"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
باتت خريطة كسروان ــ جبيل الانتخابيّة مزدحمة بالأسماء المُرشّحة للاستحقاق النيابيّ، إذ إن شهيّة رجالات الاعمال والسياسة مفتوحة لتولّي مقعد في الدائرة التي شملها الضمّ وفق النظام النسبيّ، وخوض معركة طاحنة تتبارز فيها اهمّ الشخصيّات والاحزاب.
وبين علنيّة الترشيحات وغموض بعضها، تبقى المهمّة الأصعب على صعيد تشكيل اللوائح وتثبيت بوصلة التحالفات التي من المُرجّح أن تأخذ وقتها قبل الكشف عنها لما تتطلبّه من دراسة مُعمّقة فرضها الحاصل الانتخابيّ والصوت التفضيليّ انطلاقاً من القانون الانتخابيّ الجديد.
في قراءة سريعة لوضع الدائرة سابقاً، والتي شملها "التسونامي العونيّ"، حظي "التغيير والاصلاح" على أربعة مقاعد نيابيّة في كسروان بعدما شغر المقعد المُخصّص للعماد ميشال عون عند انتخابه رئيساً للبلاد، والذي لا يزال على حاله منذ ذلك الوقت. في حين تمثّل "التكتّل" بثلاث نوّاب في جبيل، من بينهم النائب عبّاس هاشم عن المقعد الشيعي. أما اليوم، فقد أصبحت الدائرة تضمّ ثمانية مقاعد نيابيّة، خمسة منها مارونيّة عن قضاء كسروان، بالإضافة الى مقعدين مارونيَّيْن "جبيليَّيْن" وواحد شيعي عن القضاء. فهل ستبقى حصّة الأسد لـ"الوطنيّ الحرّ" في الانتخابات النيابيّة المُنتظرة أم أنّ اطاحة قانون "السّتين" ستُلحق بدورها خسائر في صفوف التيّار؟!
أوساط مطّلعة على الملفّ الانتخابيّ في الدائرة رجّحت "حصول تغيير كبير في المشهد السياسيّ الجبيليّ - الكسروانيّ، نظراً للدور الذي سيلعبه الصوت التفضيليّ والذي بيده فقط أن يصنع هذا التحوّل على اعتبار أنّ هذه الدائرة قد تُسجّل مُقارنة مع المعارك النيابيّة التي شهدتها سابقاً، أعلى نسبة اقتراع بين كلّ الدوائر الانتخابيّة، الأمر الذي ما سيجعل المُنافسة قويّة والنتائج غير محسومة حتّى اللحظة الاخيرة بفضل كثافة النّاخبين".
واعتبرت في الوقت نفسه أنّ "هذا الكلام لا يعني خسارة التيّار للحصّة الوازنة التي يتمتّع بها لكنّه سيلقى تهديداً جدّياً على بعض مقاعده ولا سيّما من القوّات اللبنانيّة، وكذلك على المقعد الشيعي الذي سيدخل لعبة المُقايضة الشّائعة بينه وبين حزب الله".
وأشارت الأوساط الى أنّ "هذه الدائرة التي تُعدّ فقيرة لناحية التنوّع الطائفيّ والمذهبيّ كغيرها من الدوائر، هي غنيّة في ما خصّ التمثيل، سواء الحزبيّ مع ضمّها القوّات والكتائب والتيّار الوطنيّ الحرّ، وحركة أمل وحزب اللّه، أم العائليّ مع وجود بيوتات كسروانيّة لها باع طويل في السياسة والانماء والخدمات".
وعند الدخول في لعبة المُرشّحين، تؤكّد الأوساط أنّ "اللائحة طويلة فكلّ القوى السياسيّة والاحزاب والشخصيّات تريد مقعداً في هذه الدائرة. الّا أن الاسماء الاكثر تداولاً تشمل على الصعيد العونيّ العميد المُتقاعد شامل روكز المُغوار الذي يُعدّ الرقم الأصعب نظراً للشعبيّة الكبيرة التي اكتسبها في تاريخه العسكريّ والتي توسّعت دائرتها مع ارتدائه بزّته المدنيّة نظراً لمواقفه الجريئة الوطنيّة أكثر منها الحزبيّة، وانتهاجه سياسة التقارب من الناس ومُخاطبتهم طالباً منهم دعم حملته الانتخابيّة في خطوة قلّ نظيرها تدلّ على أنّه أقفل جهازه بوجه أيّ تمويل مشبوه وفتحه للمواطنين راهناً نفسه لهم".
وأشارت الى أنّ "محاولات احراق روكز التي رافقت فترة تقاعده لا تزال مُستمرّة وقد تتكثّف فيها الجهود مع اقتراب موعد الاستحقاق، لكنّه يملك حظوظاً عالية ليكون ورقة التيّار الرابحة لعيد ويملأ مقعد عمّه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون".
ورأت الأوساط أنّ "دعم التيّار قد يشمل أيضاً النوّاب سيمون ابي رميا، وفريد الياس الخازن، ووليد خوري، والوزير السّابق زياد بارود، ورجل الاعمال طوني عطالله، والنائب السّابق منصور البون. بيد أنّ الامور لم تُحسم بعد وقد تتبلور الصورة أكثر في الايّام القليلة المقبلة، على اعتبار أنّ التيّار الوطنيّ الحرّ لا يريد الدخول في اي معركة خاسرة خصوصاً في هذه الدائرة التي تعني له الكثير. من هنا، ضرورة التأني في الاختيار واتّخاذ خطوات مدروسة ولا سيّما في ما خصّ امكانيّة ضمّ المُناضلين العونيّين".
قوّاتيّاً، يُعتبر رئيس بلديّة جبيل السّابق زياد حوّاط، بحسب الأوساط نفسها، "من أقوى اللّاعبين ولا سيّما أنّه يحوز اليوم على الدعم الحزبيّ القوّاتي بعد كسبه ذاك الشعبيّ، ليُصبح لديه ما يحتاجه أيّ مُرشّح للفوز في الانتخابات النيابيّة، من دون أن ننسى أنّه نال أعلى نسبة تصويت في تاريخ الانتخابات البلديّة في جبيل عام 2010. الأمر الذي سيُترجم حتماً في صناديق الاقتراع بعد أشهر قليلة. أما المُرشّح شوقي الدكاش، لمع اسمه في الوسط الاقتصادي وبعده السياسيّ، يسعى في أيّار المُقبل الى المُشاركة الفاعلة في العمل التشريعيّ الّا أنّ وضعه دقيق مقارنة مع زميله حوّاط".
أما رئيس المؤسسّة المارونيّة للانتشار نعمة افرام، تشير الأوساط الى أنّه "من الشخصيّات التي لا تزال الصورة غامضة بشأنها، علماً أنّه يتمتّع بحيثيّة واسعة، ويؤكّد في كلّ المُناسبات بأنّه معنيّ بالشأن العامّ سواء بمنصب وزاري أو نيابيّ او وطنيّ، وهمّه الاساسيّ يكمُن في تقديم الافضل على صعيد المنطقة والوطن".
واعتبرت الأوساط أنّ "حظوظ النّائب السّابق فارس سعيد ضئيلة جدّاً، على الرغم من حضوره اللافت في المنطقة لكن لعبة التحالفات قد تطيح به خصوصاً بعد الخطّ السياسيّ الذي قرّر انتهاجه، تماماً كحظوظ الكتائب الذي يُعتبر حضوره العدديّ ضعيفاً، بعكس حظوظ النائب السّابق فريد هيكل الخازن. وقد يحدث الأخير خرقاً على صعيد الاحزاب، ولا سيّما الثنائي المسيحيّ، نظراً للعلاقة القويّة التي تربطه برئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة، وانفتاحه على مختلف القوى السياسيّة باستثناء التيّار الوطني الحرّ الذي يشمله دائماً في هجومه على السلطة، مُستنداً كذلك الى بيته السياسيّ والتاريخي والى المُعارضة الكسروانيّة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News