تعرضت شرعية حزب الله بقوة بعد أن انكشف مشروعه للسيطرة على الدولة اللبنانية واهتز شعار المقاومة الذي كان يستخدمه الحزب لتبرير مسوغات حمله للسلاح بعد أن أقحم لبنان في الصراع السوري ورفع السلاح لتصفية الخصوم السياسين ولتنفيذ الأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة.
لكن، تنامي نفوذ حزب الله وتحول الصراع إلى معركة مصيرية، يزيد من خطورتها تغلغل الحزب في المؤسسة اللبنانية، يضع عراقيل كبيرة أمام أي خطوة لمواجهة تنامي نفوذه وتمدده وارتباطه بالإرهاب الدولي. الأمر الذي يضع اللبنانيين والأميركيين أمام تساؤلات جوهرية حول السبل الكفيلة بتحجيم دوره دون أن يؤثّر الأمر بشكل سلبي على الدولة اللبنانية الهشة وسط تجاذبات طائفية وسياسية وأوضاع إقليمية ساعدن حزب الله على ترسيخ وجوده وتكوين "دولة داخل دولة" متسلحا بمخزون عسكري ودعم مادي مقدم من إيران.
وحذّرت مجلة فورين أفيرز الأميركية في تحليل مطول، أعده جوناثان شانزر وأورد كيتري وأليكس إنتز، يعرض وجهة نظر أميركية في التعامل مع خطر حزب الله وكيف يمكن الفصل بين الدولة و"الدويلة" الممثلة في حزب الله. وأقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مشروعي قانونين لتشديد العقوبات المفروضة على حزب الله.
وقالت مصادر بنكية وسياسية إنه تم تعديل مقترحات لتشديد العقوبات الأميركية على جماعة حزب الله بما يكفي للتخفيف من حدة المخاوف من أن يلحق ضرر بالاقتصاد اللبناني فيما يمثل إشارة إلى أن واشنطن تنظر بجدية للمخاوف على استقرار لبنان. يعتمد حزب الله بشكل كبير على الأموال التي تأتيه من الخارج، لذلك يرى الخبراء أن استمرار العقوبات، على حزب الله وعلى إيران، على حد السواء، وإدراج الحزب على قائمة الإرهاب الأوروبية، بالإضافة إلى القائمة العربية والعقوبات الأميركية، سيؤثر حتما على تدفق الأموال للحزب.
والحل حسب خبراء مجلة فورين افيرز، دعوة الكونغرس والبيت الأبيض لوسم المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله مناطق ذات اهتمام أقصى فيما يتعلق بتبييض الأموال تحت المادة 311 من قانون باتريوت الأميركي. ويرى الباحثون أنه بإمكان هذه الخطوة الجديدة والحاسمة أن تعزل الكيانات المالية العاملة في مناطق تقع تحت سيطرة حزب الله عن طريق منع علاقات التراسل البنكية بين هذه المناطق وأية مؤسسة تستخدم المنظومة المالية الأميركية.
لكن، يرى مراقبون وخبراء لبنانيون أن الخطة فيها كثير من المخاطرة وعواقبها وخيمة. هناك الحاح من أعضاء الكونغرس على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات عاجلة وقوية إذا كانت تنوي مساندة العناصر في لبنان التي تصدت لصعود حزب الله. وإلا فإن حزب الله ومسانديه قد يواصلون صعودهم الثابت دون قيود. إن المعركة من أجل مستقبل لبنان جارية، والآن من واجب الكونغرس أن ينضم الى المعركة بشكل فعال.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News