مع موافقتها الكاملة على المضمون، وكذلك "الاشتراكيّ" و"حركة الشعب"، و"الشيوعي" و"المرابطون" لأسبابٍ خاصّةٍ بكلّ فريق.
واعتبر سلامة، أنّ "إشكال "اليسوعيّة" يُعدّ تصرّفاً فرديّاً ووليد الصدفة، أيّ من خارجِ دائرةِ القرارات على مستوى القيادات والمسؤولين، إذ إنّه حصل نتيجة تشنّجاتٍ ترتكزُ بشكلٍ أساسٍ على رفضِ البعض لمُمارسةِ الشعائر الدينيّة في الصرح الجامعيّ، وهذا الأمرُ هو بحدِّ ذاتِهِ إشكاليّة يجب حلّها، لأنّ الجامعة فقط تُمثّل صَرحاً للتعليم وللندوات حتّى السياسيّة منها على أن تبقى ضمن أُطرِ احترامِ الرأي الآخر وتقبّله من دونِ استفزازِه، أخذ النِّقاش إلى أماكن أخرى، ويجب إبعادها بالتّالي، عن النشاطاتِ والمناسباتِ الدينيّة التي لها مواقعها وأماكنها المُخصّصة". مشدّداً على "أنّ المطلوب اليوم، الجلوس معاً والاجتماع سويّاً، لـ"تنفيس الاحتقان" خصوصاً أنّنا على أبوابِ الانتخابات التي سيشوبها تشنّجات ومُنافسة يجب أن تبقى "حبيّةً" واضعةً "مصلحة الطلّاب كافةً فوق كلّ اعتبار بغضِّ النظرِ عن الجهة التي ستفوز، والوصول بالتالي إلى وثيقةِ أكبر وعلى نطاقٍ أوسع، لوضعِ معايير حول كيفيّة التوافق، وإعادة الانتخابات الطلّابيّة إلى الجامعة اللّبنانيّة أو على الأقلّ إعادة الحياة السياسيّة إلى كلّيّاتها كافةً".
بدورهِ، أوضح رئيس مصلحة "القوّات اللّبنانيّة" المُهندس جاد دميان، أنّ "السّببَ الأساس وراء عدمِ توقيعِ "القوّات" على الوثيقة، يعود إلى غياب "حزب اللّه" عن الاجتماع، على اعتبار أنّه طرفٌ أساس في افتعالِ الإشكالات الجامعيّة الطلّابيّة التي تحصل، وعدم حضوره، أفقد طعم وهدف الوثيقة الرئيس، بمعنى أنّ خطوتنا أتت اعتراضاً على الشّكل فقط، لأنّنا من حيث المضمون مقتنعونَ وموافقونَ على البنودِ الواردة، مع إصرارنا الدائم والمُستمرّ على ضرورةِ إشراكِ الجامعة اللّبنانيّة في الانتخابات الطلابيّة. بالإضافةِ إلى تسجيلِ اعتراضٍ على عدمِ التشاور المُسبق مع جميعِ الفرقاءِ والأطراف، وإرسال نسخةٍ عن الوثيقةِ قبل فترةٍ معيّنةٍ لدرسها جيّداً، وإضافة بعض التعديلات التي قد نراها ضروريّةً ومطلوبةً وجوهريّة".
ولفت دميان إلى أنّ "الإشكالات الجامعيّة" تحدثُ بشكلٍ عامّ لسبَبين، الأوّل، يتمثّل في عدمِ احترامِ الخصوصيّات الموجودة في بعضِ الجامعات، وفرضها في كلّيات أُخرى، تماماً كما حصل في "إشكال اليسوعيّة"، عندما بدأ النقاش السياسيّ بطريقةٍ إيجابيّةٍ وراقية، بين مسؤولٍ في "حركةِ أمل" ومسؤول "القوّات" في الجامعة، قبل أن يتدخّل "حزب اللّه" ويعمل كما دائماً على استفزازِ شبابنا وتوتير الأجواء، ما أدّى إلى حصول الإشكال. أمّا السّبب الثاني، فيعودُ إلى غياب الانتخابات الطلّابيّة في بعضِ الجامعاتِ وعلى رأسها الجامعة اللّبنانيّة، علماً أنّ هذا الاستحقاق مُهمٌّ جدّاً وضروريّ لتفعيلِ دورِ الشباب أكثر في الحياة السياسيّة، وتأهيلهم للمُشاركة في صُنعِ القرار وتطويرِ مؤسّسات الوطن. ومن حقّ الطلّاب أن يعيشوا تجربة العمليّة الانتخابيّة".
ومع انطلاق عجلة الانتخاباتِ الطلّابيّة يوم غد الجمعة الواقع في 6 تشرين الأوّل من الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة في فرعيها في بيروت وجبيل، أشار دميان لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "تعميماً صدر بهذا الشأن، يدعو فيه الطلّاب إلى الاستفادة من الانتخابات وتأثيرها الإيجابيّ كخبرةٍ سياسيّةٍ ووطنيّةٍ وثقافيّة، ومُمارسة حقّهم الانتخابيّ، وضبط النّفس، وعدم الانجرار لأيّ استفزاز، وهناك اجتماعات حصلت وستحصل، للحفاظ على رُقيّ العمليّة الانتخابيّة وتأمين الأجواء المُناسبة قبل الاستحقاق وخلاله وبعد صدور النتائج، لأنّ على الفائزِ في النهاية كائناً من كان أن يعملَ أوّلاً وأخيراً لمصلحةِ جميعِ الطلّاب من دونِ تميّيزٍ أو تفرقة.
هذا وكان لافتاً مُشاركة منظّمة الطلّاب في "الوطنيّين الأحرار" في اللّقاء، برئيسها سيمون درغام، الذي أكّد أنّ "الحزب وقّع على الوثيقة عن قناعةٍ، فقد حان الوقتُ لنا كشبابٍ أن نُمثّل قيم وأخلاق العمل السياسيّ، والصورة الحضاريّة عن الدّيمقراطيّة فيما خصّ التعاطي مع الشأن الشبابي، التي بدورنا تعلّمنا مبادئها الأساسيّة من مُؤسّس "الوطنيّين الأحرار" الرئيس كميل شمعون، وعناوينها الكبرى التي تحتّم علينا أن نتلاقى مع كلّ اللّبنانيّين بمختلفِ طوائِفهم وانتماءاتِهم السياسيّة والحزبيّة". مضيفاً: "على الشباب أن يُركّزوا على العمل النضالي، وكنت أتمنّى لو وقّع الجميع على الوثيقة، لأنّ كلّ منظّمةٍ يجب أن تمدّ يدها إلى الآخرين، وهذا ما فعله "الوطنيّين الأحرار" من خلالِ انفتاحِهِ على جميعِ الأطراف، إيماناً منه بالشراكة الفعليّة مع الطرف الآخر في الوطنِ الواحد".
وشدّد درغام لـ"ليبانون ديبايت"، على أنّ "هناك استعراضاً لقِوى الأمر الواقع، تفرضهُ في الجامعات، فما هو مُباح لها تُحرّمه على غيرها، وهذه الأمورُ يجب أن تُعالج، خصوصاً في الجامعةِ اللّبنانيّة، ونضعها بعُهدةِ رئيسها الدكتور فؤاد أيوب، لكن للأسف، فإنّ الإداريّين في الجامعة هُم بمثابة موظّفين لخدمةِ "حركة أمل" و"حزب اللّه"، ويقومونَ بوظائف سياسيّة لا وطنيّة أو أكاديميّة ما يحول دون إجراء الإصلاحات المطلوبة".
وأمل أن "تمرّ الانتخابات الطلّابيّة على خير، وعلى إدارة الجامعات دوراً كبيراً على صعيد المُحافظة على مسار الاستحقاق السليم وأجوائه الهادئة، وحصرهِ في إطارِ المنافسةِ المشروعة، الديمقراطيّة، الشريفة، خصوصاً أنّ هذا الاستحقاق يُعدُّ ممرّاً إلزاميّاً للتعرّف على العمل التطوّعيّ، الاجتماعيّ، والوطنيّ، والانخراط أكثر في العمليّة السياسيّة، إذ إنّ للشباب دوراً أساسيّاً فيها، فتكون تجربة مليئة بالخبرات تمهّد لتحقيق المطالب والنجاحات. من هنا ضرورة أن تكون المنافسة شريفةً، على تقديمِ الأفضل للطالب والأسلوب الذي يُريح حضوره داخل الجامعة، لا أن تكون بهدفِ النكايات والتحدّي الطّائفيّ والحزبيّ". داعياً "إدارة الجامعات ولا سيّما الخاصّة منها، أن تأخذ مبادراتٍ صارمةٍ في مُعاقبةِ كلّ مجموعة أو "نادي" تابع لحزبٍ أو مستقلّ، في أيّ تجاوزٍ يفتعله أو تهديدٍ يُمارسه على الطلّاب، من خلالِ منعِهِ من مُمارسة النشاطات لوضعِ الأمور في نصابها وعلى السّكّة الصحيحة ليكون التعامل متساوياً مع جميعِ الطلّاب".
وفي الختام، كشف درغام أنّه "على صعيد الانتخابات الطلّابيّة في الجامعةِ اللّبنانيّة الأميركيّة، سيتحالفُ "الوطنيون الأحرار" مع "التيّار الوطنيّ الحرّ"، في خطوةٍ مُميّزةٍ إلى الأمام، ونتمنّى أن يستمرّ هذا التقارب، فـ"الوطنيّ الحرّ" يتعامل بحسنِ نيّةٍ مع "الأحرار" وقد أظهروا التزامهم في التعاونِ الانتخابيّ الثابت".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News