"ليبانون ديبايت" ــ ميشال قنبور
يسهل عنونة المشهد اللبناني منذ تسريب فيديو وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى حين تحويل الشرارة إلى الشارع، باسم "انتفاضة لكرامات الزعماء". انتفاضة أقفلت الطرقات أمام اللبنانيين الذين تسمّروا في سياراتهم ساعات، أرعبت السكان المحيطين بمراكز التيار الوطني الحرّ. إطارات ورصاصات الكرامة على حساب كرامة المواطنين الذين لا يستحق الانتفاضة من أجلهم. أما المشهد المضحك المبكي، محاصرة محطة تلفزيونية لمجرّد تأييد إحدى إعلامييها وصف الـ"بلطجي" عبر تويتر.
تنصّ الأعراف الطائفية على أن الزعماء هم أنصاف آلهة، ويتوجّب طاعتهم، وعندما تحين غيرة الدين يصدر أمر بهزّ استقرار البلد أمنياً وسياسياً. الموت على مداخل المستشفيات مسموح، سرقة جيوب اللبنانيين مُتاح، تناول مياه وطعام مسرطن عادي جداً، إلّا المس بكرامة الزعيم ممنوع!
هؤلاء المؤلَّهون هم ذاتهم الذين قادوا الحرب الأهلية التي راح ضحيتها شهداء، وجرحى ومخطوفين، ومشوهّين. هي الوجوه ذاتها التي نكّلت وقتلت الشعب، وها هو الأخير ينتفض اليوم على "البلطجة".
لم يقصد الشارع الأميركي رجل واحد على الرغم من العبارات المسيئة التي لا يتعب الرئيس دونالد ترامب من توجيهها إلى سياسيين داخل وخارج البلاد، ليس جبناً منهم، بل ينزلون من أجل حقوقهم، وهي الأهم، والردّ على تصريحات الرئيس تبقى ضمن الأطر القانونية، وأحياناً تتخطاها بالردّ المباشر والسخرية، وهي كافية أحياناً لتحجيمه وسحب إهاناته، والاعتذار عنها.
وعلى من يعمل في الحقل السياسي أن يتحمّل النقد، ولا يعتبر أنّ الحصانة درع يحتمي خلفه، وتُمكّنه من توجيه النقد لغيره من دون تقبُّل الآخر، والتاريخ اللبناني حافل بالشتامين السياسيين.
في المقابل، ليست بطولة توزيع ألقاب مسيئة لشخص ما، خصوصاً حين تصدر عن رجل يسعى إلى إدارة البلاد، فالمسؤولية تتطلّب الحذر والوعي لا العشوائية وزلات اللسان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News