المحلية

روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت
الاثنين 29 كانون الثاني 2018 - 08:56 ليبانون ديبايت
روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت

الرئيس برّي وما يكفيهِ من دُروع

الرئيس برّي وما يكفيهِ من دُروع

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

في الضميرِ اللبناني كما في الوجدانِ الشيعي يحتلُّ الرئيس نبيه برّي موقعاً عاطفياً وسياسياً يوازي مواقِعَ كبارٍ من القادةِ المسيحيينَ الذينَ مَرُّوا في تاريخِ لبنان أمثال كميل نمر شمعون وسليمان بك فرنجيه رئيسا جمهوريَّةٍ عمّرتها الطوائفُ بعائلاتِها في بلَدِنا بِعَرَقِ العيشِ الواحدِ وتَعَبِ المؤامراتِ المستمرّةِ على وطنِنا الصغيرِ في مساحَتِهِ والفسيحِ في كرامَتِه.

الرئيس برّي فلذةٌ من هذه الكرامة والثقةُ التي أُعطِيَت له على قبّةِ البرلمان على مدى ربعِ قرنٍ تقريباً أشبَهُ بوشاحٍ أَكْبَر قلَّدَهُ إياهُ الشيعَةُ ومعَهُم طوائفُ التأسيس، هو الذي عبَرَ حروباً لا تُعَدُّ ولا تُحصى ليعبرَ منها الى لقبِ رجلِ الدولةٍ، فيما حطَّ بعضُ العابرين مِن حروبِهِم رحالَهُم على ألقاب أُمَراءِ الحَرب.

الرئيس برّي لا تنقُصُهُ الألقابُ وأَحَبُّ وَاحِدَةٍ على قلمي "صمّامُ الأمانِ". في لغةِ الطبِّ يمنعُ الصمّامُ تدفُّقَ الدَّمِ رجوعاً وفِي السلاحِ يمنعُ إنطلاقَ الرصاصةِ أو انفجارَ الرمّانَةِ أو القلوبِ المليانةِ...

منذُ ربعِ قرنٍ يلعبُ الرئيسُ برّي دورَ فوجِ إطفاءٍ قادرٍ على التدخّلِ الفوري على كامل مساحة السياسةِ الهشّةِ والمعرَّضَةِ دائماً لحرائقَ طبيعيةٍ ومفتعلة. بحوزة الرئيس برّي كلّ معدَّاتِ الإطفائيِّ المحنَّكِ الذي أَتْقَنَ مكافحةََ النارِ دُونَ أن يحترِقَ فيها، والتعرُّضُ لَهُ مِن أيِّ جهةٍ أتى يستفزُّ المسيحيينَ قبلَ غيرِهِم لأنَّهم يعرفونَ في قرارةِ ضميرِهِم القومي أَنَّهُ كانَ أشدَّ حِرصاً من بعضِ قادَتِهَم على وحدةِ لبنان وتوازناتِه وهويَّتِه وأكثَرَ غيرةً على كرامةِ المسيحيين السياسية من بعضِ الغَيارى الذينَ عرّضوها بالإرتِجالِ و" ضَبِّ" العصبِ الإنعزالي وبشعاراتٍ مشرقيَّةٍ فضفاضةٍ مثلُها مثلُ كلامٍ أغضَب السيدَ المسيح عليه اَلسَّلامُ حينَ قال:" إحذَروا خميرَ الفريسيين، الذي هو الرِّياء" وما أكثَر الفريسيين في زمنِ الرّياءِ الذي يَعتري وطَنَنا اليوم.

بالطبعِ لا يحتاجُ الرئيس برّي أحداً لِيَحميه بِدُروعٍ. لديهِ ما يكفيهِ منها، بعضُها مصنوعٌ من فولاذِ التجاهلِ وبعضها الآخَرُ مِن حريرِ المهادَنَةِ وفِي كلِّ أنواعِ الدُّروعِ التي حَمَتهُ كانَ درعُهُ الأكبَرُ من معدنِ العيشِ الواحِدِ.

يعزُّ علينا، نَحْنُ المسيحيينَ أن نسمَعَ لغةً لا تُشبِهُنا عند ذكرِ الرئيس برّي ونشعرُ بقدرٍ من الضِّعَةِ يمسُّنا في عمقِ كرامَتِنا كلّما هبطَ التخاطبُ والنعتُ الى الدّركِ الأسفَلِ.

إنَّ فائضَ القوّةِ الملتبِسَةِ عِنْدَ أيِّ طَرفٍ من الأطرافِ اللبنانيّةِ هو فائضٌ في مؤشِّرِ الفوضى التي سيدفعُ المسيحيونَ أثمانَها الأغلى من "طائفهِم" الى طوائفِهِم وأيُّ جناحٍ يتخلّى لسببٍ أو لآخَرَ عن التحليقِ بجسَدِ حمامَةِ سلام فيعتَنِقَ جسدَ طاووسٍ سيكونُ تحليقُهُ استعراضُ ألوانٍ وريشٍ وسيكونُ " مكانََكَ حَلِّق" قَدَرُهُ الوطني.

في التنزيلِ العزيزِ " إنَّ المُنافِقينَ في الدَّركِ الأسفلِ من النار" وفِي الإنجيلِ المقدَّسِ " إحذَروا خَميرَ الفريسيينَ، الذي هو الرياء" فأيُّ نِفاقٍ وأيُّ خَميرٍ ننتظرُ بعد؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة