"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
سرقة أو استنساخ فكرة مشروع باتت شائعة، في الفترة الأخيرة، في ظلّ شحّ الأفكار على الرغم من أنه عصر العولمة. ويلجأ البعض إلى تأسيس شركة شبيهة بأخرى، مع بعض الإضافات، لتمييزها عن تلك الأولى الأساسية، وتجنباً للملاحقة القانونية. لكن وصل الحال بآخرين إلى استنساخ فكرة مطعم كما هي، متجاهلين صاحبه، وضاربين بعرض الحائط القانون والرقابة، وهو ما حصل مع شربل عقيقي صاحب مطعم "خروف بيروت" الذي انتقل من شارع فرعون في مار مخايل ــ بيروت الى عمّان بسحر ساحر.
الحكاية بدأت حين قصد عدد من الأشخاص الأردنيين مطعم "خروف بيروت" بعدما توصّلوا اليه عبر تطبيق أونلاين، وأُعجبوا بفكرة المطعم وما يقدمه والديكور. وتحدّثوا مع صاحب المكان عن امكانية تنفيذ فكرة مماثلة في العاصمة الأردنية عمّان. كما قاموا بتصوير المطعم ومراقبة أدق التفاصيل واتفقوا على التواصل مع مالك المطعم شربل عقيقي لمتابعة المشروع، ليتفاجأ الأخير بعد بضعة أشهر بمطعم "خروف عمان"، الذي يحمل الاسم والفكرة و"اللوغو" نفسه لمطعمه، كما روى لـ"ليبانون ديبايت".
اشار عقيقي الى ان "اي تفصيل صغير لم يتم تغييره داخل المطعم الأردني، والظاهر انهم استندوا الى ما رأوه وصوّروه داخل المحل، وما اخذوه عن صفحاتنا عبر السوشيل ميديا الخاصة بمطعمنا. والمشكلة ليست بتطبيق الفكرة بحد ذاتها، فالخروف ليس حكرا على أحد، انها فكرة معروفة عالميا، لكن استنساخ المطعم، بالاسم والصورة وقائمة الطعام, واللون, والحملة الدعائية وحتى ما عُلّق لدينا على الحائط من زينة, وشكل الـbarbecue نفسه, غير مقبول".
أما عن الضرر الذي تسبب به استنساخ المطعم، قال عقيقي "شكل الأمر ضرراً كبيراً من ناحية طموحنا بالتوسّع الى انشاء فروع خارج لبنان، وكانت مخططاتنا تشمل الأردن، وإذا أردنا الآن تنفيذ الفكرة سنتحوّل نحن من الأصلي الى النسخة بعد ما قاموا به".
يمثّل شعار المطعم الانطباع الأول الذي يتلقاه قاصدو المكان، خصوصا انه يظهر في جميع الحملات الإعلانية، وهو ما يميّز شركة أو مطعم عن آخر، وهذا ما لم يمتثل له منفذو المطعم المُستنسخ. وأضاف عقيقي "التفاصيل نُقلت بحذافيرها، حتى الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي نفسها".
بالمقابل، رد "خروف بيروت" بطريقة طريفة على محاولة استنساخه، عبر حملة دعا من خلالها اللبنانيين المشاركة بالإقرار بأنه الأصلي، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وقارن بين الديكور وصور الخروف المشوي، وحتى "صلعة الشيف" الأصلية، وتلك المقلّدة في عمان. لكن الموضوع لم ينته هنا، فالقضية أخذت فعلا منحى قانونيا، إذ يجري البحث في تفاصيل أكثر عبر محام وكلّه عقيقي لملاحقة القضية.
وأكد عقيقي ان الهدف ليس أذية أحد، "نقدّر اعجابهم بفكرتنا وطريقة تنفيذنا لها، انما ليس بهذا الشكل والأسلوب"، رافضا الغوص بأمور اضافية تاركا الموضوع بيد وكيله القانوني.
وبحسب محام تواصل معه "ليبانون ديبايت"، رأى ان تسجيل الفكرة في لبنان لا يحمي صاحبها في الخارج، وهو غير كاف للامتناع عن الاستنساخ أو التقليد تماما كما حصل مع "خروف بيروت"، حتّى وان تسبب هذا الامر بالحاق ضرر لجهة معينة على حساب أخرى. وللأسف حتّى هذا النوع من السرقة أصبح بغاية السهولة, هل من يحاسب؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News