المحلية

placeholder

كريستل خليل

ليبانون ديبايت
الأحد 11 آذار 2018 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

كريستل خليل

ليبانون ديبايت

عندما تتحوّل البرامج الترفيهية إلى شخصية انتقاميّة

عندما تتحوّل البرامج الترفيهية إلى شخصية انتقاميّة

عندما تتحوّل البرامج الترفيهية إلى شخصية انتقاميّة

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

في حرب المحطات التلفزيونيّة المحلية اللبنانية, يبقى المشاهد ضحية غسل الدماغ لتطبع كل قناة سياستها في ذهنه. برامج متشابهة بالمضمون والمادة المطروحة, وحتى الديكور والمواضيع المتناولة نفسها, انما يختلف مقدم المحتوى, والسياسة المتبعة في الحرب من برنامج الى آخر, مع اختلاف القناة. احترام حرّية الاعلام والحريات العامة ضروري, ولكن ذلك لا يخوّل البعض التمادي في ممارسة الحرية غير المسؤولة تصل الى حد ادخال المشاهد في دوامة حرب وردود لا تنتهي!

من محطة الى أخرى, أصبح عمل البرامج انتقاد البرامج الأخرى التي تُعرض على المحطات الباقية, وتشمل حملة السخرية اللاذعة الاعلاميين, والممثلين, والبرامج وحتى أصحاب المحطات نفسهم. تقسم معارك القنوات المحلية بين الرايتينغ, والدفاع عن النجاح واثبات الوجود, والهدف استقطاب عدد أكبر من المشاهدين الذي يتحوّل مع الاستمرارية الى جمهور مشجع لذلك أو ذاك.

مستويات عالية من الأخذ والرد تحصل, تتخّذ فيها كل قناة هوائها منبرا للهجوم والانتقاد والسخرية على الاخرى غالبا ما يتم ذلك عبر برامجهما الانتقادية الساخرة, اذ يتمحور التنافس حول من يقدم مادة أدسم وألذ من النقد غير البناء وتوجيه السهام الى المحطات المواجهة واحيانا الى الجمهور الذي يتابع تلك المحطة أو برامجها. ناهيك عن "الحرتقة" التي تحصل خلال نشرات الأخبار, أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تتحول تلك المعارك أحيانا الى مشاكل شخصية بين زميلين من محطتين منافستين, ليأخذ كل منهما منبره في المحطة لتصويب السهام على الآخر. الأمر الذي بات يصيب المشاهد بالملل, الّا اولئك الذين يستمتعون بهذا المستوى من المناوشات. أما في معظم الأحيان تكون الحسابات التي تغوص بها برامج المحطة نابعة من قرار رسمي اتخذته بهدف التقليل من قيمة الأخرى والانقضاض على التركيبة السياسية المتبعة من قبلها.

حتى الأديان لم تسلم من البرامج التلفزيونية, ولم تلتزم البرامج بضرورة احترام الدين، وتعمّدت استعمال تعابير دينية على الشاشة ​تمس بالمقدسات. أما المشاهد الضحية يقع في فخ البرامج مهما بلغت تفاهة المضمون, ومهما باتت الرسائل والمواجهة الاعلامية فارغة ومبتذلة, لأن البرامج المتشابهة تعرض في المواعيد نفسها, وتلزم المشاهد الذي يحتاج الى الترفيه عن نفسه هروبا من الأوضاع والسياسة.

تحت شعار الحرية الاعلامية, سقطت آليات الرقابة والمحاسبة من قبل المعنيين, والجمهور, وأسقطت معها المهنية الاعلامية, لتنطبع سياسة المحطة في كل مقدم برامج أو اعلامي وتصبح هي المادة المعتمدة بدل تلك المهنية الاعلامية التي تحمل رسالة ذات قيمة للمشاهد حتى وان كانت ترفيهية. وبدل ان تعمل كل جهة على تحسين نوعية برنامجها اعتمدت رفع مستوى السخرية والمهاجمة, للأسف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة