ذكرت قناة "إن بي سي" الأميركية نقلا عن مصادر رسمية أن إدارة ترامب ليس لديها خطة معينة حول استراتيجية مستقبلية لتسوية الوضع في سوريا بعد تحرير الرقة.
وتشير القناة إلى أن واشنطن ستكمل عملية استعادة الرقة من تنظيم داعش خلال شهر واحد، إلا أنه ثمة خلافات في إدارة ترامب حول الاستراتيجية الأميركية الموسعة في سوريا، نظرا لقلق البيت الأبيض إزاء "حساسية" دمشق أمام الدول الإقليمية المختلفة بعد تحرير الرقة.
ونقلت القناة عن مصادر رسمية قولها إن من بين المسائل التي أثارت الخلاف في البيت الأبيض، إنجاز الاستقرار في سوريا الشرقية بعد انقضاء الحرب هناك وتطهيرها من تنظيم "داعش"، وكذلك منع القوات الإيرانية والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد من بسط سيطرتها على هذه المنطقة.
وحسب المصادر فإن بعض أعضاء إدارة ترامب الأكثر تحفظا، ومنهم نيكي هايلي، المندوبة الدائمة لواشنطن في الأمم المتحدة، يؤيدون الاستراتيجية التي تنص على الإطاحة بالرئيس الأسد، إلا أن هناك أشخاصا يعتقدون أن الأسد هو الوحيد الذي سيمنع تحويل سوريا إلى "ثقب أسود" يبتلع جزءا كبيرا من المنطقة.
وتشير القناة إلى أن تركيز البيت الأبيض على دور إيران في الحرب بسوريا وتأييدها لبشار الأسد ومقاتلي حزب الله قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفا أن بعض المستشارين الأميركيين لديهم سوء تقدير لمدى تعقيد الصراع في سوريا الذي يدخل عامه السابع.
ووفقا للمعلومات, فإن المستشارين العسكريين والدبلوماسيين يوصون الإدارة الأميركية باتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، إذ سيؤدي ضعف الاتصالات مع أنقرة، بالإضافة إلى دور إيران وروسيا المتزايد في المنطقة، إلى عرقلة محاولات إعادة تطبيع الوضع في سوريا بعد تحرير الرقة من تنظيم "داعش".
وفقدان تركيا كصديق وحليف للولايات المتحدة ستكون له عواقب استراتيجية جدية، علما أن الطيران الأمريكي ينفذ يوميا غارات جوية على تنظيم "داعش" من قواعد تركية، وعلى الأرجح، سيواصل عملياته الجوية حتى بعد استعادة الرقة.
كما وأن بعض العسكريين الأميركيين، ممن يؤيدون المزيد من المرونة والمشاركة الأميركية في العراق وسوريا، يشعرون الآن بخيبة أمل لعدم رغبة ترامب في زيادة عدد القوات في مناطق النزاعات حول العالم.
وفي هذا الشأن أفاد انتوني كوردسمان، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أنه: "كلما اقتربت الولايات المتحدة من الانتصار على تنظيم داعش في الرقة والأماكن الأخرى، كُشفت الحقيقة التي تشير إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لسياستنا في العراق وسوريا أو تجاه تركيا أو في زيادة التأثير الروسي في المنطقة.. نقف على عتبة القضاء على الخلافة عمليا، إلا أن المشاكل التي نواجهها هناك لا تزال قائمة".
اخترنا لكم



