المحلية

placeholder

نهلا ناصر الدين

ليبانون ديبايت
الجمعة 05 كانون الثاني 2018 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

نهلا ناصر الدين

ليبانون ديبايت

الوسط التجاري يودّع قيوده... وينفض الغبار

الوسط التجاري يودّع قيوده... وينفض الغبار

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

يبدو أن للعام 2018 "فالُ" خير على مدينة الحب والنار، فكانت البداية مع حفلٍ حاشد ذو وجهٍ أوروبي، أعاد الفرحة المسلوبة منذ سنوات لوسط العاصمة، وجمع من اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم 50 ألف مشارك غنوا ورقصوا على أنقاض قهر أربع سنوات مضت حتى الصباح.

وكانت الخطوة الثانية فتح الجيش اللبناني وشرطة مجلس النواب جميع مداخل محيط البرلمان في ساحة النجمة أمام المشاة، بناء لتوجيهات رئيس البرلمان نبيه بري، ليعود الوضع في الوسط التجاري كما كان عليه قبل الإجراءات الأمنية المشددة.

فلا عوائق حديدية أو إسمنتية بعد اليوم في وسط بيروت. زار "ليبانون ديبايت" محيط المجلس ليتأكد من هذه الخطوة. اختفت البلوكات بغطاءٍ سياسي بين ليلة وضحاها، وحدها آثار هذه البلوكات على الأرض لا زالت تشهد على سنوات من تقييد الوسط التجاري، جاورها على بعض الجدران كتاباتٌ تقول إن ثورةً مرت من هنا.

حركة الناس لا زالت خجولة في اليوم الأول بعد إزالة العوائق الأمنية، ربما لم يتأقلموا بعد مع فكرة إعادة هذه المنطقة إليهم. أما طيور ساحة النجمة فلا زالت تمارس عادتها المحببة تغط وتطير في ساحة المجلس، تماماً كأحلام صاحب ذلك المقهى الذي ملّ "كش الدبان" طوال الفترة السابقة.

رحّب صاحب المقهى بخطوة إعادة الحياة لوسط بيروت، واضعاً خسارة السنوات الماضية وراءه، متفائلاً بغدٍ أفضل، ولكن بنفس الوقت لم يتجاوز شعور "انقباض قلبه" خوفاً من إعادة تحويل الوسط لجزيرة أمنية وكوكب عسكري من جديد.

يشاركه الشعور نفسه جاره، ويؤكد أنه "بعد حالة الانكماش التي مضت لا تكفي خطوة إزالة العوائق وحدها لإعادة إحياء المنطقة، بل يجب رفدها بخطة اقتصادية وتنموية للنهوض بالوسط التجاري الذي أغلق فيه عدد كبير من المطاعم والمحلات أبوابها بسبب شبح الفراغ الذي خيم طوال 4 سنوات عليه".

وكذلك رامي (أحد المارة) رحب بالخطوة أيضاً، ورأى أنه الوقت المناسب للتعويض على هذه المنطقة التي حُرمت من روادها لفترة طويلة. على عكس ندى التي لم ترحّب كثيراً بالفكرة، ورأت أنها "لزوم ما لا يلزم". وعندما توجهنا لها بالسؤال لماذا؟ أوضحت: "بيروت لم تعد لأهلها، ما همّي إن فتح هذا المطعم أو ذاك المقهى أبوابه وأنا لا أستطيع أن أحتسي حتى فنجان قهوة فيه". وتضيف "بيروت للأغنياء فقط، أما الفقراء فالله لهم".

ولأهل الاقتصاد رأيهم بالخطوة أيضاً، يؤكد رئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد شقير لـ"ليبانون ديبايت" أن للخطوة أهمية بالغة وأهميتها تكمن في أن الرئيس بري ما كان ليأخذ مثل هذه الخطوة لو أنه لم يكن متأكد مئة في المئة من أن الوضع الأمني بات أفضل بكثير مما كان عليه. "إلا أنها يجب أن تُستتبع بخطوات أخرى مثل تخفيض القيمة التأجيرية في الوسط التجاري ما يحفز على الاستثمار".

وأشاد شقير بحفلة رأس السنة التي نظمتها بلدية بيروت بطلب من الرئيس الحريري، كاشفاً عن لجنة متخصصة سيكون هدفها دراسة مشاريع ووضع خطط لإحياء الوسط، يترأسها رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني وتضم رئيس غرفة الصناعة والتجارة، وعدد من الفاعلين يُعلن عنهم قريبا، وقد عقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها يوم أمس.

بدوره، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس رحّب "اشد الترحيب" بما أسماه "الخطوة التي طال انتظارها"، ورأى في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أنه حان الوقت لإعادة الحياة للوسط التجاري بعد تعثر وإفلاس عشرات المحلات والمطاعم، لا سيما وأن نجاح عملية الجرود حيّد لبنان عن كل التحديات الأمنية، ونجاح حفلة رأس السنة باعتراف الجميع حافز آخر لعودة الحياة لطبيعتها في هذه المنطقة التي تحولت لمدينة أشباح طوال المرحلة السابقة.

إذ كان ثلث مساحة الوسط عبارة عن مربع أمني، وانتقلت العدوى إلى كل الوسط، إذ إن التجارة والترفيه لا تتماشى مع التدابير العسكرية والأمنية، ورأى شماس أن المسؤولية كبيرة اليوم على الجميع للعمل قدر المستطاع من قبل جمعية تجار بيروت، غرفة الصناعة والتجارة، سوليدير وبلدية بيروت للنهوض بالوسط التجاري، وإعطاء الحوافز للمستثمرين ليعودوا للاستقرار في الوسط بشكل دائم. فـ"قلب العاصمة هو قلب لبنان، وكما كانت ارتداداته السلبية تطال كل لبنان، ستساهم ارتداداته الإيجابية بانتعاش الدورة الاقتصادية لعام 2018".

فُتحت منافذ الوسط التجاري لتُفتح معها أبواب التفاؤل بغدٍ اقتصادي أفضل، فهل ينجح المعنيون بنفخ الروح في مؤسساته بعدما أكل الدهر على صدأ قيودها وشرب نخب الإفلاس لسنوات؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة