"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين
معركة شرسة ينتظرها أهالي بيروت الثانية في أيار المقبل. زمن المحادل الانتخابية ولّى، والنتائج المسبقة التعليب انتهت صلاحيتها. وعلى الرغم من اقتراب موعد استقبال الترشيحات لا زال الغموض يلف التحالفات واللوائح التي لم تكتمل، إذ أجبرت حماوة المواجهة كل طرف على انتظار الساعات الأخيرة ليحدد خياراته وفقاً لما تمليه عليه استراتيجيات خصومه.
تضم دائرة بيروت الثانية التي تغيّرت معالمها مع تغيير تقسيم الدوائر كلاً من رأس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط ، المزرعة، المصيطبة، المرفأ والباشورة. وتتوزّع المقاعد فيها إلى 11 مقعداً ( 6 سنة و2 شيعة ودرزي وأرثوذكسي وإنجيلي).
أما عدد الناخبين، يبلغ 347277، يتوزعون على الطوائف كالتالي (سنة: 215781 أي ما نسبته 62.14 %، شيعة: 71537 أي ما نسبته 20.6 %، أرثوذكس 17379 أي ما نسبته 5 %، موارنة 6452 أي ما نسبته 1.86 %، أرمن أرثوذكس 5744، روم كاثوليك 5663 ، دروز 5397 وإسرائيليين 4555). ويُتوقع أن يصل عدد المقترعين الى 180 ألف مقترع.
تكشف مصار متابعة لمسير الانتخابات في بيروت الثانية لـ"ليبانون ديبايت" عن تحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي. ومن أبرز الأسماء التي تضمها لائحة هذا التحالف رئيسا الحكومة الحالي سعد الحريري والسابق تمام سلام أو نجله صائب سلام، والوزير نهاد المشنوق، والنائب السابق فيصل الصايغ. ويُردد في الكواليس أسماء المرشحين عمر موصلّلي (قريب من الجمعيات الاسلامية)، وأسعد الصقال (رئيس نادي النجمة)، ورولا عجوز، وحسن درغام، وميشال فلاح وإدغار طرابلسي.
وأكدت مصادر المستقبل أن ما تم تداوله عن خوض الانتخابات بلوائح متعددة ليس بالأمر الوارد مطلقاً، وأن ماكينة تيار المستقبل في بيروت الثانية لم تشتغل بعد، وسط تذمّر المفاتيح الانتخابية من هذا التمهل كونه يصعّب المهام في ظل قانون انتخابي جديد.
في المقلب الآخر، تحالف حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الإجتماعي والتوحيد العربي. وعن مرشحي هذا التحالف تتجه "أمل" لترشيح محمد خواجة، وحزب الله لترشيح النائب السابق أمين شرّي، عن المقعدين الشيعيين، ويُردد عن توجه الثنائي الشيعي لترشيح الإعلامي سالم زهران عن المقعد السني. 
بينما تستبعد مصادر مقربة من الثنائي ترشيح الأخير وتؤكد أنها تستطيع الفوز بحاصلين انتخابيَين وكسور، ولذلك يحاولان البحث عن مرشّح سني لديه حضور كبير لتتمكن من الفوز بحاصلين ونصف ما يزيد من عدد من مقاعدها مقعداً إضافيا، وتفيد المعلومات أن هذا المرشح سيكون مقرب من الرئيس سليم الحص لما له من حضور في بيروت.
أما مرشح القومي السوري فهو فارس سعد عن المقعد الانجيلي، ولا زال البحث جاريا لتبني الوزير السابق وئام وهاب لأحد المرشحَين جهاد ذبيان ومنير شعبان عن المقعد الدرزي.
أما الأحباش، لم يحسموا خيارهم بعد، وهم إما على لائحة حزب الله كونهم أقرب تاريخياً إلى 8 آذار، وإما أن يذهبوا كما تردد مؤخراً على لائحة تيار المستقبل، وسيكون مرشحها عن المقعد السني عدنان طرابلسي. 
وبالنسبة للجماعة الإسلامية، تؤكد مصادر بيروتية أنها لن تكون على لائحة تيار المستقبل، كونها أقرب لدولة قطر، والحريري ليس بوارد اغضاب السعودية مجدداً، ويتم الحديث عن أنها ستخوض الانتخابات بلائحة غير مكتملة تضم مرشحين عن المقاعد السنية فقط وعلى رأسهم النائب عماد الحوت.
ويجري الحديث عن لائحة الوزير السابق أشرف ريفي والمدعومة منه، وتضم نبيل الحلبي ورنا شميطلي.
وتؤكد بدورها مصادر رئيس حزب الحوار الوطني لـ"ليبانون ديبايت" أن المعلومات المتداولة من تسريبات صحافية وغيرها عن تحالفات حزب الحوار وأسماء مرشحيه لا تمت للواقع بصلة، وأن اتجاه الحزب حتى الساعة نحو تشكيل لائحة مستقلة تضم بالإضافة إلى رئيس الحزب فؤاد مخزومي مجموعة من شخصيات بيروتية لها حضورها. وعن التأخر بإعلان توجهات حزب الحوار بالتفاصيل، تبرر المصادر ذلك، بأن من حقهم الطبيعي أن يستخدموا الوقت الكافي لنضوج حواراتهم قبل الإعلان عنها. وشددت المصادر على أن حزب الحوار يخوض المعركة الانتخابية ليس من منطلق الصراع مع الأحزاب والتيارات المختلفة المتواجدة في بيروت بل انطلاقاً من حق أهالي بيروت باختيار ممثليهم بأجواء ديمقراطية.
	 
أما لائحة المجتمع المدني والمستقلين، لا تزال الأمور بخصوصها ضبابية، ويؤكد رئيس الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان لـ"ليبانون ديبايت" أن المرابطين سيخوضون الانتخابات النيابية "كأمر واقع فرض عليهم" أما خيارات التحالف فلا زالت غير واضحة ويتم التداول مع القوى الوطنية المشابهة كحركة الشعب والحزب  الشيوعي. وكشف من أسماء المرشحين كل من يوسف الطبش، ومحمد قليلات عن المقعد السني، وربى بعلبكي عن المقعد الشيعي. علما أنه سيكون لحركة الشعب مرشحوها ابراهيم الحلبي عن المقعد السني، وعمر واكيم عن المقعد الارثوذكسي.
وبينما يعول جزء كبير من الشعب اللبناني على المجتمع المدني أن يحقق خرقاً في الانتخابات المقبلة وتحديداً في بيروت، تفتقد مصادر المجتمع المدني نفسه هذا التفاؤل في ظل ظروف التشرذم الذي تعاني منه المجموعات المدنية، وتؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن هناك تخوفاً من أن يخوض المجتمع المدني الانتخابات في بيروت الثانية بعدة لوائح، الأمر الذي يضعف حظوظه بخرق تحالفات السلطة والأحزاب التقليدية.
وفي المعلومات الخاصة، أن تحالف "وطني" الذي تردد أنه استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات والحملات المدنية تضربه الخلافات الداخلية بين مجموعاته، وحتى حملة "بدنا نحاسب" التي كانت جزء من مؤسسي هذا التحالف لم توقع عقد الانضمام للتحالف، لأسباب خلافية داخلية، علماً أن "مواطنون ومواطنات" وحركة الشعب والحزب الشيوعي خارج هذا التحالف أيضاً.
ويعاني المجتمع المدني من عدم وجود أسماء سنية بارزة بالمستوى المطلوب لمواجهة أسماء مثل الحريري والمشنوق وسلام، ومن المرشحين المدنيين عن المقعد السني لجانب ابراهيم الحلبي (حركة الشعب) هناك بشار قوتلي، وأمين قوتلي، ونبيل بدر (رئيس نادي الانصار) وخلود قاسم.
في المقابل، تبرز في المجتمع المدني تخمة في المرشحين عن المقعدَين الشيعيين الذين تشير التوقعات الانتخابية إلى أنهما سيكونان من نصيب الثنائي الشيعي. ومن الأسماء المدنية الشيعة نايلة جعجع، وداني موسى، وهاني مراد، وسلوى الأمين، وواصف الحركة، ونعمت بدر الدين.
ويبرز مدنيا عن المقعد الدرزي، اسم المرشحين غسان بو دياب، وهاني فياض، وسعيد الحلبي. ودلال الرحباني عن المقعد الانجيلي. وأشارت مصادر صحفية الى أنه تم التواصل مع كل من الاعلامي هشام حداد للترشح على أحد لوائح المجتمع المدني عن المقعد الارثوذكسي، والاعلامية منى أبو حمزة عن المقعد الدرزي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News