أين المستأجرون القدامى؟

بدري الطويل

اعتصامات تلو الاعتصامات تدعو إليها لجان المستأجرين لحضهم على رفض قانون الإيجارات الجديد والدعوة الى تعديله من دون جدوى. المستاجرون القدامى لا يتجاوبون الا باعداد قليلة جدا حيث تصل في الذروة الى 150 شخصا وفي الحالات العادية الى 40 شخصا.

والسؤال الأساسي هنا: أين المستاجرون القدامى؟ هل تبخروا؟ يقول المسؤولون في اللجان ان 80 % من طريق الجديدة مثلا من المستأجرين، كذلك الاشرفيه والشياح وغيرها من المناطق. لكن الوجوم هي نفسها تتنقل في هذه المناطق ولا تمل علها تجمع من المستأجرين عددا قد يغير في المعادلة شيئا ولكن من دون نتيجة. حتى الاتحاد العمالي العام برئيسه المستأجر القديم سابقا لم ينفع في حضهم للنزول الى الشارع، ولا الاتحاد الوطني للنقابات ولا المجلس الارثوذكسي.

ربما قد تكونت لديهم قناعة بان الاحزاب والكتل النياببة مقتنعة بوجوب اعادة الملك الى اصحابه بعد سنوات من الاقامة ببدلات زهيدة، وبالتالي لا امل بتمديد اقامتهم في المباني وفق قانون انتهى، او قد يكون تفعيل الحساب قد طمأنهم الى تمديد 12 سنة من تاريخ نفاذ القانون في 28/12/2014 او ان معظمهم قد اشترى منازل او عاد الى قريته يسكن في رزقه، او يبقى عامل الكرامة الانسانية الذي يمنعهم من المطالبة بالسكن مجانا في ملك الآخرين.

تعددت الاسباب والنتيجة واحدة ان المستأجرين لا يتحركون ويعطون انطباعا بانهم راضون عن القانون الجديد بعكس لجانهم التي تعمل بجهد لاستنهاض النفوس من دون جدوى. فهل لا تزال التحركات مجدية بعد اقرار القانون والتعديلات عليه وسريان مهلة تنفيذه؟ وهل التحركات اصبحت سلبية وضد مصلحتهم طالما انها تجمع الوجوه نفسها وبأعداد لا تتخطى العشرات؟