"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه وتحقيق التواصل بين الأفراد، بل تحولت إلى ساحة خلفية لممارسة نوع جديد من الحروب. وفي ظل الأجواء التنافسية الساخنة التي يمر فيها لبنان عشية الانتخابات، والحروب بين السياسيين والأحزاب والمرشحين واللوائح، اتخّذ رواد المواقع هاشتاغات تويتر منبرا لهم للمشاركة بأشد أنواع الحروب وهي المعارك الافتراضية التي لا أحد يتمكن لا من ضبطها ولا من وضع حد لها.
يستشيط الجيش الالكتروني التابع لكل حزب أو شخصية سياسية غضبا تحت عنوان هاشتاغ معين يستهدف عبره خصومه في السياسة أو حملاتهم الانتخابية في هذه الفترة تحديدا، ليحرّك كل خطاب سياسي نعرة طائفية أو سياسية أو حزبية أو وطنية في نفوس الناشطين وتنطلق الحروب. توترت العلاقات بين الناخبين، وبدت واضحة هشاشة الروابط التي تجمع الأحزاب والشخصيات البارزة ببعضها البعض.
ومن الهاشتاغات التي احتلت المراتب الأولى في الترند عبر تويتر: "#صار_بدا_شو" الذي طرح اشكالية حول حملة حزب القوات اللبنانية الذي اعتمد شعار "صار بدا" للانطلاق بحملته الانتخابية "صار بدا شراكة مش محاصصة، نزاهة مش فساد، دولة مش مزرعة، استثمارات مش صفقات، دولة مش دويلة، وغيرها". لم يكن لهاشتاغ "#صار_بدا_شو" منحى سلبي عبر تويتر, لأنه برز آراء مناصري القوات, كما الرأي المعارض, ليسأل البعض وزراء ونواب القوات, وينوّه البعض الآخر بإنجازات الحزب.
الأمر نفسه ينطبق على الهاشتاغات الأخرى التي اندرجت ضمن الترند خلال الفترة الأخيرة بعد اعلان المرشحين وتسميتهم ضمن اللوائح في الدوائر، والقاء خطابات استفزازية وتصريحات قوية استدعت ردود فعل فوضوية ايجابية منها وسلبية. انطلق هاشتاغ "#نحنا_مواطنين_مش_اوباش" ردّا على وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق معارضين بالـ"أوباش". وهاشتاغ "#طرابلس_ما_بتنسى" الذي جاء تعقيبا على خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري، إذ نال استعطاف المناصرين وغضب المعارضين.
في هذا الاطار، أشار الاعلامي والخبير في مجال التواصل الاجتماعي أمين أبو يحيى لـ"ليبانون ديبايت" الى انها المرة الأولى التي يخوض فيها لبنان الانتخابات النيابية في ظل وجود مواقع التواصل. وهذه الظاهرة على الرغم من أنها كانت في العام 2009، لكنها اليوم أحدثت فرقا هائلا لأن كل مرشح أو حزب أصبح باستطاعته نشر حملاته الانتخابية في كل مكان عبر هذه المواقع وانشاء صفحات والحصول على آلاف المتابعين بثوان.
أما عن امكانية ضبط هذه المواقع لما تشهده من حروب افتراضية وقدح وذم وحملات انتخابية ممنهجة, شدد أبو يحيى على استحالة ضبطها أو السيطرة على ما يُنشر عبرها، لأن قانون الانتخاب لم يلحظ موضوع التواصل الاجتماعي, ولا وجود في لبنان لأي ضوابط بهذا المجال. وانتقد مستوى التخاطب السياسي الذي يحفز نشأة الحروب، ان كان بين المرشحين أو بين المناصرين، كل مواطن يدافع عن فريقه السياسي مشوّهاً صورة الفريق الآخر.
واعتبر ان لدى هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية مهمّة مستحيلة في امكانية الرقابة على تويتر, لأن فريقاً مؤلفاً من 70 شخصاً لا يمكنه مراقبة ملايين الناشطين, والهاشتاغات والحملات الالكترونية. هذه المهمة تتطلب أقله فريقاً من 2000 شخصا. ورأى أبو يحيى ان الحل الوحيد لمحاولة التخفيف من وطأة خلافات الأحزاب ومن الاحتقان السياسي والطائفي والمناطقي قبيل الانتخابات هو اعتماد خطابات سياسية هادئة لا تهدف الى اثارة النعرات، وهذا الأمر هو أكثر استحالة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News