"ليبانون ديبايت"
يستمرّ ضبط الحياة السياسية في لبنان على إيقاع أزمة مرسوم الأقدمية بنسختها الجديدة الأكثر اشتعالاً "بري – باسيل"، إذ لا زالت المواقف المستنكرة والاتصالات الشاجبة والزيارات المتضامنة تحجّ إلى عين التينة منذ أن كُسرَت الجرة بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل، حتى وسَمَت الأزمة كل الاجتماعات السياسية منها والدينية على حد سواء وفرضت نفسها على الصالونات، فما اجتمع رجلان يهتمان بالشأن العام إلا وكانت لعنة الشريط المسرّب وما نتج عنه ثالثهما.
وفي هذا الإطار، كانت الأزمة والبحث عن مخارجٍ لها وما آلت إليه الملفات الداخلية في لبنان، محور لقاء رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي بمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.
وعقد مخزومي والمفتي دريان اجتماعاً ثنائياً مغلقاً في دار الفتوى قبل ظهر اليوم، وبعد الاجتماع كان لرئيس حزب الحوار كلمة أكد فيها أمام حشدٍ من الصحافيين أن اللقاء الثنائي مع المفتي كان لدرس التطورات التي حصلت مؤخراً على الساحة اللبنانية، والتي تدل "على سوء إدارة لملفاتنا".
وقال مخزومي "نحن قريبون من الانتخابات، والبلد يستبيحه نوع من الاستنفار الطائفي والمذهبي لأن الاستحقاق الانتخابي وفق القانون الجديد سيعطي الأحجام الطبيعية لكل القوى السياسية".
وأكد أن "ما سمعناه من كلام مرفوض" وطالب بتهدئة الخطاب الشعبوي المنتشر، واحترام المقامات، لتمرير هذه المرحلة الصعبة. فـ"الشارع في حالة انفلات، ولسوء الحظ اليوم في لبنان لا يوجد شارع بل شوارع، وإذا تحرك شارع يكون هناك شارع مضادّ. وتوجد تحركات شعبية على الأرض سواء منضبطة من قياداتها أم لا، بكلا الحالتين لا تفيدنا. ونتمنى على المعنيين أن يقتدوا بكلام سماحة المفتي دريان الذي يدعو لوحدة البلد والسلم الأهلي، لأن أهم ما في هذه المرحلة هو أن نتوحد مع بعضنا البعض، إزاء التغيرات القادمة في المنطقة".
وتمنى مخزومي "كابن بيروت، أن تكون العاصمة بمنأى عن السلاح والتفلّت والمشاكل، وألا تكون مكسر عصى كلما نشأ خلاف بين الأقطاب السياسية، لأنها لا تستحق ذلك، ويكفيها ما دفعته من أثمان. ولا أعتقد أن القيادات ترضى أو تسمح بما يحصل، لا سيما وأن هذه القيادات تعدنا بروما 3 وباريس 4 وبلجيكا 2 ".
وتساءل: "كيف يمكننا الذهاب إلى دول العالم ونشجّع على الاستثمار، ونقول إننا بصدد تنفيذ مشاريع ونريد دعماً لها، وفي المقابل القرارات السياسية تُترجم بحرق الإطارات وبالتحامل على بعضنا البعض. فصورة لبنان لا تشجع أبداً على الاستثمارات ولا تحمي اللبنانيين من شبح البطالة".
ومن هنا، تمنى رئيس حزب الحوار على القيادات السياسية أن ترجع للحوار الفعلي الإيجابي والصريح، لا الحوار الشكلي والصوَري، و"لنضع النقاط على حروفها وننظف الساحة والقلوب، ونعطي لأنفسنا هدنة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لتمرير استحقاق مهم للبنان واللبنانيين هو الانتخابات النيابية".
ورداً على سؤال عما إذا كان هذا التصعيد السياسي غيمة وستزول، أجاب مخزومي "نتمنى ذلك لكني لا أرى حتى الآن تبني فعلي للتهدئة، بل هناك عملية تصعيد واضحة".
ورأى أن ما يحصل في البلد ليس مرتبطاً فقط بالعملية الانتخابية، لكن فعلياً التغيرات الإقليمية هي المؤثر الحقيقي وهي التي تترجم في الداخل اللبناني. فعلى سبيل المثال لا الحصر علاقات لبنان بالمملكة، تركيا، قطر وغيرها من الدول تنعكس على الداخل. من هنا، "نتمنى أن نترك الخارج يحل مشاكله ولنتطلع نحن إلى الداخل، إذ أننا وللمرة الأولى أمام فرصة حقيقية لإحداث اختراق بحدود 40 إلى 50 نائباً يعملون فعلياً لمصلحة البلد وليس وفق قياداتهم السياسية.
ولا يخفي مخزومي في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" مخاوفه من أن تتمدد أذرع الأزمة لتطاول الانتخابات النيابية، فـ"التخوف موجود، وكنا نسمع في الماضي عن محاولات لتأجيل الانتخابات، لأن هنالك جهات متضررة من قانون الانتخابات الجديد، وتعتبر أنها لن تحفظ موقعها وسيطرتها الكاملة داخلياً وإقليمياً.
لذلك هنالك محاولة لتأجيل الانتخابات. ونتمنى ألا تكون هذه الأزمة بداية الطريق". لكنه رجّح أن تتوافق الزعامات لأن لدينا جميعاً مصلحة في تمرير هذه المرحلة الصعبة، "لأنه في حال لم تحصل الانتخابات في موعدها بعد 9 سنوات من التأجيل سنصل إلى مرحلة يسحب فيها العالم يده من لبنان. فنحن اللبنانيون إذا لم توجد لدينا النية لبناء بلدنا، فإن العالم بأكمله لا يمكنه أن يفعل ذلك".
وعن أزمة بري – باسيل والأطراف المطالبة بأخذ المبادرة لحلها، يلفت مخزومي إلى أن هناك طرفان مطلوب منهما المبادرة من أجل إنهاء الأزمة، هما "فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، حامي الدستور وحامي البلد والمسؤول عن وحدته، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بما أنه رئيس السلطة التنفيذية وله دور كبير بقيادة مبادرةٍ لنصل إلى الحل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News