"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
بدأ الحراك الانتخابيّ في بنت جبيل النبطية – حاصبيا – مرجعيون، يظهر الى العلن، إذ إنّ الدائرة التي تضمّ احدى عشرة مقعداً نيابيّاً تشهد حاليّاً زحمة مُرشّحين من مختلف الطوائف والمذاهب، وتنافساً بين الاحزاب السياسيّة ومع القوى المدنيّة الطامحة لتغيير الصورة وتجديد الحياة السياسيّة.
تتوزّع المقاعد النيابيّة في هذه الدائرة على الشيعة بثمانية مقاعد، فيما يحصل السنة والدروز والارثوذكس كلّ منهم على مقعد واحد. وعلى 450694 ناخب تقريباً أن يحسموا موقفهم ويساهموا في ايصال مُرشّحهم من خلال ترجمة آرائهم في صناديق الاقتراع.
أوساط مُطّلعة على الملفّ الانتخابيّ والواقع السياسيّ في الجنوب أشارت الى أنّ "الثنائي الشيعيّ كان ولا يزال اللاعب الأقوى في الدائرة، بنسبة عالية جدّاً على اعتبار انّ عدد النّاخبين الشيعة يفوق 360996 ناخب. مع العلم أن هذا الرقم لا يُمثّل بالضرورة حزب الله وحركة أمل فقط، اذ سيكون للمُعارضة الشيعيّة دوراً لافتاً في انتخابات 2018". وأضافت أنّ "لحزب القوّات اللبنانية والتيّار الوطنيّ الحرّ كما تيار المُستقبل وجودهم أيضاً مثلهم مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي والتقدمي الاشتراكيّ، والجماعة الاسلاميّة، مع حضور الديمقراطي اللبنانيّ والتيّار الاسعدي وغيرهم".
ولفتت الأوساط الى أنّ "لا تغيير سيحصل في اسماء المُرشّحين على لوائح الثنائي الشيعي، اذ سيُعاد ترشيح النوّاب الحاليّين كلّ بحسب مقعده المُعتمد، باستثناء إقدام "أمل" على استبدال النّائب الحاليّ عبد اللطيف الزين بالنائب هاني قبيسي ليكون مُرشّح الحركة في النبطيّة، الى جانب النائب الحاليّ ياسين جابر". وشددت على أنّ "حزب الله وحركة أمل سيدعمان ترشيح النّائب أنور الخليل للمقعد الدرزي في حاصبيّا بالتفاهم مع رئيس اللّقاء الديمقراطيّ النّائب وليد جنبلاط".
الأوساط التي استبعدت حصول خرق في هذه الدائرة لقوّة الثنائي الشيعيّ، رأت أنّ "من حسنات القانون الجديد أنّه يُصعّب مهمّة معرفة النتائج مُسبقاً ويترك المجال مفتوحاً أمام المُنافسة حتّى اللحظة الأخيرة. ومن شأن المُعارضة أو المُستقلّين والمجتمع المدني أو الحزب الشيوعي أن يحصلوا على الأصوات المطلوبة في حال اتّحدوا معاً، إذ إن مواجهة السّلطة يحتاج الى ائتلاف كبير قويّ ومُتماسك، من دون أن ننسى ما يُشكّله الجنوب من بيئة للمقاومة، الامر الذي يجعل حزب الله خصماً صعباً من شبه المستحيل الحاق خسارة به".
وتابعت الأوساط أنّ "عين القوى المسيحيّة سواء الحزبيّة والمُستقلّة على المقعد الارثوذكسي الذي يشغله النائب اسعد حردان، كذلك تتجه انظار تيّار المُستقبل على المقعد السنيّ الذي يتولّاه النائب قاسم هاشم"، مُعتبرةً أنّ "الخرق في هذين المقعدين مُمكن، انطلاقاً من الصوت التفضيليّ. وهنا بالذات ستكون المعركة الحقيقيّة التي قد تطاول المقاعد الشيعيّة خصوصاً إذا اجتمع كل من المستقبل والتيار الوطني الحرّ والقوّات اللبنانيّة وبعض الشخصيات الشيعيّة من خارج الثنائي الشيعي، وعدد من الشخصيات صاحبة الوجود والتمثيل الشعبي جنوباً".
وكشفت عن أنّ "من أبرز المُرشحين عن المقعد الارثوذكسي هو الناشط السياسي ونجل رئيس التيّار المُستقلّ فادي عصام أبو جمرة، الذي يعتمد أسلوباً جديداً في كيفيّة التعاطي مع الشّأن الانتخابيّ من برامج انتخابيّة وقابليّتها للتعديل والتطوير اخذاً بعين الاعتبار آراء النّاخبين الذين بيدهم وحدهم الصّوت التفضيلي الذي يسعى لكسبه كلّ المُرشّحين".
الأوساط أشارت الى أنّ "الاسماء لا تزال غامضة بالنسبة الى الاحزاب المسيحيّة التي لم تحسم خياراتها بعد، خصوصاً أنها ستخوض المعركة مع خصم من الصعب جدّاً إطاحته. من هنا التروّي والتمهل قبل اي إعلان رسميّ الذي اقترب موعده بكلّ الأحوال". وتلفت في المُقابل، الى أنّ "الحزب الشيوعي هو ايضاً من اللاعبين الأساسيين في هذه الدائرة، ما قد يدفع المُجتمع المدني وربما الكتائب الى التحالف معه بعدما سبق أن أعلن صراحةً بأنه لا ينوي الدخول في ايّ تحالف مع أحزاب السلطة، ومن الأسماء المُتداولة كمال حمدان، ووائل كامل الأسعد، والياس ابو رزق".
وعلى الصعيد المدنيّ، يبرز بحسب الأوساط إثم الناشط عماد بزّي الذي لعب دوراً كبيراً في تحرّكات المُجتمع المدني، وهو اليوم يطرح نفسه كمُرشّح تحت شعار "لأجل حقنا في دولة القانون"، ويعمل بجهد على تشكيل فريق عمل كامل مُتكامل للوصول الى أكبر عدد مُمكن من الناس والتواصل معهم".
وشددت الأوساط على أنّ "أيّ تفكّك وتشتّت لقوى المُعارضة او المُستقلة والخارجة من دائرة الثنائي الشيعي وحلفائه من شأنه أن يقضي على كلّ الحظوظ في احداث خرق مسيحيّ او سنيّ او شيعي أو درزي، ولن ينجح في ازاحة حردان عن عرشه الارثوذكسي الذي لم يفارقه منذ 25 عاماً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News