"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
اسبوع الآلام من أقدس ايام السنة وأكثرها روحانية لدى الديانة المسيحية، وهو أسبوع يعجّ بالذكريات المقدسة من أربعاء أيوب، وخميس الأسرار، وجمعة العظيمة حتى سبت النور وأحد القيامة.
وتزامنا مع بدء هذا الزمن المبارك، فاجأت المحطات المحلية اللبنانية مشاهديها لعدم ايلاء قدسيّة هذا العيد أهمية عبر تخصيص برامج أو فقرات دينية له. وفي الوقت الذي يجب ان تكون المحطات على استعداد تام لعرض حزمة متنوعة من البرامج الدينية والاجتماعية لتنقل للمشاهدين إلى الأجواء والمشاعر الروحانية، سيطرت تلك الانتخابات النيابية على هواء المحطات، تحضيرا للاستحقاق المقبل.
كسرت بعض المحطات الجو السياسي لكن بقي غيرها غير معني بهذا الأسبوع المقدّس، ولا حتى من خلال فقرة قصيرة تمر خلال النهار. مرشحون "بالجملة والمفرّق" تصدّروا الشاشات في برامج حوارية، وخطابات سياسية، وما تبعه من اعلان لوائح وانسحابات ومناقشة أمور انتخابية سياسية حزبية بحت.
في هذا الإطار، قال الخبير في مجال التلفزيون أنطوان كاسبيان في حديث لـ"ليبانون ديبايت" إن "اللوم لا يقع على القائمين على المحطات المحلية على الرغم من ان اقتراب موعد الانتخابات والاطلالات التي تخدم المصالح الانتخابية برزت هذه المشكلة، الّا ان هذه الأزمة عمرها سنوات، وعانينا منها الكثير.
وأوضح كاسبيان انه بحكم عمله كمدير برامج في عدة محطات محلية وعربية لطالما واجه صعوبات في مثل هذه المناسبات الدينية، نظرا لغياب البرامج الدينية التي يمكن شراءها لعرضها عبر الشاشات. وهذا النوع من البرامج تفتقده المحطات التي تتوق الى مادة جيّدة منه تعرضها خلال فترة الأعياد، بسبب عدم اقدام صانعي البرامج والمستثمرين والمنتجين على اصدار هذا النوع من البرامج.
وشدد معدّ البرامج على مدى دقّة صنع هذه البرامج، والأمور التي يجب التركيز عليها أثناء تقديمها. وأشار الى ان المشاهد اللبناني لم يعد متلقي جيّد لمثل هذه البرامج، وتجد القليل من المشاهدين الذين يفضلون المحتوى الديني على السياسي يختارون المحطات الدينية ولا يشاهدون في منازلهم سوى تلك المحطات دون سواها.
أسف "داروس" على هذا الوضع، وتمنى على صانعي البرامج والمنتجين ايلاء أهمية أكبر للمحتوى الديني الروحاني الذي يتناسب مع كل عيد أو ذكرى. واعتبر ان "نسبة المشاهدين ترتفع على هذا المحتوى إذا عوّدنا المتلقّي على هذا النوع من البرامج، تماما كما استطعنا أن نعوده على المحتويات السخيفة والبرامج والأغاني التافهة".
كل عام تعاني المحطات الأزمة نفسها في رحلة بحث عن برامج دينية تعرض في مناسبات مثل أسبوع الآلام، استدرك البعض المشكلة محاولا انتاج برامج ولو قصيرة تُبث خلال هذه الفترة، بينما استغّلت محطات أخرى المكاسب المادية الانتخابية لإتاحة الهواء أمام المرشحين وأحاديثهم السياسية الدعائية التي لا تنتهي خصوصا ان الاستحقاق بات خلف الأبواب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News