المحلية

placeholder

كريستل خليل

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 06 شباط 2018 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

كريستل خليل

ليبانون ديبايت

هل يُدرج التحرش الجنسي ضمن "أسرار النجاح والشهرة"؟

هل يُدرج التحرش الجنسي ضمن "أسرار النجاح والشهرة"؟

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

تحوّل هاشتاغ "#MeToo" على مواقع التواصل الاجتماعي الى صرخة ضد التحرش الجنسي في العالم, بعدما انطلق نقاش حول الاعتداء الجنسي داخل قطاع صناعة السينما. واتهمت ممثلات بالولايات المتحدة منتج هوليود هارفي وينشتاين بالتحرش, ما دفع عدد كبير من ضحايا التحرش على مستوى العالم في مجالات أخرى بتداول الهاشتاغ. وبدأت القصص الشخصية تتدفق من النساء للكشف عن المضايقات والإساءات التي تعرضن لها في حياتهن. وشملت هذه الشخصيات المشاهير والمؤثرات في المجتمع فضلا عن فتيات من الرأي العام اللواتي يشعرن بالقدرة على التحدث.

هاشتاغ تمكن من فعل ما عجز عنه القانون، وأعاد فتح العديد من ملفات التحرّش حول العالم. أما في لبنان، اعتُمد هاشتاغ "#أنا_كمان" الذي أطلقته جمعية "كفى" للمشاركة بالحملة. وهدفت الحملة إلى تشكيل رأي عام فاعل للضغط في سبيل إقرار قانون تجريم التحرش الذي تقدم به وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان, وتشجيع النساء على التحدّث وكشف المتحرشين وفضحهم لمنعهم من تكرار فعلتهم. لكن ما كان لافتا ان قصص النساء العربيات لم تضم الى صفوفها أي من المشاهير أو الشخصيات العامة اللبنانية، رغم ارتفاع حالات مضايقات النساء في مجتمعنا.

كشفت الإعلامية رونا حلبي عن تعرّضها للتحرش في صغرها, وشاركت قصّتها, وربما كانت رونا الشخصية العامة الوحيدة التي تجرّأت على التحدّث والمشاركة بالحملة. لكن أين ضحايا المنتجين والمخرجين وأصحاب المؤسسات الاعلامية وأرباب العمل في لبنان؟ أليس من المفروض رفع الصرخة من قبلهم وفضح اسماء المتحرّشين مهما علا شأنهم, تماما كما حصل مع وينشتاين, تحفيزا لجميع النساء لوضع حد للتحرّش؟

رأت المنسّقة الإعلاميّة في جمعيّة "كفى" ديالا حيدر في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" ان الخوف من المجتمع لا يزال يسيطر على النساء, ويمنعهن من فضح أسماء وهويات المتحرشين حتّى وان تجرأوا التحدث عمّا تعرّضوا له من تحرش أو اعتداء جنسي. واعتبرت ان فكرة مشاركة شخصية عامة مشهورة تجربتها مع التحرّش, والقيام بالكشف عن هوية المتحرّش قادرة على التأثير في جميع النساء حتّى يتحلّون بالجرأة نفسها, بالمقابل تنخفض جرأة الرجل في الاقدام على التحرّش خوفا من الفضيحة.

في السياق نفسه, أكدت حيدر انه في الدول الأجنبية هناك امتيازات عند النساء تساعدهم على التحلي بالجرأة, لأنه بعدما كشفت الممثلات عن اسم المنتج المتحرّش, قامت السلطات باتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه, وتضامن معهن الملايين, على عكس ما قد يحصل اذا قامت احدى المشاهير اللبنانيات في فصح اسم ما, لأن الأحكام المسبقة ستطلق بحسب طريقة تفكير المجتمع.

ولفتت الى انه الى جانب خوف النساء من المجتمع وأحكامه, تخاف النساء من خسارة عملها ومراكزها, لأن ثقافتنا تحكم على المرأة وتتهمها وتبرئ الرجل, ولا يطاوله "العيب". لذا فضح أي تحرش ضمن نطاق العمل في لبنان "بينحسبلو ألف حساب".

المطلوب قانون يجرّم التحرش الجنسي في الأماكن العامة، والعمل, وتشديد العقوبة, خصوصا ان التحرّش في العمل بالإضافة الى كونه جرم, هو سوء استخدام للسلطة, وتصبح المرأة في موقع الضعيف غير قادرة على التعامل مع الموضوع خوفا من خسارة الوظيفة, وحاجتنا الى القانون ماسّة وضرورية, بحسب ما أشارت حيدر.

وأوضحت ان النساء لا تحتجن الى تحفيز للتحدث عن تجاربهن مع التحرّش, انما تشجيع لفضح المتحرّش من دون ضوابط, أو خوف, وعلى ثقة أنه هو من سيحاسب, وليس هنّ، وهم من سيلامون. بالتالي هو الذي يخاف ويتعلّم كيف يحترم النساء ويتعامل معهن خوفا من الفضيحة. "ولاحظنا من الحملة التي أطلقناها ان النساء تحدّثن بكل حرّية وجرأة, لكن لم يتم ذكر أي اسم من اسماء المتحرّشين".

يعيد هذا الموضوع بنا الذاكرة الى خلاف وقع بين ممثلات لبنانيات منذ حوالي السبع سنوات, تراشقت فيه الاتهامات بالتنازلات الجنسية لذلك المخرج والمنتج او ذاك, ليبقى السؤال حول ما اذا كانت فعلا الجرأة هي ما تنقص المشاهير والوجوه العامة اللبنانية لعدم اقدامهن على فضح المتحرّشين, والمشاركة بالحملة, او خلو تلك المجالات من هذا الجو تماما، او يبقى التحرش ضمن "أسرار النجاح والشهرة"؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة