اقليمي ودولي

placeholder

العربي الجديد
الخميس 26 تشرين الأول 2017 - 08:37 العربي الجديد
placeholder

العربي الجديد

رسائل إسرائيلية لحزب الله

رسائل إسرائيلية لحزب الله

لم يختلف المراسلون والمحلّلون الإسرائيليون، أمس الأربعاء، في الصحف المختلفة، على أن نشر صور قائد قوات حزب الله في الجولان، "الحاج هاشم"، أو وفقاً للاسم الذي عممته إسرائيل، باعتباره هويته الكاملة، منير علي نعيم، مع نشر تفاصيل إضافية عن مكان إقامته وكونه يملك بيتاً في إحدى قرى الجنوب، وشقة أخرى في دمشق، كان بمثابة رسالة إنذار واضحة من الإسرائيليين للقائد المذكور بأنه تحت أعين إسرائيل وأنها تراقب خطواته، صغيرة كانت أو كبيرة، وأن حياة "الحاج هاشم" لن تعود كما كانت عليه قبل النشر، إذ فقد عنصر السرية، وبات شكله وهويته معروفين للجميع، سواء لجيرانه في القرية اللبنانية أم لجيرانه في دمشق.

لكن الصحافة الإسرائيلية، ويبدو أن ذلك كان مقصوداً، وهي تركز على رسائل التحذير لقادة حزب الله، وفق ما ذهب إليه يوآف ليمو في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أخفت أو تجاهلت أيضاً عن قصد الرسائل الأخرى الخفية التي سبقت رسائلها لحزب الله وللحاج هاشم.

ولفت المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هرئيل، في سياق تعليق له، أمس الأربعاء، على خطاب نتنياهو وبيانه السياسي أمام الكنيست يوم الإثنين الماضي، إلى أن الأخير يقترب على ما يبدو من القبول بتقديرات الجيش الإسرائيلي بشأن أولوية الخطر الذي يشكله الوجود الإيراني في سورية على الملف النووي الإيراني، وهو ما دفع نتنياهو إلى تصدير تهديد واضح لإيران بأن كل من يهدد وجودنا يعرض نفسه للخطر.

لكن لا يمكن فهم هذه الرسائل الإسرائيلية الموزعة على سوريا ورسائل التهديد المباشر لقائد قوات حزب الله "الحاج هاشم" أمس الأربعاء، وتهديدات نتنياهو الصريحة لإيران، عن المسعى الإسرائيلي المتواصل منذ مطلع العام لضمان مصالح إسرائيل الأمنية في أي ترتيب قادم لسورية، بدءاً من ضمان مطالبها ومصالحها في اتفاقيات مناطق خفض التوتر، من خلال رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري وربما السياسي لاحقاً مع روسيا.

وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل المباحثات التي أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الأسبوع الماضي في تل أبيب، ومن ثم المباحثات التي أجراها ليبرمان الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي جيمس ماتيس، في واشنطن التي عاد منها مطلع هذا الأسبوع، ضمن محاولات إسرائيل إقناع الدول الغربية والولايات المتحدة باتخاذ خطوات فعلية ضد تمدد النفوذ الإيراني في سورية، وضد نشر قوات إيرانية هناك.

ولعل الرسالة الخفية التي وجهتها إسرائيل للنظام عبر حلفائه الروس وأطراف أخرى، تقضي باستعداد تل أبيب لاحتمال عودة سيطرة النظام في جنوب سورية بشرط التضحية بحزب الله وإخراجه منها وخفض مستوى النفوذ الإيراني، وهي رسالة لا يستبعد أن تكون إسرائيل نقلتها لروسيا أيضاً، خصوصاً أن موسكو، ووفق تفاهمات التنسيق العسكري بينها وبين تل أبيب، لم تعترض منذ أيلول 2015 على أي ضربة وجهتها إسرائيل لحزب الله وقوافله وكوادره في سورية.

وأخيراً، ما الذي يجعل إسرائيل وقد انتقلت في العام الأخير، على الأقل، إلى سياسة المجاهرة بنشاطها وغاراتها العسكرية في سورية، فيما يدعوها وزير الأمن السابق موشيه يعالون إلى العودة للعمليات السرية، تكشف علناً عن كل ما تعرفه عن "الحاج هاشم" وتحذره عبر وسائل الإعلام ومن خلال منشور بالعربية عممه المتحدث بلسان جيش الاحتلال بالعربية، أفيخاي أدرعي، وتحذيره بأنه تحت مراقبتها؟ وهل هذا التحذير ورقة من أوراق المساومة في تفاهمات أكبر تسعى إسرائيل للتوصل إليها مع روسيا ومع النظام نفسه؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة