المحلية

placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت
الخميس 25 كانون الثاني 2018 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

اتهام "التيّار" بالتطبيع... انذار جدّي بارتفاع أسهم فرنجية؟!

اتهام "التيّار" بالتطبيع... انذار جدّي بارتفاع أسهم فرنجية؟!

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

وكأنّ العلاقات بين جمهور الاحزاب السياسيّة في لبنان "واقفة دائماً على شوار" فيُمكن لأيّة دعسة ناقصة أو اختلاف في الرأي أن يُحوّل الغرام الى انتقام، والحبّ الى حقد وكراهيّة... وكأنّ المطلوب دائماً الاختيار بين الطلاق أو الزواج، واقصاء احتمال علاقة الصداقة الطبيعيّة. من شأن "فتّيشة" واحدة أن توقظ ألغام الحرب وتعيد الى الواجهة الاتهامات بالتخوين والعمالة والتطبيع. والسبب في ذلك يعود الى كون "الجماهير العريضة" لا "تنسى" الماضي عن قناعة بل تتناساه نزولاً عند رغبة زعيمها وحزبها السياسيّ. فبمُجرّد أن تختلف وجهة سير الاخير يعود التراشق من جديد، والنبش في قبور الماضي.

مساء الاثنين، وبسحرِ ساحرٍ و"مُقدّمة"، عادت العلاقة بين جمهوري التيّار الوطنيّ الحرّ وحزب الله الى ما قبل السّادس من شباط 2006، تاريخ توقيع ورقة التفاهم في كنيسة مار مخايل. وانتشر في اليومين الاخيرين بشكل كثيف هاشتاغ #تيّار_التطبيع كردّ صاعق على مُقدّمة قناة "أو تي في" التي اعتبرت فيها أنّ "صدارة المشهد المحلي كانت لثلاثيّة جرائم، من بينها جريمةٌ ثقافيّة في حق الحريّة، تعيد بشكل أو بآخر، تجسيد نظرية قمع الرأي الآخر، بذريعة مواجهة العدو، وهو منطق لم يُفض في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، إلا إلى هزيمة تلو هزيمة".

أوساط سياسيّة اعتبرت أنّ "افتتاحيّة أخبار "أو تي في" لم تكُن مُقدّمة للخلاف بل مُلخّص مُقتضب لمسار الخلافات التي تراكمت كثيراً في الفترة الاخيرة، واستكمالاً لمشهد التباينات حول ملفّات عدّة، ولعلّ الهجوم الالكتروني بين الجمهورَيْن، الذي وصل الى حدّ اتهام التيّار الوطني الحرّ بالتطبيع مع اسرائيل والعمالة، هو أكبر انذار لضرورة التدخّل لإيقاف مسلسل الاتهامات والتهديدات، الذي سيكون الملفّ الانتخابي أحد حلقاته".

ولفتت الأوساط الى أنّه "على الرغم من تأكيد الفريق العوني أنّ مُقدّمة القناة لا تحمل اي ابعاد سياسيّة، وأن لا خوف على العلاقة مع حزب اللّه. الّا أنّ مُراقبين يرون عكس ذلك، ويعتبرون ما حصل هو رسالة جديدة، تُعدّ بمثابة تتمّة لرسائل سابقة، بدأت في الاشهر الاخيرة مع مُقابلة وزير الخارجيّة جبران باسيل للميادين التي أثارت جدلاً كبيراً، وكلامه بحق اسرائيل وما طاوله من تحريف بحسب قول رئيس التيّار، لتُستكمل مع ملفّ مرسوم الأقدميّة وفيلم The Post ومُقدّمة أو تي في".

وأشارت الأوساط الى أنّ "اسرائيل قصفت خندق حزب الله والتيّار من دون ان تدري، ونجحت في دق إسفين بين الحليفين القويين، الامر الذي ظهر حكوميّاً مع دفاع باسيل عن وزير الاعلام ملحم الرياشي في جلسة مجلس الوزراء، تماماً كما فعل مرسوم الأقدميّة، الذي اختار فيه حزب الله أن يقف الى جانب الحليف الاصليّ أي حركة أمل".

ورأت الأوساط أنّ "حزب الله لا يُمكن ان يخرج من ثوب الثنائيّة الشيعيّة، بل على العكس هو في طور تشكيل حلف قويّ معه اساسه استراتيجيّ للفوز في الانتخابات النيابيّة، وأنّ أي حليف ثالث ورابع وخامس، سيكون برضى الطرفين". وهذا ما بدا واضحاً في كلام رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الذي قال حرفيّاً، امس، "من يريد ان يتكلم معي بشأن التحالف عليه ان يذهب اولا الى حزب الله، ومن يريد ان يتكلم مع الحزب بشأن التحالف عليه اولا ان يتكلم معي.. نحن اثنان بواحد".. واضعاً الوطنيّ الحرّ أمام الأمر الواقع، وقاطعاً عليه طريق التعديل نهائيّاً في تحد جديد. فهل سيذهب التيّار الى برّي في ظلّ الخلاف الكبير بينهما لضمان مقاعده النيابيّة؟ هذا هو السؤال الكبير!".

واعتبرت أنّ "كلام بري يطرح العديد من علامات الاستفهام، ويجب التوقّف كثيراً عنده، لأنّ من شأنه أن يعيد حسابات التيّار الانتخابيّة الى الصفر، لإعادة دراسة الخطوات من جديد". وأشارت الى أنّ "المُستفيد الاكبر لما حصل في اليومين الاخيرين هو رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة الذي عادت أسهمه لترتفع من جديد عند جمهور حزب الله وهو الذي يعدّ رفيق الدرب بالنسبة لهم حتّى في فترة الانتخابات الرئاسيّة، ولا سيّما في الملفين السوري والإسرائيلي. وقد ظهر ذلك في التغريدات الكثيرة التي أجمعت على وفاء سليمان لخط المقاومة، وخيانة التيار لهذا المسار".

وشددت الأوساط على أنّ "التيّار يلعب بالنار، وعليه ان يقرأ الرسائل التي تأتيه جيّداً ليُحدّد موقفه وطريقه خصوصاً ذاك الذي يقوده الى الانتخابات النيابيّة، وأن ينتبه الى خطواته التي قد تفقده كلّ شيء بلحظة، هو الذي اقترب كثيراً من خسارة حليفه القوّاتي، وعلى مسافة أقرب من فقدان تحالفه مع حزب الله".

بدورها، ردّت مصادر مُقرّبة من "التيّار وحزب اللّه" على كلّ هذه الحملات بالقول إنّ "علاقة الحزبين لا تزال قويّة، ومطلقي الهاشتاغ والتغريدات هم بغالبيتهم من مناصري حركة امل الذين يستغلون هذا التباين الحاصل لصبّ الزيت على النار، هم الذين عارضوا وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة والذين يعيشون صراعاً طويلاً دائماً مع التيّار، آخره على مرسوم الأقدميّة".

وأشارت الى أنّ "ما مرّ به الحزبان في مرحلة الانتخابات الرئاسيّة أصعب بكثير على صعيد الحملات ومحاولات الخرق والفصل بين هاتين القوّتين، ومع ذلك فشلت كل هذه الاساليب وبقي الفريقان متماسكان. وأصرّ حزب الله على السير بمرشح التيّار حتى النهاية رغم اختلافه مع حركة امل في هذا الشأن، وهذا ما سيفعله اليوم، إذ لن يتخلّى بسهولة عن حليفه، ورأس العهد الذي دافع بجرأة عن الحزب ودوره المُقاوم في المحافل الدوليّة والعربيّة".

وكشفت عن أنّ هناك "تعميماً رسميّاً من حزب الله لمناصريه بعدم المساس بالتيّار الوطني الحرّ حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنّ الموضوع برمّته جرى حرفه عن مساره لغايات في نفس يعقوب، وهذا لا يمنع وجود بعض المناصرين لحزب الله الذين لديهم آرائهم التي يعبّرون عنها والتي لا تمثّل بالضرورة رأي الحزب وهمّ قلّة قليلة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة