"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
يبدو نظام عدادات الوقوف او ما يُعرف بالـ"بارك ميتر" عادلا لما وفّره من معاناة للمواطن اللبناني في إيجاد أماكن لركن السيارات وتنظيمها، مقابل بدل مادي زهيد خلال ساعات محددة من النهار. واعتاد المواطن الى حدّ ما الالتزام بها وبتوقيتها, الّا ان ما حصل في جونية أثار ضجّة واسعة بين مرتادي المطاعم والمقاهي على طول خط الـ ATCL في جونية.
دوام العدّادات يبدأ بأغلب المناطق من الساعة التاسعة صباحا حتّى السادسة مساء باستثناء العاصمة بيروت، وهذا ما اعتاد عليه روّاد شارع الـ"ATCL" في جونية، المعروف بسلسلة المقاهي المصطفة هناك. لذا يقصد المواطنون الشارع ليلا، بعد السادسة، ويركنون سيّارتهم من دون دفع اي بدل "بارك ميتر"، باعتبار أنّ ماكينة العدّاد تصبح خارج الخدمة. لكن تفاجأ المواطنون الأسبوع الماضي بعد خروجهم من المقاهي بضبط من بلدية جونية، بمبلغ 10 آلاف ل.ل. كبدل وقوف اضافي على سيارتهم، أثناء ركنها في الشارع مُسجّلا بعد الساعة السادسة مساء، ما أثار استيائهم.
البلدية هي من تحدد مع ادارة السير بدلات الوقوف الإضافية والعلاوات عليها وتسعيرة الوقوف وضبطها وتحديد ساعاتها، فلماذا التغيير المفاجئ في تأخير انتهاء دوام العدادات من السادسة مساء حتّى الحادية عشر؟
في هذا الاطار شرح نائب رئيس بلدية جونية روجيه عضيمي لـ"ليبانون ديبايت" ان ما حصل محاولة من البلدية لوضع حد لمشاكل التعديات التي تقوم بها شركات الفاليه, باستملاك الأماكن العامة ومنع المواطنين من ركن سيّاراتهم, عبر وضع أشرطة وحواجز أمام المطاعم كأن المواقف حكرا لهم.
لكن المواطن دفع الثمن بهذه الحالة، يجيب عضيمي "اللّعبة ليست معنا كبلدية, نحن نطلب من شركة البارك ميتر باستمرار ايجاد حلول للسكان في المنطقة, وعدم تغريمهم اذا وضعوا أرقام هواتفهم وعناوين سكنهم, الى حين انشاء بطاقات للسكّان حتى لا يواجهون مشاكل من هذا النوع من جديد". لكن المشكلة لا تطاول السكان فقط, بل روّاد المقاهي والمطاعم كلّها في المنطقة.
أشار عضيمي "ما من أحد يقصد تلك الأماكن قبل الساعة التّاسعة سوى عدد قليل، اذاً تأخير الدوام الى الحادية عشر ليس جريمة، يمكن للمواطن دفع مبلغ أقصاه 3000 ل. ل، بدل دفع مبلغ للفاليه باركينغ أقلّه 5000 ل.ل. أنا شخصيّا أفضّل ركن سيّارتي بنفسي بدل اعطائها للفاليه, وتأخير الدوام يسمح بتوفّر عدد أكبر من المواقف الخالية".
تعمم التبليغ من قبل الشركة المسؤولة بأن الدوام تم تأخيره الى الحادية عشر مساء في جونية وتحديدا في الـ"ATCL" على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلم الجميع بالقرار, وأُلصق على اللافتات الموضوعة رقم 11 بدل رقم 6, من دون العمل على تغييرها بالكامل, لكن لا يمكن انكار ان القرار ساعد بتنظيم الوقوف على جوانب الطرقات ووضع نظاماً خاصاً لإدارة برامج الوقوف خصوصا في شارع مكتظ بالمطاعم والمقاهي, ومنع استغلال شركات الفاليه, بحسب عضيمي.
ورأى نائب رئيس البلدية ان "في هذا التغيير أهمية كبيرة, وسيُعمم في شوارع جونية بأكملها, "ونعمل على استثناء السكّان من دفع رسوم بدل الوقوف, وبذلك نكون منعنا سيطرة الشركات الخاصة على الأماكن والمواقف الخاصة, إذ يأخذون سيّارتكم ويركنوها في أماكن عامة ملكا للبلدية, وليس في أماكن خاصة ومحميّة".
على الرغم من تبرير البلدية, لم يقتنع المواطنون بتأخير الدوام، ورأوا في القرار ضررا كبيرا عليهم, وشكت احدى الفتيات التي نالت نصيبها من ضبط بدل وقوف اضافي لـ"ليبانون ديبايت" ما حصل معها, قائلة "بين ليلة وضحاها يتقرر تغيير دوام البارك ميتر من 6 PM الى 11 PM, وعشرات السيارات تزينت بأوراق الضبط. وصلت الى المقهى عند السابعة وركنت الى جانب الطريق على أساس ان الركنة مجانية لأن الوقت تجاوز السادسة. وعند خروجي صُدمت بالضبط الذي وجدته على سيارتي والذي نظّم عند الساعة 10:12 مساء, ولم أكن وحدي المتفاجئة، بل معظم قاصدي المقاهي تلك الليلة الذين ركنوا سيّاراتهم على أساس ان الركنة مجانية".
واتّهمت الفتاة المعنيين قائلة انه "عمل مشترك بين شركات الفاليه وشركة البارك ميتر والبلدية على ما يبدو, فهم المستفيدون الوحيدون على حساب المواطن. لا أدري من يحمينا, ومن يحصّل لنا حقوقنا, اذا كان حاميها حراميها. بيروت عاصمة، ولها تبريرها، ولكن لماذا يؤخر دوام بارك ميتر وسط جونية 5 ساعات اضافية بعد سنوات على اعتماد دوام واحد ومحدد؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News