"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
حدث فني لبناني جديد يشكّل علامة فارقة بتاريخ السينما اللبنانية، فيلم "قضية رقم 23" الذي منذ ان تم اطلاقه أحدث ضجّة سلبية وايجابية لبنانية وعالمية، يُرشّح لجائزة الأوسكار بين أفضل خمسة أفلام أجنبية.
منذ إطلاق الفيلم، اتُّهم المخرج زياد دويري بالتطبيع في ما يخصّ فيلم سابق، والممثل عادل كرم بالعنصرية تبعاً لدوره، لكن لم يستطع أحد الوقوف بوجه النجاح الذي احدثه الفيلم منذ عرضه حتّى اليوم. الجدل الذي اثير حوله حثّ اللبنانيين أكثر لمشاهدته، وأخرج الفيلم إلى العالمية في سابقة من نوعها للسينما اللبنانية، على ما أظهرت الترشيحات التي أعلنتها منذ يومين الاكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها التي تمنح هذه الجوائز.
"قضية رقم 23" يشبهنا، لم يأت الفيلم من وهم وعدم، واستطاع المخرج الكاتب دويري بمشاركة كاتبة السيناريو جويل توما، والممثلين ان ينقلوا وجعاً عاشه اللبناني والفلسطيني أيام الحرب وتوجيه رسالة مهمّة في نهايته، لإنهاء كل جروح الماضي والتسامح والتعايش في ما بيننا.
يسلّط الفيلم الضوء على خلاف يقع بين طوني المسيحي المتطّرف (الممثل عادل كرم)، وياسر اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في احد مخيمات لبنان (الممثل كامل الباشا). يتحوّل الخلاف الذي نشأ بسبب انبوب مياه الى مواجهة كبيرة في المحكمة تتطور الى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب اللبنانية بلغة سينمائية مثيرة للجدل ورسالة واضحة اثّرت بكل من شاهدها، ازاء كان رأيهم ايجابياً او سلبياً من الفيلم، تمكّنت القصة والأحداث من تحريك مشاعرهم.
ثقة الممثّلين بالفيلم كانت كافية للإجابة عن معظم الأسئلة المطروحة، وسبب تنافس "قضية رقم 23" ضمن أفضل 5 أفلام عالمية، يؤكد الممثل عادل كرم في حديث لـ"ليبانون ديبايت" انه يشعر بفخر كبير ان يكون لبنان على رأس لائحة جوائز "أوسكار". ويقول "شغلة عظيمة لإلنا، وللسينما، وللبنان". ويلفت الى ان كل العوامل ساهمت بنجاح الفيلم، ووصوله الى العالمية والى أوسكار، واصفا اياه بالعمل المتكامل، من اخراج وتمثيل وحوار وحرفية بالعمل، حتّى القصّة ومدى تأثيرها بالناس، والتفاعل معها، وحبكتها كان لها دور اساسي.
يعتبر كرم ان الأصداء الايجابية كانت كثيرة حول الفيلم، أما السلبية منها، والتي اثارت جدلا واسعا، فلم تؤثر سلباً بل العكس شجعّت الناس ان يتوافدوا الى صالات السينما ويتقصّدوا مشاهدة "قضية رقم 23".
حول الجدلية الواسعة التي تلت الفيلم، والتي تمحورت بأكثريتها على أدائه الذي كان أكثر من حقيقي وأكثر من واقعي حتى جعل كل من شاهد الفيلم يأخذ طرفاً مع او ضد شخصيّة طوني ويحكم المشاهد بموقفه على طوني، يعتبر كرم ان تمثيله كان السبب الأساسي في تأثيره على المشاهدين. كونه أدّى الدور المعطى له بحرفية ومن كل قلبه، نافيا كل ما يقال عن ان نجاح كرم في الدور يعود الى انه في الاساس متعصّب، "أنا بالطبع لست كذلك، لا من قرب ولا من بعيد".
يعلّق كرم على كل الانتقادات التي طاولت الفيلم بالقول انها "احكام مسبقة على فيلم لم يشاهدوه، او لم يصبّوا تركيزهم عليه ليفهموه، وانا ادعو كل من لم يشاهد الفيلم حتّى الساعة ان يشاهده لأنه سيُعرض من جديد قريبا في صالات السينما، وحتّى من شاهده ولم يفهم، عليه ان يكرر تجربته لكن هذه المرّة بدقة، لأني متأكد انه سيغيّر رأيه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News