"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
يستوقف البعض مشهد استثنائي في مناطق المتن الشمالي، إذ كيفما توجه المواطن في شوارعه الرئيسية يجد نفسه أمام شرطية سير تطلب منه التوقّف احتراماً لمرور غيره. تعوّد اللبناني على مواجهة الرجال في هذه المواقف، وأحياناً يعاندهم ويخالف المرور غير مبالٍ لهذا القرار القانوني، في حين يتساءل مشاة وسائقون عن ماهية ردود الفعل إن أوقفتهم شرطية، وهل هي فعلاً قادرة على السيطرة أمام فوضى السيارات وفورة غضب السائقين، أضف إلى العوامل الطبيعية؟
وفي مشهد يجمع الأنوثة والقوة، يبلغ عدد شرطيات السير في بلدية الزلقا 3 نساء، لغاية اليوم، وهم موظفات بالاستعانة يتجدد عقد عملهن كل 6 أشهر. يتمتعن بالخبرة والمهارة، يضعن امامهن هدف الوصول الى بيئة مرورية آمنة، غير آبهات للساعات الطويلة التي يقضينها تحت أشعة الشمس الحارقة تارة وبرودة الجو والأمطار تارة أخرى، لخدمة المواطنين وتنظيم حركة السير على الرغم من المشاكل والمعوقات الكبيرة التي تواجه عملهن.
قاطع "ليبانون ديبايت" احدى الشرطيات الثلاث زلفا الهاشم عن عملها بينما كانت تلوح بيديها لتسهيل حركة مرور السيارات والمواطنين في المنطقة، سائلا اياها عن سبب اندفاعها لهذا العمل الذي يتطلب مجهوداً اضافياً يتذمّر الرجال من مدى صعوبته. تقول زلفا "نحن نطالب بالمساواة، أليس هذا العمل واحد منها؟ ما الفرق بيني وبين الرجل؟ قدراتي تساوي قدراته".
وأشارت الهاشم الى ان اختيارها لهذا العمل جاء بملء ارادتها، نظرا لشغفها بالدخول الى السلك العسكري الذي لم يتحقق. وتوضح "كنت احلم كون بالجيش وما صرلي فرصة". ورأت انها تستطيع تحمل مسؤوليات ومهام بغض النظر عن مدى صعوبتها، وخشونتها. وعما إذا كانت النساء تتمكن من السيطرة على الشوارع وحركة السير والمواطنين، أجابت "مع الوقت تكتسب الخبرة في السيطرة على كل مهمة ضمن خصائصها، وهذا الامر ينطبق على الرجال والنساء سواء في وظيفتنا".
أما عن المشاكل التي تتعرّض لها أثناء تأديتها لمهامها، أوضحت الهاشم أنه في كل عمل تتعرض النساء كما الرجال لمضايقات وهذا الشيء طبيعي، وعلينا تحمّله كموظفين. وشددت على ان "الشغل مش عيب". وشكت من اشتداد صعوبة الأمر في ظل الطقس الحار، اذ ان الوقوف 6 ساعات متواصلة في "طقة الضهر" ليس بالسهل، ولكن هذا لا يردعنا عن الاستمرار.
شهادة الهاشم كانت كفيلة بإظهار اصرار المرأة اللبنانية على ابراز نقاط وقوتها وقدرتها على كل شيء. لكن من ناحية أخرى، وصف أحد أهالي المنطقة مشهد شرطيات السير اثناء عملهن بـ"الظلم"، معتبرا ان الحاجة التي دفعت بهن الى تحمّل حرارة الشمس والوقوف 6 ساعات متواصلة في عمل فوضوي بهذه الصعوبة مجحفة بحق نساء لبنانيات، وخصوصا ان لم يكن هناك تعويضات عمل تستحق هذا العناء في المقابل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News