أقامت المنسقية العامة لشبكة الأمان والسلم الأهلي يوم الخميس 1/2/2018 ندوة تحت عنوان "تحرير الخطاب الديني وأولوياته".
بحضور نخبة من رجال الدين المسيحي والإسلامي وعدد من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين والمحامين ورجال الأعمال والقضاة والمفتين ورؤساء جمعيات وناشطين في المجتمع المدني والروحي وناشطين في مجال الحوار والسلم الأهلي.
وشكلت الندوة تظاهرة وطنية مهمة من خلال الحضور المتنوع الذي ضم كل الطوائف والديانات ومختلف القوى السياسية والحزبية ، كما شكلت هذه الندوة مناسبة لإطلاق صرخة جديدة باتجاه ضرورة العمل على تخطي كل الإشكالات الطائفية والمذهبية والمضي بخطاب جامع وموحد بعيداً عن التناقضات والخلافات , الأمر الذي أكدت عليه الكلمات التي ألقيت .. وفي مقدمها كلمة سماحة العلامة السيد علي فضل الله , وكلمة رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران عصام درويش , وكلمة إمام وخطيب مسجد الإمام الأوزاعي المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية في لبنان سماحة العلامة الشيخ هشام خليفة , وكلمة الأمين العام لملتقى الأديان والثقافات سماحة العلامة الشيخ حسين شحادة , وكلمة الختام مع المحامي عمر زين باسم المنسقية العامة لشبكة الأمان والسلم الأهلي .
وأدار الندوة وأشرف على برنامجها أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الذي نوه بدور المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله وإرثه في الحوار والتجديد مثنياً على دور العلامة السيد علي فضل الله في المحافظة على هذا الإرث واستمراريته من خلال إطلاقه للمؤسسات النوعية التي ما زالت تبعث الأمل في استمرار روح المحبة والسلام والحوار .
وأكد الشيخ أبو المنى أن الخطاب الديني كما الدين نفسه وسيلة وليس غاية بحد ذاته , وتقع على عاتقه مهمة مساعدة الإنسان للارتقاء نحو تحقيق إنسانيته بعيداً عن التطرف والتعصب والغُلو .
تخلل الندوة مداخلات: الوزير بشارة مرهج ، العلامة الشيخ زياد الصاحب , العلامة الشيخ أحمد الكردي , وعميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد الدكتور محمد أمين فرشوخ , ورئيس اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي الراهب الانطوني الأب الدكتور انطوان ضو , والدكتور توفيق بحمد والكاتب الدكتور بديع ابو جودة والدكتور فارس الغول، وعدد من التعقيبات للسيدات والسادة المشاركين .
وأكدت هذه المداخلات على ضرورة العمل على إنتاج خطاب ديني جامع وعابر للطوائف والمذاهب وأن تؤسس هذه الندوة لآلية عمل مشتركة تعمل على إيلاء موضوع الخطاب الديني الإهتمام اللازم ليراعي متطلبات المرحلة التي تقتضي المزيد من الحوار والحكمة والتعقل في مقاربة المسائل الخلافية المتعددة.
وكان قد استهل السيد علي فضل الله كلمته مشيرا إلى أن الخطاب الديني الذي شهدناه في الآونة الأخيرة، وحمل تشويهات غير مسبوقة، يستدعي توجيه النقد العميق إليه، حماية للدين.. ولإنسانيته وأخلاقياته.. بعد أن جرى العبث بجوهره، وتم إخراجه عن أهدافه، إلى الدرجة التي أُظهر فيها الدين كأنه مشكلة للحياة، وهو الذي بعث للارتقاء بالحياة، وليكون صمام أمن وأمان وطمأنينة للإنسان والشعوب، حتى تقوم بدورها في إعمار الأرض واستنهاض كل عناصر الخير والحب والسلام والحوار، وغير ذلك من القيم المرتكزة فطرياً في النفس البشرية، كثمرة للنّفحة الروحيّة الّتي وهبها الله للإنسان.
واستهل المطران درويش كلمته بضرورة الاستمرار بتوجيه المؤمنين والمؤمنات في دور العبادة لبناء مجتمع أفضل للإنسانية والعالم يسوده التفاهم والمحبة والسلام .
وقال المطران درويش أن الأديان جميعها يجب أن تتحالف من أجل وضع اسس أخلاقية وروحية مشتركة وهذا التحالف من شانه أن يساعد بالسعي إلى تحرير الانسان من رواسب الخطيئة .واعتبر أن الخطاب الديني يجب أن يصبو إلى تجدد روحي وأخلاقي بعيد عن العنف والكراهية وأن يكون خطابا معتدلا يقود إلى المصالحة بين التعددية الثقافية والدينية وإلى التكامل فيما بينها .
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News