"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
على مسافة أيام من الإنتخابات النيابية، يبدو أن دائرة الشوف ـ عاليه، متّجهة نحو معركة غير مسبوقة، لا سيما في ضوء الإشتباك السياسي بين المختارة وخلدة على خلفية الإستحقاق الإنتخابي، ومحاولة كل طرف العمل على شدّ عصب وتجييش شارعه بكل السلحة الإنتخابية المتاحة.
وبالتالي، فإن الكتاب المفتوح من وزير المهجرين طلال إرسلان إلى رئيس النائب وليد جنبلاط، والذي يُعتبر الأول من نوعه في سياق العلاقة السياسية بينهما، أعاد الأمور إلى المربّع الأول بين الزعيمين الدرزيين، في ظل معلومات عن تصعيد ومساجلات بلغت ذروتها على مواقع التواصل الإجتماعي من قبل محازبي ومناصري الحزب التقدمي الإشتراكي و"الديمقراطي اللبناني"، ناهيك عن التوتّرات التي حصلت لدى إعلان اللائحة الإرسلانية في عاليه، وتحديداً عملية إطلاق النار التي جرت في المدينة، ما أدّى إلى قطع بعض الطرق وتدخل الأجهزة الأمنية لإعادة فتحها، وذلك في ظل بيانات وبيانات مضادة من قبل الإرسلانيين والجنبلاطيين على خلفية ما حصل في مدينة عاليه.
أما ماذا عن تأثير هذه العلاقة المتوتّرة، والتي خرجت إلى العلن ومن الصعوبة بمكان إصلاحها في هذه المرحلة، فإن مصادر سياسية، تشير إلى أن النائب جنبلاط، والذي بدا مستاء من تصرفات الوزير إرسلان، رفض الإنجرار إلى أية سجالات تسيء إلى البيت الدرزي وتعزّز حالة الإحتقان السائدة منذ بدء الإستعدادات للإنتخابات النيابية، واكتفى ببعض العبارات على تويتر تتضمن السخرية على طريقته.
ومن شأن هذا الواقع أن يرخي تداعيات على مسار الإستحقاق في الجبل، اذ أن النائب جنبلاط سيكون واضحاً وحاسماً في كيفية توزيع الصوت التفضيلي على لائحته في الشوف، إن على مستوى النسبة الأكبر لنجله، ولما لذلك من دلالات الزعامة الجنبلاطية وتماسكها، إضافة إلى الوزير مروان حماده، والذي أصرّ عليه جنبلاط لأن يكون إلى جانب نجله تيمور.
أما بالنسبة إلى المرشّح عن المقعد الكاثوليكي النائب نعمة طعمه، والذي يعتبر أحد أبرز رموز الخدمات في الجبل والشوف، فقد سبق له وأن كان إلى جانب "أبو تيمور" عندما صوّت معه للرئيس نجيب ميقاتي، رغم دقة الموقف وحراجته يومها في سياق أعماله في الخليج، وهذا ما ترك أثراً عند زعيم المختارة ومحازبيه ومناصريه. ومعلوم أن العلاقة على المستوى الجنبلاطي والمسيحيين تعتبر إيجابية جداً، وهذا ما يشير إليه النائب طعمة في دردشة مع "ليبانون ديبايت"، ويؤكد فيه عن علاقة قديمة العهد بين دير المخلص والمختارة، وكرسي بيت الدين والزعامة الجنبلاطية أيضاً، والأمر عينه يمتد إلى إقليم الخروب وسائر المكوّنات الروحية في الجبل.
ويشدّد النائب طعمة، على أن الحفاظ على أجواء المصالحة التي أرساها النائب جنبلاط والبطريرك نصرالله صفير، تحتل الأولوية في أي حراك سياسي في الجبل، وذلك بصرف النظر عن المنافسة الإنتخابية، لأن ما تحقّق هو على مستوى الإنجاز الوطني، ولا يجب إدخاله في البازار الإنتخابي، بل يجب العمل للحفاظ عليه للمستقبل، بعيداً عن أية أهداف ظرفية. ويشير في هذا المجال، إلى مواصلته العمل على خدمة أبناء الجبل، لأن الخدمة العامة بالنسبة إليه ليست موسمية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News