ليبانون ديبايت - الكاتب والسياسي زياد الشويري
الدامور في البال، الآن وقد أنصفها التاريخ دون ان تنصفها الدولة، العام 1976 رقم في الروزنامة ودمٌ في البيوتِ والشوارع، 582 شهيداً من الأطفال والشيوخ والنساء العُزّل، هذا اذا صدقت الأرقام. ذنبهم أنهم مواطنون رفضوا ترك أرزاقهم وبيوتهم وحياتهم اليومية.
ما زالت المجزرة شاخصةً حيّةً تُرزق في عيون من عاشوا هذه الحقبة السوداء من تاريخ حروبنا العبثية.
15000 مواطن لبناني ثبتوا في إيمانهم المسيحي وفي عيشهم الواحد مع المسلمين، فدقوا أجراس كنائسهم حباً و رجاءً ولم يصدّقوا أن هذا الكمّ من الحقد الأعمى سيزورهم ذلك النهار، تلك الليلة، أو تلك الظلمة في حياتنا الوطنية.
في البحر أبحروا، في البساتين أوغلوا، لحقهم الرصاص وطاردتهم الفؤوس، السلاح الأبيض غُرز في لحومهم الغضة حتى الاستشهاد.
عُذبوا و أُضطهدوا، نُحروا وطوردوا حتى في هروبهم، سُبيت بيوتهم الهانئة وسط صور قليلة برسم الضمير والمحاسبة.
الدامور اليوم تكابر على الجرح، أبناؤها مصرون على الحياة والضوء والأمل والعمل والإنماء، لكنها كمن يصفق وحيداً في عتمة النسيان.
الدامور مدينة تستحق الحياة ... أعيدوا اليها نبض الحياة، لا لأنها مسيحية الهوى واسلامية التعايش، بل لأنها صُلبت على خشبة الحقد وتستحق مجد القيامة.
عسانا ننسى المأساة بفعل وطني جامع يضع الدامور في قمة أولويات الدولة من أجل الدولة ... من أجل الوطن ومن أجل لبنان.
هم الشهداء لا تطوى صفحة غيابهم القسري ولا يُوضبُ كتابُ موتهم في مكتبة الإهمال؛ الشهداء يُطرزون قماشة العلم ويرفعون الناصية ومن المجحف أن تتذكرهم الحكومات المتعاقدة بكلمةِ رثاءٍ بدل أن تفيهم حقهم بإنصاف أولادهم وأحفادهم عبر عودةٍ كريمةٍ تستهدف الشباب أولاً لأنهم نسغ المجتمع وركيزته الصلبة.
في الذكرى التي ما زالت ماثلة أمامنا نحن الداموريين، لا يجب أن نطلب من الدولة ألا تنسانا، أو من القيمين على العودة أن يعودوا الى كلمة سواء تُعيد إعمار الرجاء الداموري وتعمل على عودة مستدامة للجميع، بل نملك قدرة، لو وحّدنا قوانا، الى فرض واقع العودة ، واقع الإنماء والإزدهار وواقع عودة العيش الواحد الحقيقي الى الجبل.
أنادي أهلي في الدامور الحبيبة إلى كلمة سواء وإلى تحويل الأيادي المتنافرة والمتناحرة والمتناثرة إلى يدٍ متضامنة، متحالفة ومتألفة من أجل عزة الدامور وعزة أهلها وضمان تاريخها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News